– عدم استكمال الإجراءات المطلوبة لاتمام الزواج من الأجنبي هو السبب وراء كل المآسي
– وعي بعض النساء، أوقعهن في ورطة استغلالهن من قبل الأزواج الأجانب
تعيش المرأة الليبية تحت ظروف صعبة، وتحديات كثيرة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها المجتمع الليبي بشكل عام، من بين هذه التحديات، تبرز مشكلة اجتماعية، قانونية،ثقافية تتعلق بحرمان أبناء الليبيات المتزوجات من غير الليبيين من الحصول على الجنسية الليبية. تلك المشكلة لا تزيد فقط من معاناة المرأة الليبية، بل تعمق حالة الإقصاء والتهميش التي تعانيها.
تجد الليبيات المتزوجات من أجانب أنفسهن مضطرات لمواجهة العديد من التحديات، والعقبات في حياتهن اليومية. فليس فقط يتم استبعادهن وتهميشهن من قبل المجتمع الليبي، بل يتم حرمانهن أيضًا من حقوقهن المدنية والقانونية. يواجه أبناء الليبيات المتزوجات من غير الليبيين صعوبة في الحصول على وظائف في دولة ليبيا، حتى بعد اكمال دراستهم الجامعية وحصولهم على شهادات تؤهلهم للعمل. يُفرض عليهم بالتالي وضعًا يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم الأم فور زواجهم من غير الليبيين.
تعد هذه المشكلة ظاهرة اجتماعية تتعارض مع المبادئ القانونية والحقوق الإنسانية، وتؤثر على حياة النساء الليبيات وأطفالهن. وتنبثق هذه المشكلة من خلال تشابك القوانين والثقافة، مما يؤدي إلى تفاقم الظروف الصعبة التي يعيشها الأفراد المتأثرون بها.
في هذا التقرير سنكتشف تفاصيل هذه المشكلة وتأثيرها على المرأة الليبية وأطفالها، سنتحدث مع مجموعة من النساء الليبيات المتزوجات من غير الليبيين لنفهم التحديات التي يواجهنها والتأثير النفسي والاجتماعي الذي ينتج عن هذا الحرمان.
كما سنلقي الضوء على القوانين القائمة والمعوقات التي تعترض سبيل حصول أبناء الليبيات على الجنسية الليبية، وحقوقهم المدنية والقانونية.
ما هي التحديات أو الصعوبات التي وجهتها في حياتك اليومية كونك متزوجة من أجنبي ؟
هل يمكن أن تحدثينا عما عايشته من صعوبات متعلقة بالإجراءات الإدارية خاصة لأطفالك ؟
قالت فاطمة عبدالجليل من مدينة سبها موظفة بالشؤون الأاتماعية متزوجة من تونسي تزوجت منذ 12سنة ولدي 3 أطفال بنتان و ولد. أطفالي لا يزالون يدرسون في المرحلة الإعدادية والإبتدائية؛ توجد بعض الشروط و الإجراءات لاستكمال زواج الليبية من غير ليبي ، لكي يعترف بالزواج بشكل رسمي، و يتمثل ذلك في قيام المقبلة على الزواج بما يسمى بالبحث الاجتماعي وهي عبارة عن عدة إجراءات، وأوراق مطلوب استيفاؤها من قبل الليبية المتزوجة من غير الليبي ، وكذلك الزوج أيضًا يطلب منه بعض الاجراءات .
و أضافت : من الضروري الالتزام بتلك الإجراءات، و لكن هناك من لا يلتزم بها لعدم الوعي الكافي، مما يسبب عبئا آخر على كاهل المتزوجات من
الأجنبي، وتتمثل العوائق في عدم استكمال الإجراءات الإدارية للأبناء بحيث انه قد يتسبب في عدم إصدار شهادة ميلاد الأطفال .
همشها القانون وصفعتها النظرة الدونية
︎ماهي التحديات أو الصعوبات التي واجهتك في حياتك اليومية كونك متزوجة من أجنبي
من الضروري أن يتم الزواج عن طريق الشؤون الإجتماعية أي في حال إكمال الأوراق والشروط تقدم رسالة من الشؤون الاجتماعيه للقاضي مرفقة بالملف لاستكمال مراحل الزواج.
