رياضة

من الواقع

علي العزابي

أصبح‭ ‬الهداف‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬دورينا‭ ‬المحلي‭ ‬‮«‬الإحترافي‮»‬‭ ‬اسمًا‭ ‬لا‭ ‬فعلًا‭ ‬ومضموننا‭ ‬عُملة‭ ‬نادرة‭ ‬تفتقر‭ ‬إليها‭ ‬جُل‭ ‬الفرق‭ ‬وسوادها‭ ‬الأعظم‭ ‬وكأن‭ ‬ملاعبنا‭ ‬قد‭ ‬عقمت‭ ‬على‭ ‬إنجاب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الهدافين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يمتعوننا‭ ‬بأهدافهم‭ ‬الجميلة‭ ‬الرائعة‭ ‬و‭ ‬يحسنون‭ ‬إيداع‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬الشباك،‭ ‬ويذكروننا‭  ‬بالزمن‭ ‬الذى‭ ‬مضى‭ ‬فى‭ ‬سبعينياته‭ ‬وثمانينياته‭ ‬مرورًا‭ ‬بتسعينياته‭ ‬فى‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الهدافين‭ ‬يصعب‭ ‬حصرها،‭ ‬أو‭ ‬إغفال‭ ‬ما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أسماء‭ ‬شهيرة‭ ‬فى‭ ‬زمنها‭ ‬لازلنا‭ ‬نتذكرها‭ ‬ونحفظها‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب‭ ‬بداية‭  ‬بـ«الأحول‭ ‬و‭ ‬بن‭ ‬صويد‭ ‬والبسكى‭ ‬وبوغالية‭ ‬وحسن‭ ‬السنوسى‭ ‬والسرى‭ ‬والفلاح‭ ‬وغنيم‭ ‬والريانى‭ ‬والأسود‭ ‬وبوجراد‭ ‬وبيزان‭ ‬ومكراز‭ ‬والبرعصى‭ ‬رحمه‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬والقائمة‭ ‬طويلة‭ ‬وفيها‭ ‬مالذ‭ ‬وطاب‭ ‬من‭  ‬الهدافين‭  ‬البارعين‭ ‬والذاكرة‭ ‬لا‭ ‬تسعفنى‭ ‬بسرد‭ ‬المزيد‭ ‬وإن‭ ‬اجتهدت‭ ‬فالمساحة‭ ‬لا‭ ‬تكفى‭ ‬لحصرهم‭!‬

الآن‭ ‬وفى‭ ‬المواسم‭ ‬الأخيرة‭ ‬دورينا‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬ندرة‭ ‬الهدافين‭ ‬وصانعى‭ ‬الفرحة‭ ‬وزوار‭ ‬الشباك‭ ‬مثنى‭ ‬وثلاث‭ ‬ورباع‭ ‬ما‭ ‬إنعكس‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭  ‬منتخبنا‭ ‬الوطنى‭  ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬نقصًا‭ ‬حادًا‭ ‬من‭ ‬غياب‭  ‬الهداف‭ ‬الماهر‭ ‬والمميز‭  ‬القادر‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬الفارق‭ ‬واستثمار‭ ‬الفرص‭ ‬التى‭ ‬تتاح‭ ‬أمامه‭ ‬كما‭ ‬ينبغى‭ ‬والاستثناء‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬أحمد‭ ‬كراوع‭ ‬وحده‭  ‬يغرد‭ ‬وحيدًا‭ ‬فى‭ ‬فرقنا‭ ‬المحلية‭ ‬ولا‭ ‬منافس‭ ‬له‭ ‬رغم‭ ‬تقدمه‭ ‬فى‭ ‬السن‭ ‬مقارنة‭ ‬برفاقه‭ ‬الآخرين‭ ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬ثانيا‭ ‬كأبرز‭ ‬هدافى‭ ‬دورينا‭ ‬فى‭ ‬موسمه‭ ‬المنقضى‭ ‬باثني‭ ‬عشر‭ ‬هدفًا‭ ‬فى‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬المحترفين‭ ‬الأجانب‭ ‬يعتليها‭ ‬مهاجم‭ ‬الأخضر‭ ‬‮«‬آرى‭ ‬بابل‮»‬‭ ‬بخمسة‭ ‬عشر‭ ‬هدفًا‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬‮«‬جون‭ ‬أوكلى‮»‬‭ ‬محترف‭ ‬السويحلى‭ ‬و«جونثان‭ ‬سواه‮»‬‭ ‬هداف‭ ‬النصر‭  ‬و«بيتر‭ ‬نوا‮»‬‭ ‬من‭ ‬أبوسليم‭. ‬ومصطفى‭ ‬كايوتى‭ ‬من‭ ‬أساريا‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬سبعة‭ ‬أهداف‭!‬

فى‭ ‬إعتقادى‭ ‬ويشاطرنى‭ ‬كثيرون‭ ‬فيه‭ ‬يكمن‭ ‬سبب‭ ‬المشكلة‭ ‬فى‭ ‬إعتماد‭ ‬الأندية‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬الهدافين‭ ‬المحترفين‭ ‬الأجانب‭ ‬وفشلها‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬اللاعبين‭ ‬الوطنيين‭ ‬المحليين‭ ‬المهرة‭ ‬وإهمالها‭ ‬للفئات‭ ‬الصغرى‭ ‬خاصة‭ ‬الأواسط‭ ‬الرافد‭ ‬الحقيقى‭ ‬لأى‭ ‬فريق‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يبنى‭ ‬فريقًا‭ ‬جيدًا‭ ‬وهجومًا‭ ‬فعالاً‭ ‬يقارع‭ ‬به‭ ‬المنافسين‭ ‬ويصنع‭ ‬به‭ ‬الفرحة‭ ‬والفرجة‭ ‬لمحبيه‭ ‬ومناصريه‭ ‬ويكون‭ ‬خير‭ ‬زاد،‭ ‬ومعينًا‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬وممثلنا‭ ‬الوحيد‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬الإستحقاقات‭ ‬والمنافسات‭ ‬القارية‭ ‬والدولية‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬وما‭ ‬أصعب‭ ‬تجاوزها‭ ..!!!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى