وها نحن نتجاوز اليوم العاشر من الشهر رمضان ، ولازلت ابحث علي برنامج منوع كوميدي و بدم خفيف مادته يومياتنا في الشهر الكريم ، برنامج اجتمع عليه وعائلتي الصغيرة على مائدة الافطار . ليستمر تقليد قديم كبرت عليه انا واخوتي بل وكل الليبيين من قديم الزمان .
تاخذني الذاكرة والحنين لزمن كنا نجتمع فيه كلنا كعائلة واحدة ، لا يغيب احد من افراد الاسرة على تلك المائدة ، كان ذاك الموعد طقس حميمي اكثر منه مناسبة لتناول الطعام ، لاشي يشاركنا خصوصيتنا تلك ، الا جهاز التلفزيون بالابيض والاسود سبعينات ، ومن ثم بالالوان فترة الثمانينات .
كان ذلك الجهاز عضو اصيل بكل عائلة ، لدرجة انه كان يقرأ افكارنا وتصب برامجه على سياق حديثنا ولا تخرج عن يومياتنا .
كنا نجلس حوله ، ونجعله بصدارة المائدة ، احيانا نصغي له السمع واخرى يسرق انظارنا ، وفي الخلاصة وعلى قناة تلفزيونية واحدة كنا نتابع ما يبث خصيصا من برامج وفقرات ، اعدت خصيصا لهذه الفترة ، والتي لاتجتمع فيها اجسادنا وحسب ، لكنها ايضا ملتقى ارواحنا ، وكيف لا ونحن في شهر الروحانيات شهر الله الفضيل .
ولأن عقود مرت ، ستخونني حتما الذاكرة ، وانا احصي تلك البرامج ، والتي رغم أنها اعدت بتقنيات البدايات ، ديكورات على قد الحال ، بدون سناريوهات وحوارات مفبركة وتتبع النظريات في علم السيناريو والحوار كما يحدث الان . بل انها كانت عفوية ، تشعر انها واقع حال وحديث بيت كل الليبيين حينها
(فكر واكسب .. ساعة لقلبك .. اللمة والشاهي واللوز .. هو الشي ..قالوها ) الخ الخ
اعود لنقطة البداية , وانا امسك الريموت كنترول بحثا عن مادة اعلامية .. برنامج منوع يليق بجمع اسرتي وهي تجتمع على مائدة الافطار وللاسف لا اجد نفسي واسرتي فيما ابحث عنه مع ان القنوات بالهبلة و(فيك ياودي) …
لاشي يشبه ما ذكرت لاشي يستحق المتابعة و الذكر .