وهذه ترويقة شتائية لن أستكثر الإشادة فيها ببعض من عرفتُ وأكبرتُ من جهود العاملين في الشأن الصحي، الذين أثلجت صدري الشاشة الصغيرة وهي تشيد بهم وتتابعهم وهم يقيمون مؤتمرهم الثاني للجمعية الليبية لجراحة وتنظير المفاصل، شارحين مفرداته الطبية في جراحة المفاصل والعمود الفقري والرُكَب.. إلى آخر ما فصّلَ الدكتور محمد بوعجيلة راشد، أحد الذين برزوا في هذا الميدان منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان مستشفى اندير الخاص يقدم خدماته بالرغم من جريمة الزحف، عندما كان العالم ما يزال يبقي على ذلك النَّوع من التسيير الذي تبنّاه بعض العلماء وأفرغه من محتواه بعض البيروقراطيون، والاستغلاليون وقل ما شت عن النعوت التي طالما أفلحت في التسلل إلى أموال النَّاس وزايدت على الأكفاء منهم بحجة التشكيك في الإخلاص، عندما استطاعت بعض الكفاءات عندنا أن تصمد وتصر على البقاء بالداخل حتى وهي تبلغ سن التقاعد على نحو ما شاهدنا من الأسماء التي شاركت في المؤتمر الذي انعقد في الأيام القليلة الماضية لطب العظام بمشاركة عالمية جاءت من ألمانيا عن بُعد وتونس عن قرب وبينهما تركيا..والقائمة تطول ممن لم يخفوا سرورهم بالحضور ولم يبخلوا بالثناء على الكفاءات الليبية التي يتقدمها أمثال راشد، وبومهارة، والرجباني وغيرهم، فيقتضي الإنصاف أن نُكْبِرَ هذا الجُهد الإنساني الحضاري والمختلف عن غيره، حيث يتخذ بعض المتنفذين من المؤتمرات فرصة للسفر والإستفادة من القرارات الجامعة بين السفر والإقامة والظفر بفارق العُملة، فيما نرى أمثال هذه الكفاءات تشارك في هذا المنشط العلمي داخل البلاد وتتيح للمتابعين فرصة الوقوف على شهادة الآخرين حول المستوى العلمي لهذه العناصر المقتدرة والواثقة من نفسها والفخورة بما احتازته من الشهادات العلمية والمساهمة العملية التي يُفصح أصحابها عمّا لديهم، فيفخر المُحِبُ المُنصف بما يرى في هذه المحافل الحية، ويبهت الذي زينت له الصدف السطو على ما ليس له، ناسياً أن الزمن يمهل ولا يهمل، وأن ساعة الوقوع في الفخ آتية لا ريب فيها، اللهم إلا الذين راهنوا على خيار العلم، حيث الدين والدنيا إن صح التعبير. وأخيراً شكر الله سعي من حضر أو تخلّف فاعتذر، إذ لا شيء أسوأ من بخس النَّاس أشياءهم إن ليس بالتعويق المكشوف فبالتعتيم الماكر.