ثقافة

وليد الشيخ شاعر التفاصيل الصغيرة

نقد

 

مهيب البرغوثي- فلسطين
يعتبر وليد الشيخ من الشعراء الفلسطينيين المميزين بنصوصهم لأنها تعتبر حياتية يومية عاشها وعايشها واكل وشرب معها الحلوة والمرة، يمر عنها الاخرون دون أن ينتبهوا لما يروه ،وهنا تأتي عين الشاعر الثالثة ووعية في رؤية ما لا يراة الناس ،
أمر بسيط للغاية
«لا بالحشيش ولا بالفودكا يمكن نسيانكِ أيتها البنت»
شعرالشيخ يعتبر مصيدة في اغواءه للقارئ التي وقد يمر عليها ببساطة جدا لكنها في جوهرها عميقة ومعقدة في عاديتها اكثر مما نعتقد ،الشاعر القلق من قلة الاسئلة العميقة وثقل الأيديولوجيا على الشعر
يعتبر وليد من شعراء قصيد النثر في فلسطين القلائل الذين يعتمدون على ذاكرة الكلمات في تأثيث النص ففي نص «قصيدة عن الحنين “»
أنا أعرف أكثر من هذا الذي أكتبة
لكني لا أعرف كيف أكتبة
عندما جلسنا أنا وأنت
ودار الحديث عن العلب الفارغة في بيوت الجدات
وعن رائحة
لم نعرف في أية خانة يمكن أن نضعها :
رائحة كومدينا في بيت جدتك
وهذه المتروكات العتيقة التي تسمى الذكريات
ورفوف الحنين التي بنتها خالاتك
وقد نجد تلك الرائحة في اكثر من مكان من الديوان والنصوص والكلمات لأن الشاعر عاش حالة الاجئ بكل تفاصيلها قبل أن يكون شاعراً وأن اعترف بشح مخيلته كما يقول في نص بعنوان لاجئ
أنا لاجئ
بمخيلة شحيحة
أحمل بطاقة تموين بدل الهوية القومية
أن فكرة الجوء التي يتحدث عنها الشاعر هنا ليست فقط لجوء عن وطن حمل وشم ذاكرته أن اللجوء هو التهجير القصري والتهديم لمنزل ذكريات ربما يرةى من خلالها ذاكرة أجداده
الفكرة الأنسانية للقصيدة
يرى الشيخ أن ما توزعة الأمم المتحدة من حصص ومعونة ما هو سوى طرق شترى لتبريرر تهجيرنا
كلما قلصت الأمم المتحدة حصة الحليب الناشف
أو لأن الأولاد في البيت يواصلون النحيب
والمرأة التي أنجبنهم
تظل صامتة
وتبقى ذاكرة قرية «زكريا » المهدمة التي هدمتها عصابات الاحتلال عام 48 وعي قرية الشاعر التي عاش على ذاكرة اجداده وهم يرون له كيف هجرورا ورحلوا الى المخيمات
بالأمس
صارت المخيلة أكثر فقراِ
وجائعة
وصارت تبكي ،
مثل كلبة صغيره ظلت تركض ورائنا من زكريا إلى جبل الدهيشة ”
أننا امام شاعر عالمي ويذكرنا بالشاعر الفرنسي غليفيك الذي اختار الاشياء المهملة الصغيره المترامية على جوانب الحياة وتحدث عنها لكنها من اهم الاشياء في حياتنا اليومية
وليد الشيخ شاعر الصمت الخجول رغم أن صوته لا تسمعه حتى لو كنت تجلس معه في نفس المقهى وعلى نفس الطاولة وتتحدث اليه إلا أن صوته وصل إلى ضفاف السين وشارك في مهرجان لوديف الشهير في فرنسا ،وشارك في مهرجان اشبيلية للشعر كما شارك في مهرجان البحر المتوسط والكثير من المهرجانات العربية
وترجم ونشر في الكثير من المجلات العربيه والعالميه
انه شاعري الذي ان اقرأ له دوما .
وليد الشيخ .. شاعر فلسطيني مواليد «مخيم الدهيشة» في بيت لحم عام 1968. صدر له في الشعر: «حيث لا شجر» (1999)، والضحك متروك على المصاطب (2003)، وأن تكون صغيراً ولا تصدق ذلك (2007)، «أندم كل مرة» (2015)، وشجار في السابعة صباحاً (2017). كما صدر له في الرواية: العجوز يفكر بأشياء صغيرة (2012).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى