المواسم الرمضانية ..
المهرجانات الرمضانية تظاهرة ثقافية تتعلق بعرض أنواع الفنون والآداب وتنظم دوريا في شكل عروض متتالية في كل مدينة من المدن الليبية ومنه مهرجان ليالي طرابلس بالمدينة القديمة في بلدية طرابلس المركز فهو يعتبر تجمع ثقافي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة والمجتمع المدني ويعنى بالأنشطة المسرحية التي تتخذ أشكالاً ثقافية وفنية مختلفة ويمكن القول انه احتفال عام وتعبير عن بهجة السكان بقدوم شهر الصيام ويكون عادة في إطار ديني وثقافي. والمهرجانات عامة تهدف إلى تجمع الأفراد لرسم ذكرى مبهجة وموحدة تتمحور حول اهتمام ثقافي معين كمهرجان ليالي طرابلس الذي بادر سكان المدينة القديمة بالاحتفال بإطلالة شهر الرحمة والمغفرة من خلال عرض مسرحي فني بصبغة دينية قرب المعلم الأثري السرايا الحمراء وقوس ماركس والمساجد العتيقة، وقد شجعت حكومة الوحدة الوطنية على إقامة مثل هذه المهرجانات الثقافية خاصة في ليالي شهر رمضان نظراً لما لها من نتائج إيجابية على النشاط السياحي وغيرها.
وما الفائدة من المهرجانات في ليالي شهر رمضان ؟
وما البرامج التي تم إعدادها لمهرجان ليالي طرابلس ؟
وهل أثر سلباً إقامة المهرجان على الصائمين؟
الأستاذ محمد مفتاح ارحيم الإعلامي في قناة التراث الليبي براك الشاطئ قال: المهرجانات في الجنوب لها طابعها الخاص خاصة في ليالي شهر رمضان المبارك وفائدتها ترجع على المجتمع من حيث أنها تساهم في تبادل الثقافات والتعرف على التقاليد العريقة في التراث الشعبي لكل المدن الليبية وكذلك تشجع المشروعات الصغرى من خلال عرض بعض نماذج الأسر المنتجة في صناعتها اليدوية بالإضافة إلى التعريف بالتراث الليبي من خلال إقامة معرض تراثي على هامش المهرجان، وأضاف «ارحيم» يوفر المهرجان فرصة لتعريف الأجيال القادمة بالعراقة والأصالة في الزي الليبي التقليدي من خلال المعرض الذي يرتدي فيه العارضون لصنعتهم اليدوية والمسابقات ختم القران الكريم و زوار المهرجان لباس ليبي تقليدي ومن خلال عرض فلكلور ليبي ذا طابع ديني تساهم في تعميق مفهوم التمسك بالهوية والعادات الليبية في أذهان الزوار خاصة الشباب.
وأكد ضرورة أن تدعم وزارة الثقافة والمجتمع المدني مثل هذه المهرجانات ليس في العاصمة طرابلس فحسب بل في جميع المدن الليبية لأجل التعريف بالمنتجات اليدوية التي تتميز بها كل مدينة والحفاظ على التراث التقليدي من الغزو الثقافي وأشار إلى راديو التراث في براك الشاطئ وقد انجذب الأخوة المهتمين بالتراث الليبي في البلدان المجاورة كتونس والمغرب والجزائر لما أنشره على قناة التراث الليبي على الفيس بوك مع أعضاء ناشطين لدعم التراث الليبي والصناعات اليدوية ورغم ضعف المرتب إلا إننا مستمرون في إقامة المهرجانات ونحتاج دعم مالي وتوفر الوقود لتوثيق المهرجانات والتعريف بها ونتائج المسابقات القرآنية إضافة إلى مساعدة الأسر المنتجة بإمكانات بسيطة جداً.. وقد تم توثيق مهرجانات كل قرية في الجنوب رغم المعوقات المالية ولجان إعداد برامج المهرجانات تعمل بجد سواء في مهرجان ليالي رمضان أو غيرها.
