أعلنت بلدية طرابلس مع بداية شهر رمضان للسنة الماضية 2023 عن إعادة إحياء تقليد مدفع الإفطار، مع غروب شمس أيام الشهر الكريم، وقامت البلدية باحتفالية في أول يوم من شهر رمضان العام الماضي، تم خلالها إطلاق مدفع الإفطار بالمدينة بعد غيابه عنها منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي..
ورغم توقف مدفع الإفطار في تلك الفترة عن الانطلاق فعلياً، إلا أن الجملة المعتادة التي يقولها المذيعون في القنوات المرئية والمسموعة، لم تختفِ، واستمرتْ حتى مع اختفاء مدفع الإفطار، إذ كان المذيعون حين إعلانهم عن نهاية يوم الصيام، يقولون :
)انطلقَ الآن مدفعُ الإفطارِ معلنًا نهاية صيام اليوم الأول من شهر رمضان المبارك…..(..
ومدفع الإفطار تقليد إسلامي ارتبط بشهر رمضان المبارك في أغلب الدول الإسلامية، وتتباين الروايات في أصل هذا التقليد، التي تجمع كلها أن بدايته كانت في مصر..
وتتوارد ثلاث روايات حول أصل اطلاق مدفع الإفطار وارتباطه بشهر رمضان..
الرواية الأولى تقول : إن مدفع الإفطار جاء عن طريقة الصدفة في سنة 865 هجرية، عندما أراد السلطان المملوكي «خوشقدم»، أن يجرب مدفعًا جديدًا عند غروب الشمس في شهر رمضان، فظن النَّاس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين لموعد الإفطار، فخرج أهالي القاهرة ليشكروا السلطان الذي قرَّر استمرار اطلاق المدفع بالإضافة إلى مدفعي السحور، والإمساك.
أما الرواية الثانية فترد ذلك إلى عهد الخديوي إسماعيل، حيث إن بعض الجنود كانوا ينظفون أحد المدافع، فانطلقتْ منه قذيفة كان لها صوتٌ عالٍ في سماء القاهرة، وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فظن الأهالي أن الحكومة اتبعتْ تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار.
الرواية الثالثة تذهب، إلى عهد محمد علي باشا، الذي أراد أن يجرب أحد المدافع التي وصلتْ من ألمانيا، وتصادف ذلك مع وقت آذان المغرب في أول أيام شهر رمضان، فظن الشعبُ أن الحكومة أرادتْ تنبيههم بموعد الإفطار، فأعجبتهم الفكرة وتحدثوا عنها، فما كان من محمد علي إلا التنبيه على استمرار التجربة طوال الشهر..
وارتبط مدفع الإفطار في مدينة طرابلس بالمدينة القديمة، حيث كان يوجد على السرايا الحمراء في أحد أقواسها، مقابلاً للبحر، وكان صوت انطلاقه في العقود الماضية يُسمع من أماكن بعيدة حتى يصل إلى مدينة تاجوراء، معلناً عن نهاية يوم من أيام شهر رمضان.