يقولُ أحدهم إن البحرَ، والمصايف في ليبيا عبارة عن )عشة متقدرش تتكسل فيها من الضيق( بأكثر من 150دينارًا في الليلة لو أشرقتْ عليكَ شمس اليوم الثاني وأنت بداخلها فستشويك مثل قطعة سردين،
قرى أسعارها خيالية وباقي الشط مصايف )والجملة المشهورة عائلات فقط، والشباب ماليهم إلا «السكوليوات»
متفقون بأن البحر جميل والشواطيء واسعة ومساحتها كبيرة ولكن وفي ظل شكوى المواطن البسيط، وحتي أصحاب الدخل الجيد، من غلاء الأسعار وعدم تطبيق شروط النظافة والاستجمام، وتوفير الخدمات الترفيهية الأخرى إلا من رحم ربي،
*فهل فعلاً قدمتْ هذه المصايف خدمات للمصطافين، أم كل هّم أصحابها الجشع وجمع المال؟!
عن الأسعارِ ومستوى الخدمات ونظافة الشواطيء وتحوطات الأمن والسلامة، جلها أسئلة ومحاور مهمة لشواطيء امتدادها لأكثر من 2000كيلو متر مربع ..
انطلقنا من مصيف لآخر لرصد آراء المصطافين
البداية كانت مع السيدة حميدة سالم التي تحدثتْ عن أسعار العشش، والخيم المبالغ فيها يعني أن تصطحب عائلتك في يوم عطلة لقضاء وقت ممتع على الشاطئ )تحتاح لربطة فلوس( لماذا كل هذا؟، ونحن نعيش في بلد ساحلي ارجو من أصحاب هذه المصايف مراعاة المواطن في تحديد الأسعار .
مَنْ المسؤول عن التسعيرة ؟!
أم نهاوند .. تدخلتْ معنا في الحديث وتساءلت عن المسؤول عن تحديد التسعيرة؟، وعلى أي أساس وضُعِتْ، وذكرتْ أنها جاءت إلى هنا مرتين ولا تعتقد أنها تستطيع المجيء مرة أخرى صحبة أطفالها الخمسة لأن ميزانيتها لا تسمح.
العروض كثيرة والأسعار مبالغ فيها
أما سمية عبد الرحيم .. ذكرتْ أنّ البحرَ هذه السنة كان في أغلب الأوقات غير صالح للعوامة، لا خدمات، لا تنظيم جيد يستحق الإشادة ولكم أن تلاحظوا ذلك بأنفسكم لا حمامات، ولا دوش، ولا فرق انقاذ التي هي غير موجودة أصلاً عشوائية في العمل، وأيضًا في استغلال للمساحات الشاسعة بالشكل المطلوب والواجب أن تكون عليه..
كثرة بلا فائدة
محمد الجرنازي .. تطرق إلى موضوع آخر ومهم إذ قال : مرَّرتُ بكم كبير من المصايف متعدَّدة الأشكال، والألوان إلا أن ما لاحظته كلها تكاد تكون متشابهة في طريقة البناء، والشكل متلاصقة ومتراصفة ببعضها أكثر من اللازم وبدلا من ان يكون هذا التنوع والكم الكبير ذا فائدة في خلق نوع من التنافس في الخدمات وخفض في الأسعار نري العكس وزيادة في رفع الأسعار الي حد اللامعقول واللامقبول والمواطن و المتضرر دائما من ذلك
قرىسياحية على غرار جنزور وتاجوراء والريقاطة
سليمان الإصيبعي يرى أن تقوم الدولة بإقتلاع كل ما هو عشوائي، وقديم من جملة هذه المصايف التي وصل حدها إلى مستوى مسعور ومتأجج في ظل زيادة السعر هو فوق قدرة المواطن الغلبان واستطاعته وحتي الشاليهات أو الاستراحات في بعض الأماكن، أو المناطق تشكو من ارتفاع وغلاء فظيع وهي ليستْ في متناول الجميع مثلاً استراحة في «زوارة» لثلاثة أيام بـ)500(دينار، وأخرى في الخمس بـ)1500(دينار لليوم، أراها فوق قدرة المواطن، يستحسن أنّ تقوم الدولة والجهات المعنية ببناء مشروعات على المدى الطويل، وعلى مدار سنوات لبناء قرى سياحية كـ)جنزور السياحية، وتاجوراء، وقرية مصيف تليل السياحي بصبراته( بطريقة حديثة ومنظمة بعيدة عن العشوائية
لن أكرَّر الزيارة ثانية
مروى الحمادي .. عن رأيها في هذه السنة التي قبلها قالت : أن الأمرَ لم يختلف عن السنة الماضية من حيث التنظيم والعشش والطاولات والكراسي فقط المصايف هي نفسها ما اختلف هي الأسعار زادة بنسبة غير معقولة تمنيتُ من الدولة أن تضع ثقلها في الموضوع،وتهتم بالمصايف أسوة بتجهيز كـورنيش حي الأندلس، طريق الشط، أو مصيف الليدو.