الأستاذ كمال رميح مستشار قال :المهرجان في رمضان لا افضله لان شهر رمضان شهر عبادة صيام بالنهار وقرأه القرآن الكريم وصلاة القيام والتسبيح والتهجد ولا يجب ضياعه في السهر والتسوق ونحوه .
كما إن الحالة الاقتصادية للبلاد تستدعي تأخر إقامة المهرجانات لحين الاستقرار الاقتصادي وحبذا يحول ما يصرف على المهرجان إلى دعم الأسر الفقيرة خاصة ذوي الدخل المحدود.
وفي سياق آخر قال أما من ناحية تساهم المهرجانات الرمضانية في دعم ثقافة المجتمع كما تعبير عن رغبة في التواصل مع أصحاب الحرف اليدوية وفرصة للأفراد لترويح عليهم من ضغوط العمل ومطالب المعيشة اليومية.
الأستاذ الطاهر أبو ظهير مخرج قال: أيام المهرجان في ليالي شهر رمضان تعد موسم ثقافي اجتماعي سنوي ويعتبر معرضا مهما يعبر عن كل ما حملته ليبيا عبر مراحل الزمن القديم وإني أره شبه مسلسل ينشر كل ثقافاتنا الليبية في اللباس التقليدي والأكل الشعبي واختلاف الثقافة في المجتمع سواء في عصر الفتوحات الإسلامية أ وعهد التركي وحتى في عهد الإسبان والطليان .
وأوضح « أبو ظهير » أن ليالي مهرجانات الرمضانية تشبه كتاب مصور جذاب يحكي سرد لماضي الأجداد المشرف وحضارة بناء معماري عتيق كالمدينة القديمة التي يعتز السكان بوجود معالم أثرية منها السرايا الحمراء وقوس ماركوس والأسواق القديمة كسوق النحاس وسوق الترك والمساجد التاريخية فيها كجامع الناقه وجامع المغاربة .
وأشار إلى أهمية إقامة المهرجانات في المدن الأثرية التي تبهج الزوار ببرامج ترفهيه ومسابقات فكرية وأناشيد دينية وتعمق في أذهانهم مشاهدة العمارة القديمة لحضارة شعب ترك أثرا للأحفاد ليفتخروا بتراث الأجداد.
من جانبه قال: تعتبر ليالي المهرجان في طرابلس بالمدينة القديمة ليست حديثة العهد بل شاهدناه في التسعينات وكانت تجربة ناجحة بامتياز و أستمرت إلى يومنا هذا ويرجع سبب نجاحه إلى جهد لجنة التحضير للمهرجان ووزارة الثقافة .موضحاً أن المهرجان في ليالي طرابلس قد احتوى على معرض للتراث الليبي سواء في اللباس العربي للرجال والنساء والأكل التقليدي وكذلك ساهم المهرجان في تشجيع أصحاب المشروعات الصغرى كصناعة الإكسسوار والحلي النسائية بشكل دقيق وتصميم جذاب ويعتبر المهرجان مجال حيوي للتسويق من حيث زيادة النشاط التجاري وهو فرصة للأسر المنتجة لبيع منتجاتهم .
بالإضافة إلى احتواء المهرجان على معرض للكتب القديمة ومعرض لوسائل الإعلام القديمة كجهاز الراديو والتلفزيون القديم وكذلك شمل المهرجان عرض مسرحي لتاريخ ليبيا القديم وإقامة الندوات الحوارية عن تربية الطفل وكل ما يهم الأمومة. كما إن المهرجان يجذب الشركات للاستثمار المحلي. الأستاذة زينب جمعة قالت نحن سكان العمارات بشارع ميزران وبعد صلاة التراويح نتجول داخل أروقة المدينة القديمة ويعتبر المهرجان مكان لتنزه وراحة لنفس من ضغط العمل وصغر مساحة المسكن ويجدد فينا النشاط للعمل وفيه أماكن مصممة لتجمع الأسرة والأصدقاء من جميع الأعمار وتتنوع فيه الثقافات في أجواء رمضانية تنبض بالحياة والفرح.
