الدوريات الرمضانية التي تقام خلال أيام وليالي الشهر الفضيل بطول البلاد وعرضها، هي بمثابة الكرنفال والمهرجان الاستعراضي الكبير الذي يضم أقوى وأشهر العروض الكروية التي تبهج النفس وتسعدها وتبعث فيها التفاؤل والأمل على أن بلادنا مثلما هي زاخرة ومليئة بالكنوز والمعادن الثمينة والنفيسة المكتشف منها، ومن هو غير المكتشف و لايزال في جوف وباطن الأرض، هي كذلك موطن المواهب والنجوم التي لم تُكتشف بعد ولم تلحظها العين وتحتاج إلى أيادي الكشافين و”المصنعية” التي غابت عنها لسنوات طويلة، حتى طواها النسيان وذهب ريحها مع مرور الأيام والسنين! لاعبو الدوريات الرمضانية هم النجوم الحقيقيون الذين ينثرون إبداعاتهم في فضاءات الملاعب الترابية والمعشبة على ندرتها وقلتها، يمارسون هوايتهم ويستعرضون مهاراتهم التي تثير الدهشة والإعجاب بما حباهم الله من موهبة فطرية قلما نجد لها نظيراً في أندية الصفوة ودوريها المسمى بالممتاز ولاعبيها المصنفين بالنجوم والمغدق عليهم بالأموال، وبكل ما لذ وطاب وما تشتهيه الأنفس!! نجوم الساحات ودوريات الكرة الرمضانية أينما حلوا وتعينوا هم الوريث الحقيقي والشرعى لموطن ومنشأ الإبداع الكروي، وأصل ومنبت الموهبة التي لم تشوهها معالم فوضى الاحتراف وتلوثها الأيادي التي لم تترك شيئاً جميلاً وأصيلاً إلا وأفسدته ونالته منه، فضاعت قيم وفضائل الممارسة التي تأسست عليها كرة القدم وما تربت عليه أجيال الزمن الجميل، وهي القيم ذاتها التي تتأصل وتتجذر في كل عام مع نجوم دورياتنا الرمضانية وما تجود به علينا ساحاتنا وملاعبنا وقرانا من تلك المواهب والنجوم، التي تسطع وتتلألأ وتُزين سماء رمضاننا المبارك الجميل، وتبشر بمستقبل واعد بالخير العميم والحصاد الوفير .