ليس للأدباء والكتاب والفنانين في بلادنا أي دور في نشر الأفكار والقيم والانتقال اللغوي بالناس من مستوى خفيض إلى مستوى أعلى خطابيا وتزويدهم باللغة التي يحتاجون إليها في الممارسة السياسية.. فالكتابة الأدبية الصادقة الملتصقة بهموم الوطن والمجتمع أفتك في تأثيرها من كل أشكال الأسلحة المستوردة.. والأديب الحقيقي لا يسمح لنفسه بالتحريض على ذلك .. والكتابة و الفن لهما مكانتهما في الثورات .. ما نلمسه الآن من الكتاب والأدباء والفنانين هو الدور التحريضي على الانقسام والتشظي وبث الفتنة .. والتباكي على الإيفاد كملحقين ثقافيين وموظفين بالسفارات والقنوات التي تبث برامجها من خارج الوطن .. فلا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية .. وهذا لا يمكن أن يكون دورًا تنويريًا أو ترشيديًا ..
لعل حالة الصمت الثقافي والانعزال عما يدور في الوطن من اقتتال واشتباكات ووقوف طبقة المثقفين من كتاب وأدباء وفنانين موقف المتفرج هي من أسباب تردي البلاد ووضعها على حافة الحرب .. ومن هنا أُحمّل مسؤولية السلبية كاملة لهذه الفئة – وأنا في مقدمتهم – ذلك أنها جزء من المشكلة ولابد أن تكون لها كلمة الفصل من أجل وحدة الوطن وعودة الحياة إليه .