تحديد أماكن السباحة ووجود علامات السلامة
ككل عام اذهب للاصطياف أنا وعائلتي خارج البلاد،بعيدًا عن الشواطي غير الآمنة واللانظيفة والتي تفتقد لا بسط مقومات السلامة، حالات غرق كثيرة تحدث كل سنة لم نسمع بفرق إنقاذ أو حتي تحذير للمناطق الخطرة غير الصالحة للسباحة ووضع علامات واشارات تحذر من الاقتراب من الأماكن الخطرة كل سنة وفيات بأرقام مزعجة وهذا دليلٌ على أن المواطنين يذهبون إلى أماكن عشوائية وغير صالحة للاصطياف.
غياب الخصوصيةوالراحة
آلاء أبو لقاسم تقول : أين هي المصايف أنا لا أرى مصايف البحر بصفة عامة غير صالح للسباحة، وغير نظيف إلا في أماكن محدودة وهذه الأماكن تكون غالية للمواطن «اللي على قد حاله»ذاهب لساعات قليلة يجد نفسه قد دفع مبلغًا وقدره على لا شيء وياريت شيء يستاهل، حتي أصحاب المصايف ليسوا مهتمين بها، من عدة نواحي النظافة أولها ثم الخصوصية، والراحة وكل موضوعه الربح فقط وجني المال هذا فيما يخص المصايف بطرابلس ولكن لو بعدنا عنها مثلاً واتجهنا صوب صبراته مثلاً أو زوارة وهي من اجمل ما يكون تجدهم مهتمين بكل التفاصيل زيادة أن البحر هناك اصفى وانظف يعني تكون مطمئنًا من ناحية الراحة والنظافة والخصوصية.
لا مكان ولا مصيف خاص بالشباب
عبد الباقي الطاهر قال: إن بحر زوارة، وصبراته من أفضل وانقى الشواطئ في ليبيا وافضلها في الخدمات، أما عن المصايف الأخرى فهناك استغلال وأسعار فلكية )وكلها تغني( الشباب لا يوجد مكانًا نظيفًا، ومناسبًا خاصًا بهم، المواطن الغلبان ليوجد لديه استطاعة لإيجار العشش بـ)70و80و120(، النَّاس لجاءوا للأماكن والمساحات الخالية بسبب الغلاء وأحيانًا كثيرة هذه المساحات غير نظيفة ولا آمنة، نتمنى استغلال البحر والمساحات افضل من ذلك
الدولة هي من تلام
أ. فتحي الجربوعي قال : فيما يتعلق بموضوع المصايف، نحن نملك أطول شاطيء في أفريقيا طوله 1900كيلو متر مربع، ولكن للأسف عدم اهتمام الدولة بالشواطيء واعطاؤها الأولوية جعلت من التجار والاستغلاليين يستغلون النَّاس خاصة أن البحر هو الملجأ الوحيد لديهم في ظل الظروف التي تعيشها بلادنا من شح في السيولة، وازدحام في المصارف، ونأسف أن الشواطئ من رأس جدير إلى مساعد لو القينا عليها نظرة نجد أنها غير آمنة ولا نظيفة وغير مستعدة،أن تكون مصايف حديثة، حتي بعض المصايف التي استغلت من بعض النَّاس للأسف تقييمي لها ووجهة نظري الشخصية غير جيدة من جميع النواحي، لا من ناحية المالية المبالغ فيها لدرجة لا تتوقع، مع شح في السيولة، والازمة المالية الموجودة، بالرغم من ذلك نجد غلاءً فاحشًا، هى يعقل أن حجرة مبيت لشخصين تتجاوز الـ)350( دينارًا في اليوم وهي غير جاهزة ولا مجهزة أن تكون للمبيت، وهل يعقل أن«عشة»، أو كراسي وطاولة تتجاوز الـ)80(دينارًا في اليوم )المواطن اللي بيمشي مرة معاش بيعاود يرجع مرة ثاني(، زد على ذلك عدم النظافة، أيضًا غياب فري الإنقاذ البحري، السلامة البحرية غير موجودة بدليل بين الحين والآخر نسمع بوفيات لحالات غرق ومازاد الأمر سواءً عدم وجود نشرة جوية بحرية تنبه المواطنين باستمرار عن أماكن الخطر، الإعلام من هذه الناحية مقصر، لو كان هناك اهتمام بالشواطيء واستغلت الاستغلال الامثل لكان دخلها يعادل دخل النفط المصدر الأساسي لدخل بلادنا، زد على ذلك الثروة البحرية الضائعة المستغلة من صيادين هم من خارج البلاد.
