)حياة الماعز( مشهد سينمائي يجسد واقعًا وتجربةً إنسانية لشاب من الهند أجبره الفقر إلى النزوح من أجل رغيف خبز ساخن إلى دول الخليج المتوهجة بالنفط والصحراء وبمجرد وصوله إلى مرفأ الحلم اشتراه كفيلٌ سعودي وارغمه على العمل معه راعيًا لقطيع من الإبل والماعز والأغنام ليجد نفسه في سجن صحراوي مفتوح منعزل على العالم وتائهًا دون وجود لأي وسيلة اتصال .. وقد ارغمته تلك القسوة على محاولة الهروب تارة ومحاولة الانتحار تارة أخرى كما تعايش خلالها مع حياة الحيوانات وارغم على اقتسام الماء، والاكل معها بشكل أتقن فيه الوكيل والنازح الهندي هذا الدور السينمائي اتقانًا لاقى اعجابًا منقطع النظير لأغلب من شاهده .. إلا أن هناك من هاجم هذا العمل السينمائي رغم أنه اخذ من تجربة وحالة حقيقية واعتبره عملاً كيديًا كونه استغلال لحالة فردية لا يمكن أن تعمَّم خاصة وأنه يسيء لدولة تسعى لاحتواء العديد من الوافدين بما يحملون من ثقافات وسلوكيات، وأنَّ هناك أطرافًا داعمة سياسيًا، واقتصاديًا لهذا العمل السينمائي.
حيث أثار جدلاً كبيرًا في دول الخليج، وفي السعودية تحديدًا.
ففي هذا السياق اعتبر البعض بأن القصه هي مجرد عارض يحدث في أي دولة وأي مكان ولا تمثل إلا ذلك الوكيل المتصف بالقسوة وهي حالة لرجل بدوي لا يمتلك أي ثقافة إلا ثقافة البادية وقد حدثتْ قبل حوالي 30 سنة .. كما اتهم العديد ممن تابعوا هذا الفيلم كاتب النص والمخرج «بليسي» والشركات التي أسهمت في الإنتاج بتعمدها لتزوير الكثير من الحقائق التي حصلت في قصة هذا العامل الهندي بل اتهم البعض بأن هناك مشاهد تعمدت الشركة المنفذة من خلالها تشويه دولة السعودية في هذا الوقت بالتحديد .. حيث تم إخفاء العديد من الجوانب الايجابيه للقصه أهمها تنازل أبناء القتيل وهو الوكيل الذي قتل على يد العامل الهندي عن حقهم في القصاص وفي الدية.
يذكر أنّ العامل الهندي قد لاذ بالفرار بعد قتله للوكيل إلا إنّ السلطات السعودية قد قامت بالقبض عليه وايداعه في السجن مدة 5 سنوات وحكمت عليه بالاعدام الأمر الذي جعل العامل الهندي يدخل للإسلام نظير المعاملة الإنسانية المتمثلة في الصلح والعفو وهي أمور كان من المفترض ادراجها بالفلم.
تلك كانت جزئية غائبة على هذا العمل السينمائي الكبير الذي راجت أعماله سنة 2008 وطبعت منه في تلك الفترة حوالي 250 طبعة إلى أن تم الاشتغال عليه كعمل سينمائي ضخم تجاوزت إيراداته لأكثر من عشرة ملايين دولار في أسبوع واحد فقط.
أيضا ما يمكن تأكيده هو أهم الأهداف التي حاول كاتب النَّص، والمخرج اظهاره بشكل هائل ومتميز هو قضية الكفالة، والكفيل الذي مازال يواجه نقدًا كونه نظام مسموح به ومرخص له بضوابط تحتاج لاعادة النظر في حقوق الوافد الأجنبي وهو بيت القصيد لدى العديد من المهتمين بهذا الجانب القانوني.
إلا أن الجذير بالذكر هو الأداء المتميز لأبطال هذا الفيلم الذين جسدوا حالات إنسانية استولت على مشاعر وأحاسيس المتابعين بشكل كبير
المحرر