محطة
السلمُ العالمي تراجع بنسبة كبيرة إلى الوراء..أما ليبيا فقد غادرتْ مربع الإرهاب بشهادة مؤشر معهد الاقتصاد والسلام الدولي..تلك المؤسسة المشهورة تحقَّق أكثر من 20 مليار ظهور إعلامي عبر 150 دولة في كل عام..وهذا وحده دعاية إيجابية كبيرة تضاف إلى جهود تحسين صورة ليبيا خارجيًا..وقد ارتكز خبراء المعهد ومستشاروه على جمال البلد، والتنقل الآمن..وحسن تعامل مواطنيه مع الزائرين..وكيف أن السمعة الطيبة يمكن أن تعزَّز السياسة الخارجية وتستقطب الاستثمار الأجنبي..وهنا يمكن أن نستفيد من هكذا تقارير مع الشركات العالمية نحو تنويع الاقتصاد القادم من النفط والغاز..
في هذا الصدد استقبلتْ ليبيا ضيوفاً شهدوا على فعاليات وانجازات بهدف الترويج لإتصال دولي على نطاق واسع..وهذا لا غنى عنه لخلق التفاهم والإلتقاء باعتبار أن ليبيا تتقاطع مصالحها مع الكثير غيرها..وهي مستمرة في التنمية والبناء وضخ أكسجين الحياة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وأحد مسبباته الحروب..فاليوم يشهد العالم تزايد تكاليف الإنتاج ونقل السلع وخروج التضخم عن السيطرة، وارتفاع أسعار الفائدة والمديونية العامة، وتأثر أسواق المال .. وتراجع القوة الشرائية بسبب غلاء المعيشة والسكن..وكذلك الطلب المتزايد على الموارد وسط التغير المناخي..والرفع من تكلفة التمويل في عديد الدول النامية والصاعدة..مما يعني أن الدولة تعيش تحديات كبيرة من أجل خلق التوازن بين احتياجات الداخل واستحقاقات المستقبل في مواجهة الارتدادات والتقلبات الاقتصادية العالمية.
وهنا تأتي أهمية توضيح أبعاد الواقع حتى تكون الرؤية ثاقبة لدى المواطن .. فليبيا كغيرها ليستْ بجزيرة معزولة..والهواء الذي يمر على العالم يمر فوقنا..
من جهة أخرى لاحظ التقرير أن عدم استقرار جنوب الصحراء الكبرى يزيد من المخاطر المرتبطة بالأمن .. وهذا يدعو إلى تأمين الحدود بالتعاون والدعم من دول الجوار، والبحر المتوسط..لأن أمن الإقليم من أمن ليبيا..وأخيرًا .. لا بد من توفير البيانات اللازمة عن بلادنا في مختلف المجالات لتقديمها إلى هكذا مؤسسات عالمية تقوم بإصدار تصنيفات سنوية..حتى لا يحدث سوء تقدير عند صدور أية تقارير قد تجحف حق ليبيا، ولا تمنحها المكانة التي تستحقها.
ويظل الترتيب الأمني المتقدم حصادًا لثمار عمل متصدري المشهد، والجنود المجهولين..وضربة معلم أخرى تضاف إلى الرصيد الوطني..