وأضافت إلى أن القاضي يوجه رسالة بالإذن للمأذون الشرعي، لعقد القران واكمال المراسم، و بعد الانتهاء من الزواج تعطى رساله من الشؤون الاجتماعيه إلى الزوجه لاستكمال فتح ورقة عائلة في السجل المدني ويصرف لها رقم قيد و ورقه عائلة وتسجل في سجل خاص بفئه الأجانب و يتم تسجيل الأبناء .
و في كثير من الحالات ومع الأسف توجد العديد من النساء اللاتي يتزوجن ولم تسجل أو حتي تفتح ورقه لهن وهنا تحصل العديد من المشاكل كعدم تسجيل الابناء.
و أردفت يفضل انه في حالة الزواج أن تفصل الزوجة من سجل الأهل، و لكن نظراٍ لقلة و عدم الفهم تجدها موجوده في سجل الأهل وهنا تحدث مشاكل إدارية جمة .
ونوهت أنه يجب أن تكون هناك توعيه كبيرة بحقوق هذه السيدات ، خاصة أنه يتم استغلال هذه الفئة على جميع الأصعدة ، اولا الإيجار يتم استغلالهن برفع قيمته و قد يصعب عليهن دفع تلك المبالغ خاصة مع المعشيه الصعبه، بالإضافة إلى نظرة المجتمع للمتزوجه بالأجنبي نظرة مجحفة بحقها و تتعرض للتنمر وكأنها شاذة، فدائماً يشار لها كأنها ارتكبت خطأ بحق المجتمع، مع ان هذا حق طبيعي لها.
استرسلت تتمثل ︎الصعوبات التي واجهتها في حياتي اليومية كونك متزوجة من أجنبي ، في صعوبات الأوراق في المستشفيات استغلال الوضع والمعامله رغم انهم يقولون يعاملون معامله ليبيين ، لكن للأسف حبر على ورق.
ذكرت عدم منحنا اقل جزء من حقوقنا ، بدأً المبالغ المخصصة من قبل الدولة للأسرة و الأبناء و المكافاءت .
أضافت كما يتم تصعيب الأمور من الناحيه الدراسيه لجميع المراحل في المدارس معاملتهم سيئه للغايه، خصوصا في الجامعات و عدم منحهم فرص العمل متكافئة مع غيرهم من الفئات بالمجتمع ، كما يتم تعقيد الإجراءات في التعامل مع الطرف الاجنبي خصوصا في التنقل من مكان إلى آخر .
أوضحت لا يتم معاملت ابنائنا بإنصاف خاصة في المدراس و اذا كان متفوق يستثني في حالة المسابقات ويعزل رغم وجود الأوراق السليمة و لكن تجدهم يصعبوا عليك الاجرات بعدم الدراسة.
و أكدت نعاني من عدم التفات المنظمات الانسانيه لنا من الناحيه توزيع الاغاثات أو المساعدات التي تقدم لفئات المجمتع.
و أشارت إلى أنه من الناحيه الصحيه تفرض علينا رسوم صعبه مع الايجار والمعشيه الصعبه.
: ياريت يعملوا بطاقات للتنقل خاصه بهم كاجانب متزوجين من ليبيات.
وشددت على أهمية من الضروري التركيز على منح حقوق الأم الليبية بالدرجه الأولى باعتبارها موطنه ليبيه بغض النظر عن جنسية الأب ، و حرمان المواطنه اللبيبة المتزوجة من غير ليبي في أداء الحج لماذا كل ذلك و التمييز فأنا لأزال ليبية واحمل رقم وطني ومن حقي أن أعامل و أبنائي بإنصاف كما يعاملي أخي الليبي المتزوج من غير ليبية ..
وقالت: سالمة خميس فرج من مدينة سبها:
تزوجتْ من سوداني، قبل ثلاثين عامًا ولديها ابنان. يبلغ أحدهما من العمر 25 عاماً والصغير.19 عاماً
تواجهني مشكلة كبير وذلك من خلال تمييز رقم قيدي بمنظومة السجل المدني حيث يكون رقم القيد مسحوب بحرف F ذلك حتى لا يكون داخل منظومة السجل المدني بالدولة.
