في لقاء لا يخلو من متعة الاستفادة وخاصة حينما يكون اللقاء مع أشخاص يرتقون بك في سلم المعرفة الحياتية كان حوار مع الشيخة منيرة حمزة ابنه سيدى خليفه وهي امرأة فاضلة عظيمة تعرفها جيدا كل أزقة سيدي خليفه بدينها ومواعظها وعلمها ومعرفتها وفي أثناء حديثي معها قالت لي بكل حرقة قلب والم يعتصر محايه وجهها وكاني ساجد الحلول لمشكله حيرتها واقلقت روتين حياتها قالت لي ( علاش ما تكتبوش علي ايلوحوا في والديهم وخاصة في مستشفى السكر) !!!
حقيقة صُدمت لهذا الخبر وتابعت قائله ( نمشي لمستشفى السكر للعلاج نلقى روحي مصدومه في اولاد ياتون بأبائهم وأمهاتهم على اساس العلاج ويمشي ويخليها لنصيبها) دون رأفة أو رحمة !!! حقيقة أذهلني ما سمعت هل وصل بنا قله الايمان الى هذه الدرجه البشعة وهل اصابنا غضب من الله حتى نُزعت الفطرة الطبيعية لحب الوالدين من قلوب البعض !!
وعلى فكره كانت منذ ايام قليله ماضيه قصة الشيخ الفاضل الذي افترش الطريق في النوفليين بعد أن طرده ابن اخته من بيته واستولى على أوراقه ورمى بخاله في الشارع واكيد هناك العديد من القصص المرعبة التي سمعنا بها خلال السنوات والشهور الماضية وهي قصص كثيرة تفضح بعض المسكوت عليه والذي يعتبره البعض عيب ( و حشومة )؟؟!
ما ارمي اليه هنا هو ان هناك خلل قد حدث في المنظومة الاخلاقيه والدينيه في مجتمعنا الذي يوصف وبشهادة الجميع اننا من اشد المجتمعات محافظة على الدين والعرف الاجتماعي وأننا بلد الدين والمشايخ وبلد الاكثر من مليون حافظ لكتاب الله هذا الخلل الذي لم نعتدي عليها عليه صار لازما علينا مواجهته والبحث عن أسبابه ودوافعه لان هذا الخلل يمس التماسك الأسري والمجتمعي ويؤشر لنا باصبعه وبقوة باننا امام انهيار اخلاقي ومجتمعي قد يكون نتيجة تخلي عدة اطراف عن مسؤوليتها بدءا من الأسرة ذاتها إلى المدرسة التي تلعب دور في نظري أكبر بكثير من الاسرة والاعلام ومؤسسات التوجيه الاجتماعي والمؤسسات الدينية كذلك التي لازلت اصر بأنها تلعب دور كبير وكبير جدا في هذا الانهيار الاخلاقي والديني الذي يعصف بنا .
فالمدارس ليست لطلب العلم والمعرفة فقط بل يجب ان يوازيه التقدم الديني فلا بأس بالاستغناء عن نصف يوم دراسي وافساح المجال لهؤلاء المشايخ بتقديم محاضرات دينية من شأنها أن تقوي النسيج الاجتماعي والوازع الديني ونحن متاكدون بانهم اهل لهذه المهمه . فالظاهرة ليست مرتبطة بالتحولات الضخمة( كما يرى البعض) خلال العقود الأخيرة على تقدم التكنولوجيا وتغير معطيات العصر والاجيال بل هى غياب الوسائل العلمية لمجابه كل التأثيرات السلبية فلامر بات مؤسف وقصص الواقع امر وهو ما يتطلب عاجلا تدخل مجتمعي باجملها لوقف هذا الانهيار الأخلاقي والديني..