رأي

“كوماندوس”

هاشم شليق

محطة

 مقالة من هنا وتقرير من هناك حول الاختراق الإلكتروني وربما في لحظة ما يجلس قرصان سيبراني ليشن بضغطة زر واحدة هجمات إلكترونية لتعطيل شبكة كهرباء أو اتصالات أو مياه..وآخر يثير الفوضى في حواسيب قطاع حكومي..أو يعطل مؤسسة مالية أو اقتصادية..فالقراصنة إما يستهدفون حجب خدمة مباشرة لمواقع مختلفة..أو مسح بيانات مرجعية..أو سرقة معلومات هامة..لدرجة ان أخبار القرصنة غطت أماكن تجمهر كالمستشفيات والجامعات والمطارات ومحطات القطارات والمصانع ووصل الأمر إلى النقالات الشخصية..أي محاولة التعرض لكل شيء يعمل لاسلكيا..

إنه وباء إلكتروني بدأ في الانتشار اطلقته  شفرة خبيثة كتجربة أولى منذ سنوات قريبة..فهذه الفيروسات ترسل برامج ضارة بعد التقاطها ثغرة أمنية..وتوجد عادة صعوبة في تعقبها واستئصالها..لأنها تختبيء بعمق داخل شبكات إلكترونية حساسة..

إذن هو الإعلان عن مرحلة جديدة من الصراع العالمي..وتستوجب محاربتها أهمية قصوى في العصر الراهن..ونعلم جميعآ بوجود حملات سيبرانية بين الدول المتقدمة وتشمل حتى الشؤون ذات الطابع الأمني والعسكري..لكن هناك متسللون بلا انتماء ويطلق عليهم قراصنة تحت الأرض..حيث تتحول غنائمهم الإلكترونية إلى شبكات إنترنت مظلمة..وما يظهر للعيان اليوم هو فقط قمة جبل الجليد..فهناك دائمًا قنابل إلكترونية موقوتة..ومن المفارقات توفر برمجيات مشبوهة تقدم كخدمة مقابل اشتراكات شهرية لمن يرغب..

في هذا السياق مؤخرا قدمت ليبيا مقترحا إلى جامعة الدول العربية بشأن تأسيس مجلس وزراء للأمن السيبراني..والأخير بدأت دول فعلا في فتح تخصصات له كمجال دراسة أكاديمية أو تلقي دورات تدريبية..وهناك مهندسون للأمن السيبراني وأطباء يجهزون الأمصال الإلكترونية..بل تشكلت قوات تدخل سريع تحت مسمى الكوماندوس الإلكتروني..وهذا المشروع ينجح أكثر عندمآ تتم الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنفيذه..انها معارك اختراق من هناك وصد من هنا وهكذا دواليك..وربما أفضل تشبيه للحرب العالمية الإلكترونية الأولى القادمة وقنبلتها النووية هي الذكاء الاصطناعي هو ان ماتجمعه أي دولة في عام..يتلقفه قراصنة العالم الرقمي بلمسة واحدة على الكيبورد في أقل من دقيقة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى