بعد سبعين عامًا على تأسيسه كنادٍ رياضى ثقافى اجتماعى يجد نادي «الوحدة» نفسه يكابد، ويعاند المشاق، والمصاعب من أجل العودة إلى مصاف الدورى المسمى بـ)الممتاز(. من كان يصدق أن نادى ) النجوم( يلعب في دوري المظاليم. من اسقط الوحدة إلى الدرجة الأولى، ومن اسقط الظهرة، والشط، والترسانة، والمجد والشباب العربى. وغيرها إلى درك الدرجة الأدنى، وتاهت فى غياهب هذه الفئة وأصبحت فى خبر كان!
مَنْ تسبَّب فى ضياع هذه الفرق هو نظام الإحتراف، أو بالأحرى اللاحتراف الذى فرَّغ هذه الأندية من لاعبيها واستغل حاجتها للمال فباعتها مثنى وثلاث ورباع فى سوق البيع والشراء الذى لا يرحم أحدًا.!.
لن تقوم للكرة الليبية قائمة، ولن تنجو هذه الأندية، وغيرها مِنْ تغوَّل تماسيح الأموال ومساعيهم الحثيثة لخطف مواهب هذه الفرق وإغرائهم بشتى الطرق لترك فرقهم التى هى فى أمس الحاجة إليهم ومن ثم تصبح هذه الفرق المسكينة وقد أصبحت فعلاً ضعيفة ومهلهله ومهيضة الجناح أمام بقية الفرق المنافسة التى تفوقت عليها وتركتها تعانى مرارة الصعود والعودة للدورى )الممتاز(.!، هذه الفوضى الإحترافية التى نعيشها أزهقت روح الأندية العريقة التى كانت تشكل العمود الفقرى للدورى الليبي لكرة القدم منذ الستينيات وتركتها لقمة سائغة تفترسها متى تريد؟ ومتى تشاء دون حسيب، أو رقيب؟ أو قانون يحمى سيادتها ويحافظ على لاعبيها ومن تعبت فيهم حتى أوصلتهم باب النجومية!
علينا أن نضع ضوابط ومعايير وسقفًا محددًا لنظام الإحتراف المحلى يضمن لجميع الأندية الاستفادة من عملية إنتقال اللاعبين ولا يثقل كاهلها ويدفعها للإستدانة وإنتظار دعم الدول، ولا يتسبب فى إفراغها من لاعبيها واحدًا تلو الآخر مقابل المال الذى تحتاجه لسد متطلباتها والصرف على بعض الألعاب الأخرى، أو تسديد مستحقات مدربيها والديوان المتراكمة عليها منذ سنوات وقد كبَّلت حركتها وجعلتها رهينة لإبتزاز الأندية الأخرى، وهى مجبرة على ذلك.
فى ظل هذا الوضع المتأزم وفوضى الإحتراف لن يستقيم الظل والعود أعوج، ولن تقوى الأندية الصغيرة بإمكاناتها الكبيرة بمواهبها على مجابهة هذا التيار الجارف ولن تصمد أمامه طويلا ً ولن تشهد استقرارًا، أو تضمن لنفسها مكاناً بين الأقوياء فى ظل الارتفاع الجنونى لأسعار اللاعبين والأرقام الفلكية التى تدفعها أندية الوزن الثقيل، والإغراءات التى تقدمها مع بداية كل موسم.