كانت هذه الألعاب منذ القرن الثامن ق.م المسيح عليه السلام وقبله تقريباً عبارة عن احتفالات دينية تقام كل أربع سنوات وقت اكتمال قمر شهر يوليو في مدينة أولمبيا Olympia، التي سُمّيت باسمها لاحقًا وصارت كلمة )أولمبياد( وحدة قياس زمن مدتها أربع سنوات أرخ بها الإغريق لأحداثهم إذ يقال السنة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة من الأولمبياد الرابع أو العاشر .. الخ وبعملية حسابية يتم معرفة تاريخ كل حدث قياساً بالتقويم الحديث، ويعتقد البعض أن أول من سمّاها بهذا الاسم هو هيراكليس )هرقل( الذي مشى مسافة 200 خطوة وسمّاها ستاديون Stadium وهي الكلمة التي صارت وحدة قياس مسافة لدى الإغريق واختلفت أطوالها، من منطقة إلى أخرى أشهرها الأتيكي الذي يبلغ حوالي 185 مترًا، و استعملت الكلمة نفسها للدلالة على الملاعب الرياضية بما فيها ملعب كرة القدم حالياً، وكانت الأعياد الدينية المذكورة تقام تشريفا للمؤله الإله )زيوس Zeus( وزوجته )هيرا Hera(.
وتشير المصادر أن أول دورة منظمة لها كانت عام 776ق.م. ولم تذكر المصادر الدورات التي ربما أقيمت قبلها، و كان الإغريق يقيمون مسابقات رياضية أثناء هذه الاحتفالات يشارك فيها لاعبون من مدن- دول بلاد اليونان كافة .. ويشار إلى أن الإغريق يتوقفون عن جميع الأعمال العدائية والحروب والاشتباكات أثناء هذه الأعياد واحتفالاتها ويسمون ذلك )هدنة أو سلام أولمبيا( واقتصرت في البداية على سباق العدو الجري في الستاديون ويٌسمّى الفائز بفائز الستادوين Stadionikes ويُمنح اسمه للأولمبياد )فترة 4 سنوات( ويكرم بإكليل من الغار وغصن الزيتون ويخلّد فيها أيًضا بنحت التماثيل وأغاني الشعراء ثم أضيفت لها ألعاب رياضية أخرى ويقال إن أول فائز فيها ذكرته المصادر هو كوريبوس Coroebus وهو طباخ من مدينة إيليس Elis الواقعة في شبه جزيرة البيلوبونيسوس، ولم تكن هذه الألعاب هي المنشط الوحيد بل كان للإغريق احتفالات ومسابقات أخرى تنسب إلى المدن التي تقام فيها أيضًا مثل: الألعاب البيثية تشريفًا لأبوللون في دلفي، والنيمية تشريفًا لزيوس و هيراكليس )هرقل( في نيميا و غيرها، وربما كانت الأولمبية أشهرها لا سيما في القرنين السادس والخامس ق.م. ثم تناقصت أهميتها بعد سيطرة الرومان على بلاد الإغريق وتم إيقافها في عهد الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول عام 393م. أو في عهد خلفه ثيودوسيوس الثاني عام 425م..
يتبع.