أصبح الهداف الليبي في دورينا المحلي «الإحترافي» اسمًا لا فعلًا ومضموننا عُملة نادرة تفتقر إليها جُل الفرق وسوادها الأعظم وكأن ملاعبنا قد عقمت على إنجاب هؤلاء الهدافين الذين كانوا يمتعوننا بأهدافهم الجميلة الرائعة و يحسنون إيداع الكرة في الشباك، ويذكروننا بالزمن الذى مضى فى سبعينياته وثمانينياته مرورًا بتسعينياته فى قائمة طويلة من الهدافين يصعب حصرها، أو إغفال ما بها من أسماء شهيرة فى زمنها لازلنا نتذكرها ونحفظها عن ظهر قلب بداية بـ«الأحول و بن صويد والبسكى وبوغالية وحسن السنوسى والسرى والفلاح وغنيم والريانى والأسود وبوجراد وبيزان ومكراز والبرعصى رحمه الله»، والقائمة طويلة وفيها مالذ وطاب من الهدافين البارعين والذاكرة لا تسعفنى بسرد المزيد وإن اجتهدت فالمساحة لا تكفى لحصرهم!
الآن وفى المواسم الأخيرة دورينا يعانى من ندرة الهدافين وصانعى الفرحة وزوار الشباك مثنى وثلاث ورباع ما إنعكس سلبًا على منتخبنا الوطنى الذى يعانى نقصًا حادًا من غياب الهداف الماهر والمميز القادر على إحداث الفارق واستثمار الفرص التى تتاح أمامه كما ينبغى والاستثناء الوحيد هو أحمد كراوع وحده يغرد وحيدًا فى فرقنا المحلية ولا منافس له رغم تقدمه فى السن مقارنة برفاقه الآخرين وقد جاء ثانيا كأبرز هدافى دورينا فى موسمه المنقضى باثني عشر هدفًا فى قائمة من المحترفين الأجانب يعتليها مهاجم الأخضر «آرى بابل» بخمسة عشر هدفًا ولكل من «جون أوكلى» محترف السويحلى و«جونثان سواه» هداف النصر و«بيتر نوا» من أبوسليم. ومصطفى كايوتى من أساريا لكل منهم سبعة أهداف!
فى إعتقادى ويشاطرنى كثيرون فيه يكمن سبب المشكلة فى إعتماد الأندية المحلية على الهدافين المحترفين الأجانب وفشلها فى صناعة اللاعبين الوطنيين المحليين المهرة وإهمالها للفئات الصغرى خاصة الأواسط الرافد الحقيقى لأى فريق يريد أن يبنى فريقًا جيدًا وهجومًا فعالاً يقارع به المنافسين ويصنع به الفرحة والفرجة لمحبيه ومناصريه ويكون خير زاد، ومعينًا لمنتخبنا وممثلنا الوحيد فى كافة الإستحقاقات والمنافسات القارية والدولية وما أكثرها وما أصعب تجاوزها ..!!!