ونحن نرصد هموم الوطن والمواطن .. داهمني صديقي ممن اعتبرته وصنفته وفق ما أرى قارئا بامتياز ومتابعاً بشغف لكل ما يدور من أحداث مختلفة وخاصة تلك التي تمس حياة المواطن وما يتعلق بها من ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها .. سؤال صديقي هذا أربك حضوري معه جراء إفراطه في الشفافية والصراحة المطلقة.. فبعد أن أكد لي من خلال وجهة نظره بأن ليبيا ليست بلد قراء ولاصحافة ولاعاقة لها أصلا بالثقافة .. سألني ما الفارق بين رجل الشارع ممن وصف بالعوام وبين الصحف ممن وصف بالنخب الصحيفة والمثقفة.. هل ثمة فارق في التأثير والنتائج المتعلقة بقضايانا المختلفة نحن لم نستفد من هذه النخب في شيء لم يكن لهم أي تأثير فيما سبق إلا بأن خلق صراعا بين ما يسمى بالإعلام الوطني وبين أولئك الذين طفوا على السطح عبر الاعلام المحمول والمدعوم لأغراض سياسية واقتصادية.. للوهلة الأولى أيقنت بأن الإعلام هو ذاته من يلحق الأذى بالإعلام .. وأن النخب هي ذاتها من استعملت لتشويه المشهد الإعلامي .. وأن المؤسسات الإعلامية هي مؤسسات موجهة للتأزيم وليس للبناءوإظهار الحقائق وأن الشفافية هي متاهة وكمين يراد بها اسكات وإسقاط الحقائق التي من شأنها أن تنهي زحفنا داخل ذلك النفق المظلم الذي لم نر له أي إضاءة..الإعلام الوطني من دون أي شك قد خسر معركته منذ الجولة الأولى لانفلات ما يسمى بالاعلام الحر المبني على التمويل المجهول والمزود بأحدث الأدوات والتقنيات فعلا لقد أصبح هذا الإعلام الممول من وجهة نظر المتلقي وفي كافة مستوياته هو الواجهة المسيطرة على المشهد وهو الإفراز الوحيد الذي بإمكان النخب أن يكونوا فيه محاورين بعد مرورهم الكريم على موطف الخزينة عقب كل حلقة أو مشهد على أن يكون مدركا لكل توجهات القناة التي اشترت صوته وكلمته التاجر أصبح صاحب الإدارة والمبادرة في كل شيء في السلعة والاحتياج وحتى الأحلام والطموحات لن تستطيع أن تغفو على حلم إلا إذا كنت تسر تحت ظلال التاجر لذا لن تكون إعلاميا إلا إذا كنت تجيد قراءة أفكار ورغبات صاحب القناة.. كما لن تكون من النخب التي تعرض سلعتها الفكرية والمعرفية سإلا إذا لجأت إلى شبابيك أصحاب الحضوة .. لكل هذا فقدنا التأثير وسلبت من الشفافية.