رياضة

وترجل القيصر

 نوري النجار

رمية تماس

بعد سنوات من الوعكة الصحية التي ألمتْ به وكان فيها كما يعرفه الجميع صابرًا محتسبًا؛ ودع القيصر أسطورة الكرة الليبية هذه الحياة الفانية القيصر وخلال سنوات عمره كان استثنائيًا في كل فترات عمره حيث كانت الموهبة والقيادة لعمل الآخرين جزءًا لا يتجزأ من حياته برع مبكرًا وكان ضمن فريق الأهلي طرابلس المتوج بأول لقب للدوري الليبي في سن العشرين عامًا ومع تراجعه من خط الهجوم إلى مركز قلب الدفاع ونظرًا للامكانات الهائلة والكبيرة التي يمتلكها أصبح ربان دفة الأهلي واستطاع أن يكون محور الفريق وصمام الأمان له كان في كثير من المرات ونظرًا لحاجة الفريق إليه في تغيير النتيجة يتحول من مركز قلب الدفاع إلى قلب الهجوم مباشرة وكم من مباراة تغيرت نتيجتها بفضل تقدمه إلى خط المهاجمة كانت ثقة زملائه فيه كبيرة وكان القائد الذي يستمع الجميع إليه وخلال رحلته كلاعب تحصل رفقة الأهلي على أربعة ألقاب وكأس وعند تحوله للتدريب تحصل علة ثلاثة ألقاب وأسهم في ابرز عديد المواهب التى أثرتْ  الكرة الليبية في افضل فتراتها عبر التاريخ واقصد هنا النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي الفترة التى وصلنا فيها إلى النهائي الأفريقي ووصل الأهلى إلى نهائي كأس الكؤوس الأفريقية واختتمت بلقاء المغرب من أجل الصعود لنهائيات كأس العالم كل تلك الفترة كان الراحل أحد ابرز صانعي الانتصارات مدربًا لا يشق له غبار بفضل ما يمتلكها من قوة الشخصية والفكر الكروي العالي وعندما تحول الى مجال الإدارة كان بحق أحد عوامل نجاح الأهلي في واحدة من اصعب الفترات التى مرت على النادي عبر تاريخه كل ما سردته يؤكد القيمة الكبيرة التى امتلكها الأستاذ والقيصر الهاشمي البهلول الذي كان وفيًا وذا خلق لم يبخل على أحد طرق بابه وكان في كثير من الاحيان يقدم فعل الخير لكل من له علاقة بالوسط الرياضي وهذا بشهادة ليس محبي الأهلي طرابلس فقط بل من محبي كافة الأندية الليبية وبفقدان القيصر الهاشمي البهلول يعلم الجميع أن الرياضة الليبية قد فقدت أحد ابرز رموزها الفاعلة على مدى اكثر من خمسين عامًا .

الهاشمي ليس اسمًا عابرًا أو إنسانًا مر على الرياضة الليبية مرور الكرام؛ الهاشمي حدوثة رياضية جميلة انطلقت من حيث انطلق أغلب المبدعين في وطننا الحبيب من باب بحر، والمدينة القديمة من وسط منبع عمالقة الأدب والفن والرياضة والفكر في بلادنا الحبيبة كان مولد وانطلاقة القيصر والشئ من مأتاه لا يستغربُ.

رحم الله قيصر الكرة الليبية رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان .. 

)إنا لله وإنا إليه راجعين(

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى