الكوجينة الطرابلسية مميزة، كونها ومنذ القديم متفردة، وإن حملتْ بعض تأثيرات الجوار، وهذا طبيعي ولا يعيبها فهي مغاربية متوسطية تاريخاً وجغرافيا .
ومن أهم ما ميزها، عدم الهبل الموجود الآن في استعمال الدباير ، خوه على بوه، بهارات العالم كلها في طنجرة وحدة .
اتذكر كوجينة جدتي ووالدتي جيدًا، حيث ثلاث سكريات في متناول اليد دائمًا بجانب البابور قديمًا، وفوق موقد الغاز فيما بعد، وحدة ملح، وحدة فلفل أحمر مرحي، و الأخيرة بزار طرابلسي، وللعلم هو مش كركم صافي؛ فهو خلطة من البهارات المختارة بعناية اهمها الكركم.
وهذا لا يعني أنهن كن خارج العالم، و لا يعرفن قيمة البهارات، لكنهن وفي دولاب الكوجينة كن يحتفظن بكل أنواعها، لكن لكل حاجة حاجتها .
قرنفل للكسكسي، كمون الحوت للحوت، القرفة، والحرارات للمكرونة المسكيه، كروية، وكسبر للفاصوليا .. الخ الخ الخ .
حتى الفلفل الأسود بهار العالم لا اذكر أنه كان تتبيلة قديمة في طرابلس كما يحدث الآن وبهذا الجنون، والفلفل المدخن كذلك .
أخيرًا .. أنا لا اكتب هذا ، لأنني ضد التنوع في كل شئ ، لكن الأمر متعلق بخصوصيتنا وملمح من هويتنا، وبما أنه البلاد وراحت، ورحنا معاها .
على الاقل هذه لا تحتاج لتنظير و لا مؤتمرات و ما تبي جهد ولا دعاك …
فقط تحتاج لثلاث سكّريات
وحدة ملح
وحدة فلفل
وحدة بزار .