على غير المُعتاد وخارج الملاعب استطاع «غارديولا» معزَّزًا صفوفه بإنسانية ابنته أن يهزم دولًا، وحكومات شرق أوسطية عربية.
نعم لقد خاض النجم العالمي «غارديولا» خارج المستطيل الأخضر أروع مبارياته، وأهم محفل إنساني .. كان فيه فعلًا نجمًا سطع في سماء الإنسانية .. لم يرتدِ فيها هذا النجم أي بدلة رياضية كما لم تكن مباراته هذه ضمن الكلاسيكو الإسباني، أو الدوري الإنكليزي، ولا حتى ضمن التشامبزليك الأوروبي .
لم تخضع أيضًا لقوانين لعبة كرة القدم كما لم تكن للاتحادات الرياضية الدولية أي سيطرة، أو توجيه له .. لم يرتعب من أي عقوبة ظالمة قد تطاله ..
لقد خاض «غارديولا» وابنته مباراة دولية شهد عليها أكبر جمهور .. سلب فيه قلوب كل من حمل في قلبه إنسانية البشر في هذا العالم، وسجل فيها هدفًا واحدًا تاريخيًا في سجلات زعماء المواقف.
لقد أيقظ روح القيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب والمجتمعات خارج الملاعب الخضراء ليبلغ صدى صوته وعنفوانه قلوب مليارات البشر.
لم يستخدم «غارديولا» في هذه المنافسة مع أولئك المتخاذلين المحترفين في الذل والمهانة قدماه .. بل كانت أحاسيسه ومشاعره هي الحاضرة وكانت قيمه الإنسانية هي المُحفزة بدل الأرباح والكؤوس والمكافآت .
ظلت يد «غارديولا» نظيفة ناصعة البياض تمامًا كما شباكه التي خلت من أي هدف..
كلنا عايشنا «غارديولا» النجم المُتوج بالبطولات إلا أننا لم ننبهر بهذا القدر من الصمت، والذهول وهو يسجل أثمن وأجمل أهدافه التي شهدتها أعين العالم، وهو يتجاوز مصافحة من قتل أطفال غزة، ويتم أبناءها، وشرد شعبها، وداس مقدساتها، ونهب أرزاقها، واقتلع شجر الزيتون، والرمان، وزرع مكانها الألغام والمتفجرات..
مهما طال الحديث لا يمكن أن نصف المشهد.
القلب ينبض لها، والأفواه تصدح ملء الأشداق شكرًا «غاردرديولا» لقد انتصرتَ على ملوكنا وسلاطين الجامعة العربية.
كونوا بخير