هنا لا اضع اللوم على من يقومون بتأجير المصايف بل اللوم كل اللوم على دولتنا هي الأساس، وهي من يجب أن يهتم بالشواطيء، وأن تشرف إشرافًا كاملًا عليها وتوفر الامكانات لها، وفرق إنقاذ متدربة تدريبًا عاليًا، ومستعدة كل الإستعداد اعطيك ابسط مثال الكورنيش الجديد بحي الاندلس كفكرة ممتازة، ولكن وسائل الإنقاذ به معدومة لا توجد معقول. لا وجود لسياج يفصل أماكن جلوس الأفراد عن البحر مع علوه وارتفاعه مسافة 3أمتار، مشكلتنا الأساسية نبدأ الشي ولا نكمله للنهاية، بالتالي انصح جهات الاختصاص وعلى رأسها الدولة الموقرة التي هي الأساس لبناء أي شيء حضاري متقدم، لماذا لاتستغل المصايف من قبل الدولة نفسها؟، لماذا تستغلها مجموعة من المستغلين، والمواطن هو دائمًا المظلوم والضحية، والحلقة الأضعف.
أما الأخ شرف الدين الفرجاني هو من سكان المنطقة الشرقية اثرنا أن نأخذ رأيه وانطباعه ونعرف أكثر عن المصايف والقرى السياحية في المنطقة الشرقية، لنأخذ فكرة عن مستوى الخدمات فقال :
بالنسبة للمنطقة الشرقية هناك منطقة رأس هلال، والجبل في منتجع «الينابيع»، بها قرى حديثة غاية في الروعة إلا أن الأسعار مرتفعة قليلاً يعني تبدأ من )500( دينار في الليلة فما فوق، وهذه الأماكن مخصصة للعائلات فقط ويمنع دخول الشباب .
في البيضاء هناك قرية «الأسيل» و«الفاضل»، وهذه)شاليهات(ملك، فـ)الاسيل( مثلاً مساحته 300متر غرفتان عليهما سور محمي وأسعارهم تبدأ من)300( إلى )500(دينارفي اليوم هناك أيضا منتجع «النخلة الذهبية» خدماته توب، وأسعاره من )800 إلى 1000( دينار لليلة، وحسبما رأيت ولاحظت الأسعار تعد غالية ،منتجع «النخلة الذهبية» به مطاعم وكافيهات وأحواض سباحة رسوم الدخول 200دينار، والمواطن له حرية الاختيار ماذا يريد؟، وما يحب؟ اعرف أناس يدفعون ولا مشكلة لديهم في الأسعار «شاليهات» أخرى في الياسمين، والمنارة )150 – 200( دينار في اليوم، وحسبما سمعتُ أن الدولة داخلة في مرحلة مهمة من الاستثمارات على البحر، والشواطيء على صورة أبراج وشاليهات وفنادق مع شركات إماراتية وتركية، بما معناه أن المصايف الموجودة هذا الصيف لن تكون موجودة العام المقبل سيحل محلها مبانٍ حديثة.
ختامها مسك والختام كان بالرأي الأكثر تفاؤلاً من بين كل الآراء التي رصدناها مع د.منيب الشويهدي الذي أعرب عن امتنانه للتحسن الطارئ على المصايف عن قبل،وعن مستوى النظافة أعتبرها رائعة واعطاها نسبة 70 %وفرق الإنقاذ أعتبرها فعالة ونشطة أكثر من قبل بنسبة 40 %وعن مستوي اللباقة والأمن هي الأخرى في تحسن ملحوظ، والاماكن والخدمات الأخرى المحايدة هي في تحسن أيضًا، يعني أنها إيجابية بنسبة 80 %شامل كل الخدمات.