أضافت نحن محرومون من كامل حق السفر وحقوق المشاركة الانتخابية و الخدمية، بالإضافة إلى معاناة أبنائناً بعدم تحصلهم على حقوقهم البدهية بالحياة، لا يستطيعون الحصول على وظيفة بدولة الليبية على رغم تفوقهم الدراسي والعملي.
أضافت و أيضا محرومون من التنقل والسفر بين المدن الليبية في وسائل النقل العام ، ولا يمكننا التنقل إلا عن طريق إجار خاص ( تاكسي)و هذا أبسط ما يمكن المطالبة به.
وضعنا في سجل المدني انا وابنائي اجانب فقط لأني اخترت الزواج من أجنبي!، هذا الوضع صعب ومعرقل لنا بشكل كبير. لماذا لا يحق لابن الليبية أن يتمتع بجنسيتها؟ مثل ما يحق لابن الليبي المتزوج من اجنبية منح جنسيته لابنه.
و ذكرت حرمنا نحن الزوجات الأجانب من الحصول على منحة الدولار. التي منحتها الدولة. بينما تحصل عليها الليبي المتزوج من أجنبية، حرمنا من حق المواطنة فقط اللأننا تزوجنا من غير ليبي!. اين حقنا فيوالمواطنة ؟ اردفت : من المهم جداً التركيز على الوضع الصحي فأكثر مشكلة تواجهنا هي الصحة نعامل معاملة اجانب ، فعند دخولنا المستشفي الحكومي، كحالة مرضية يجب علينا ان ندفع رسوم للعلاج أسوة بالأجنبي.
كذلك صعوبة الحصول على عقد الزوج بدون البحث الاجتماعي…من جهتها قالت فاطمة حمد يوسف بأنها تزجت في سنة 1999زوجها من الجنسية المصرية، لدي ثلاثة اطفال، للأسف اطفالي الآن بدون دراسة. إلا أني عندما تزوجت ذهبت لمصر حينما كان عمرهم خمس سنوات. وادخلتهم المدارس هناك. لكن بعد دراسة الصف السادس. اضطررت للرجوع لليبيا، الان والدهم حصل معه حادث سير، واصبح الوضع المعيشي صعب. والآن انا اعاني من إيقاف دراسة أطفالي، بسبب الإجراءات الصعبة، ومنذ رجوعي من مصر واطفالي يعانو، اريد الدراسة لاطفالي، منذ رجوعي من مصر واطفالي لم يذهبوا للمدرسة، إنني اعاني من هذا الوضع. كثيراً، وابني مريض لديه ثقب في القلب والان هو جدا حزين بسبب عدم ذهابه للمدرسة حتى مدرسة للكبار لم اجد. هنا لا توجد مدرسة للكبار. بحيث كثيراً ولم اجد، انا اناشد اي جهة تستطيع ان تساعدني لكي يتمكن ابني من الدراسة.
وسردت السيدة/ رحمة عتيق سحبو، قصتها فقالت:
أنا متزوجة منذة 30 سنة زوجي من الجنسيه مصرية، لدي ابنان واحد عمره 20 سنة وثاني عمر 18سنة انا من مرزق بس حلياً نازحة في سبها، من سنة2019 بسبب الحرب التي حدث في مدينة مرزق، ومنذ ذلك الوقت زوجي غادر لمصر ولم يرجع الى ليبيا الان، معناتي الاساسية، هي تميز رقم القيد بحرف(F) والعراقيل التي تواجه أبنائي في البوابات وضياع حقوقنا في الدولة اريد ان تقف هذه المعاناة،و نعاني من تراكم ايجار البيت حالياً مرات نحصله ومرات لا.
حول هذا الموضوع التقينـا مع الاخت « سامية جمعة »
وهي أم لطفلتين متزوجة من فلسطيني منذ ثماني سنوات تصف لنا حياتها الاجتماعية باستياء شديد كيف يتهكم عليها أقاربها وناسها بل كل محيطها.