من جانبها شجعت الأستاذة فجرة بوكر مديرة رياض الأطفال مرقبة التربية والتعليم بلدية الفرضة الشاطئ على إقامة المهرجانات في رمضان فهي مجال لترفيه الأبناء وتتيح لهم ذكرى جميلة لما يشاهدونه من فرق المدح والعروض التراثية والمسرحية . وأشارت الأستاذة انتصار الطاهر مشرفة نشاط بمدرسة النور بالشاطئ إلى مساهمة المجتمع المدني في المهرجانات الرمضانية لها نتائجها في دعم الأسر محدودة الدخل في إيجاد مصدر رزق يوفر لهم حاجاتهم الضرورية من خلال فتح مجال لهم لبيع معروضاتهم اليدوية.
المهندس سامي بلعيد شركة بناء وتشيد قال: إقامة المهرجانات في كل المدن الأثرية الليبية هو فكرة ناجح بامتياز نظراً لارتباط المكان بالهوية الليبية ويقدم مهرجانات ليالي رمضان منافع اجتماعية واقتصادية للأفراد حيث تجعلها مصدر جذب السياح ومصدر للتشغيل . واكد « بلعيد « أن فكرة إقامة المهرجان في ليالي رمضان نالت قبول من المواطنين فهو يعتبر موسم ثقافي في ليالي رمضان الذي يساهم الحراك الثقافي فيه إلى اكتشاف المواهب الإبداعية للشباب وتعمل على تحسين سلوك الأطفال وتملئ أوقات فراغ الشباب بذكرى مبهجة وتزيد من ارتباطهم بوطنهم .
الأستاذ على بن دخيل موظف واحد الزوار قال لا تؤثر إقامة المهرجانات على الصائمين فبعد رجوعنا من صلاة التراويح صحبة الأبناء نعرج على المدينة القديمة ونستمتع بمشاهدة فرق مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ونشتري بعض المقتنيات اليدوية التي تتميز بإتقان الصنع وجمال المظهر . وأشار إلى البلدان العربية تنشر دعاية مكتفة عبر صفحات التواصل الاجتماعي بالسفر وحجز غرف الفنادق لحضور فعاليات ثقافية عربية وغربية لا تنتمى لأصالتنا ولا عروبتنا وهذا الغزوا الثقافي موجه لشباب الليبي وبإقامة مهرجانات لترفيه يجذب الشباب لوطنهم وتنشط السياحة الداخلية في بلادنا وبنجاحها تجذب فعليات المهرجان السياح الأجانب من البلدان المجاورة إليها ولهذا النوع من السياحة له وزن كبير في النهوض بالنشاط السياحي وهو آخذ بالازدياد ويساهم في زيادة الدخل القومي ويعتبر من البدائل التي تقل الاعتماد على النفط.
الدكتورة اسمهان الخمسي طبيبة وأحد الزوار قالت رغم إن المهرجانات لها أهميتها في الجانب الاجتماعي والثقافي إلا إن موعد وتوقيت المهرجان يعتبر مهم لنجاح أهدافه . كما يجب مراعاة توظيف المهرجان في تنمية الثقافة المجتمعية وزيادة النشاط لتجاري ولأنماط السياحة. وأشارت إلى ضرورة تخصيص أيام العطل الرسمية الجمعة والسبت حيث لا يؤثر خروج أولادنا من المنزل ليلا على دراستهم في اليوم التالي وختمت بأهمية دعم الحكومة للمهرجانات الثقافية في كل المدن الليبية وتوفير ما يلزم لنجاحها فهي تعبر عن استقرار ليبيا واستتباب الأمن والأمان فيها.