فقدتْ الصحافةُ الرياضية فى ليبيا نهاية الأسبوع المنقضى اسمًا كبيرًا وعلمًا من أعلامها برحيل الصحفى والكاتب والناقد «أبوعجيلة النشوانى» الذى غادر الدنيا الفانية بعد معاناة مع المرض لم يمهله طويلاً .. عرفتُ الأستاذ أبوعجيلة فى ثمانينيات القرن الماضى من خلال مساهمتى فى الكتابة بصحيفة «الرياضة الجماهيرية» وهي أولى خطواتى في عالم الصحافة والإعلام الرياضى ببلادنا الحبيبة؛ فكان مشجعًا وداعمًا ليّ ولغيرى ممن كانوا فى تلك الحقبة، ولم تتوقف كلماته التحفيزية في حقي وتوجها بعمود خطه بقلمه الرشيق فى الصفحة الأخيرة من صحيفة «الشمس» فى زمن التسعينيات حينما نلتُ جائزة الإبداع الإعلامى على مستوى وكالات أنباء المغرب العربي؛ فكان وقعها مؤثرًا فى نفسى ولازالت أذكراها وأنا فى الستين من عمرى .. فقيدنا الراحل «النشوانى» بدأ حياته مصححًا بصحيفة« الرائد» فى عام 1967، حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، ونشأ فى أسرة فقيرة كحال كل المبدعين تتألف من سبعة إخوة استهوى الإعلام أغلبهم، وهو أكبرهم سنًا وحتى قبل وفاته بسنوات قليلة كان الراحل الكبير يتدخل إذاعيًا بعديد البرامج المسموعة باسم مستعار مقدمًا خلاصة تجاربه وأفكاره الصحفية في قضايا شتى كانت تنال استحسان وقبول المستمعين لما فيها من طرح موضوعى ورؤي شاملة..أكثر من نصف قرن قضاها الفقيد فى عالم الصحافة الرياضية بدأها في «الرائد» وختمها فى «الشمس» آخر محطاته وإنّ ذاع صيته وشهرته الصحفيه بصحفية «الفجر الجديد» اليومية الشاملة التى كانت تصدر عن المؤسسسة العامة للصحافة فى سبعينيات القرن الماضى وترأُسه لقسمها الرياضي والمنافسة الشديدة بينه وبين رفيقه الراحل «منصور صبره» الذى كان يكتب فى صحيفة «الجهاد» ثم إلتقى الاثنان فى صحيفة «الرياضة الجماهيرية» فى الثمانينيات وترأسها «النشواني» حتى توقفتْ عن الصدور.