تقول والله يا أستاذة تنزل علي وابل من الأسئلة المزعجة والتدخل في حياتي الزوجية وكأنني متزوجة من كائن فضائي
وتٌواصل حديثها عن اطفالها قائلة :
إن أطفالي محرومون من الجنسية رغم ولادتهم وترعرعهم بهذه الأرض فلا حق في الانتماء والهوية حتى اليوم قد كبروا وهم تسري جينات ليبيا في دمهم …
خلال حديثنـا قاطعنا «الاخت سامية» وسألناها عما إذا كانت تدرك أن أبناءها لا يحق لهم الإرث حسب ما ينص به قانون الأحوال الشخصية والجنسية في ليبيا
فردت عليه قائلة :
هل هناك قانون ينص على ذلك ؟ فأوضحت لها انه هناك مواد في القانون الليبي الذي يرتكز عليه مستقبلها مع زوجها وأبنائها المحرومين من الجنسية ، وما أكثر العقبات التي توضع في طريق النساء الليبيات اللواتي اخترن الزواج بأجنبـي …
وشاركتنا الاخت» فائزة عاشور « متزوجة من سوري قالت : أنا سعيدة مع زوجي وأعيش تجربة ناجحة بفضل الله فهو يحترمني ويقدرني جدا ، وزواجي منه كان عن قناعه تامة وكما ما يقال «يخاف الله فيا « ولكن للأسف مجتمعنا ينظر للمتزوجة من أجنبي نظرة غريبة ممكن لكثرة نسبه الطلاق أما عن رأيي فأنا لا تهمني نظرتهم فاختياري صحيح وأنا لم اقترف خطأ والحمد لله ربي يدوم علي هذا الهناء .
وكما التقينا مع الاخت « سعاد محمد» والتي كانت بصدد الزواج من رجل مغربي الجنسية لكن تم عرقلة إجرائها وتقول :
هذا التأخير دفعني للسفر معه وتسجيل زواجنا في بلاده المملكة المغربية وآشعر بأني تمردت على القوانين والأعراف التي تسلب حقي في اختيار شريك حياتي ولست نادمة إطلاقاً رغم عقوبة الإقصاء والازدراء الاجتماعي التي أعيشها .
وكانت ايضا معنا الاخت «لطفية سالم » التي اشارت الي نقاط مهمة في حديثها قائلة: لماذا المرأة المتزوجة من الاجنبي تجد المشكل في كل جهة قانونية تقصدها تحظى باي قبول ماذا تفعل اذا كان نصيبها الذي قدره رب العالمين انها تتزوج من رجل اجنبي مدام اهلها موافقون وكل امورها جاءت على سنة الله ورسوله قولوا لي ما هو الغلط الذي فعلته في زواجي من رجل اجنبي ؟؟؟ انا اعيش معه في بلادي يفترض اجد مدارس تقبل ادرس فيهم ابنائي هم صاروا في عمر لابد يدرسوا مثل اقرانهم من الاطفال وماذنبهم أن يبقوا محرومين من تلقي العلم اوجه سؤالي الى الجهات المختصة ان تضع لنا حل في مثل هذه المسألة المهمة جدا ومن خلال صحيفتكم نوجه نداء إلى الجهات المعنية
انظروا لحال أبنائنا وانقذوهم من الجهل وهذا التعسف القانوني.
اقبلت علينا الأخت مريم صالح قائلة:
بخصوص هذا الزواج الليبية من اجنبي لقد حضرت مساء امس ندوة اقيمت في فندق باب البحر تتحدث على زواج الليبية من اجنبي
والله يا أستاذة فاطمة في بلد مثل ليبيا لا يمنح الكثير من الحقوق لأبناء مواطناته المتزوجات من الأجانب، يفترض أن فكرة عقد القران بأجنبي لا تراود الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج، وبالرغم من ذلك فإن بعض الجهات تقدر أعداد الليبيات المتزوجات من أجانب بالآلاف وعليه ياريت تسهل لنا أمورنا في بلادنا حتي نستطيع العيش بأكثر راحة خاصة انا عندي طفلين قريبا يدخلوا المدراس .