تسعى حكومة الوحدة الوطنية جاهدة إلى إعادة بناء المدن و المناطق و القرى خلال سنة 2024 و تهدف من وراء ذلك إلى التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، بعض من هذه المدن يعاني معاناة إنسانية وصحية و بيئية بالأمس أجرينا لقاء في شرفة الملاحة ببلدية سوق الجمعة ، و اليوم مدينة درج بالجبل الغربي ، تتمتع هذه المدينة بالزراعة و الرعي ، و المعالم السياحية و الأثرية من نقوش و رسومات و كتابات تعود إلى ما قبل الميلاد ، و تشتهر بالصناعات التقليدية
السيد ميلود محمد سالم سعد ناشط مدني في المجتمع المدني يهتم بهذه المدينة مع مجموعة من الشباب و المثقفين منذ سنوات ، و حدد لنا موعد مع “الدكتور عبدالله محمد شكرو عون الله” عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الزنتان بمدينة درج أستاذ مشارك و مهتم بالوضع الصحي و البيئي و حياة الإنسان في مدينة درج ، الذي تفضل مشكوراً بالإجابة على أسلتنا .
منذ متى بدأت أزمة المياه بمدينة درج ، و هل تم تبليغ الجهات الرسمية بذلك ؟،
نحن سكان مدينة درج نشرب من هذه الآبار ولكنها تتطلب تقنية المياه ، هناك آثار صحية جانبية ، بدأت أزمة المياه في درج منذ أكثر من عشرين سنة ، و تم انشاء لجنة من مختلف التخصصات المهندسين و الزراعين و الأكاديميين و المسؤولين و الكشافة و المهتمين بالآثار ، بلغ عددنا تقريبا ثلاثة عشر شخصية في مدينة درج، أوضحنا في التقرير التي قمنا بأعداده سنة 2003 بداية أزمة المياه و الأوضاع الصحية و البيئية و الحياتية التي تعاني منها مدينة درج ، و تمت إحالة هذا التقرير إلى الجهات المختصة في الدولة منذ ذلك الوقت جهاز النهر الصناعي و وزارة البيئة و أخص بالذكر الهيئة العامة للزراعة و الهيئة العامة للموارد المائية ، علما قمنا بزيارة العاصمة طرابلس عدة مرات و قدمنا تقارير حول أزمة المياه و المشاكل خلال السنوات التي تلت سنة 2003 إلى هذه السنة 2024 !.
هل يمكن توضيح الأوضاع البيئية في درج ؟
تحول حي المدينة القديمة و حي النهضة المجاورة له و حي القدس إلى برك و مستنقعات و ارتفاع نسبة الرطوبة بالمدينة القديمة مما سبب انبعاث روائح كريهة رغم وجود سكان يعيشون فيها ، المياه الملوثة ازدادت لتشمل المزارع و الآبار و العيون الجارية مجمعات الصرف الصحي المتهالكة و المباني المنهارة,
تسرب مياه المجاري للآبار السطحية والعيون و اختلاطها بمياهها التي تحتوى على المواد الكيميائية و الكبريتية السامة و الميكروبات الضارة و أدت إلى تلوث البيئة المحيطة التي أثرت على الإنسان و الحيوان و النبات و الهواء.
تلوث آبار مياه الري و تلوث العيون الطبيعية التي يعتمد عليها ري معظم المزارع القديمة.
تلوث الوسط الهوائي بالغازات السامة مثل الغازات الطبيعية و الكبريتية و كبرتيد الهيدروجين و أدى إلى الإصابة بالأمراض التنفسية المزمنة و الخطيرة على صحة الإنسان.
ما هي الأمراض المنتشرة في مدينة درج ؟
الأمراض عديدة من بينها الفشل الكلوي الذي ازداد عدد المصابين بسبب شرب مياه الآبار الجوفية التي يوجد بها جبس و كبريت و مواد أخرى ضارة ، علما بأن مياه الآبار الجوفية سابقا كانت تخرج لنا بعد حفر أربعة أمتار ، الآن يتم الحفر إلى عمق ستين أو مائة مترا من أجل أخرج المياه الصالحة للاستعمال و الشرب و للأسف هذه المياه ملوثة بمياه الآبار السوداء مياه الصرف الصحي و بالتالي سببت امراض جلدية و أورام و ازدياد حالات الإصابة بالفشل الكلوي ، و مرض الوباء الكبدي .
ما هو وضع مستشفى درج القروي ؟
رغم إنشاء مستشفى درج القروي لكن لا يقدم خدمات فهو حبر على ورق ، لا يوجد بها طاقم طبي ، و الأدوية غير متوفرة هناك نقص كبير ، علما يوجد مراكز رعاية صحية لتطعيم الأطفال و خاصة لقاح شلل الأطفال متوفر و موجود ، و لكن عند الإصابة بأمراض نضطر الذهاب إلى المدن المجاورة على سيبل المثال حالات الولادة لا يوجد مكان في مستشفى درج القروي للولادة المرأة الحامل ، فنحن معتمدين على مستشفى غدامس الذي يستقبل حالات الولادة و أمراض الباطنية ، لذلك المرأة الحامل بمدينة درج عند الولادة تضطر الذهاب إلى مستشفى غدامس بسيارة الإسعاف التي تبعد)100 كيلومترا عن درج( ، و أحيانا طاقة مستشفى غدامس لا تتحمل استقبال حالات ، فيتم تحويل الحالة( إلى مدينة نالوت التي تبعد )200 (كيلومترا عن درج( ، و هذا أدى إلى ولادةالمرأة الحامل في السيارة و أحيانا قد تتوفى المرأة هي و الجنين في الطريق و هي تبحث عن مكان للولادة بين مدينة و أخرى.
و تم تبليغ وزارة الصحة بالعاصمة طرابلس و الجهات المختصة و وسائل الاعلام و الإذاعة بوضع مستشفى درج القروي دون جدوى .
ما هي التغيرات البيئية التي تتعرض لها مدينة درج؟
انتشار الأمراض في النخيل هذه السنة 2024، و هناك ظاهرة التصحر منذ سنة 2003 و الان ازدادت هذه الظاهرة تعرضت ثلث الأراضي الزراعية للإزالة و الان زحف التصحر على الثلثين من الأراضي الخضراء و بقي الثلث فقط ، و سبب انتشار الأمراض و اشعال الحرائق و التخريب و تم تبليغ وزارة الزراعة بذلك.
ما هي أهم مطالب أهل درج؟
الاستعجال بإنشاء شبكة عامة للصرف الصحي لمدينة درج و إجراء صيانة شاملة بمدينة القديمة و العيون الواقعة بنطاقها و معالجة مخاطر تسرب المياه الملوثة حفاظاً على المصادر المائية الطبيعية و على التراث الحضاري للمدينة.
قراءة التقارير المقدمة إلى الجهات المختصة من سنة 2003 إلى سنة 2024 . واقع الحياة الذي يعيشه أهل هذه المدينة و إيجاد حلول عاجلة لنا .