ظل غياب الحوارات والندوات الجادة على عديد القضايا الأدبية والثقافية .. ثمة اتساعٌ لهوة التواصل بين النخب والرواد، والأجيال الجديدة والمتمثلة في إشكالية تواصل الأجيال التي بكل تأكيد لها تأثيراتٌ على النتاج الثقافي والأدبي وأيضا جودة هذا النتاج ولعله يبدوا واضحا وجليا عند صناع المحتوى الحاليين الذي سيطروا على الساحة على حساب كتاب واذباء وشعراء شباب .. صحيفة فبراير ترصد خلال هذه المساحة أراء بعض كتابنا وشعرائنا وصحفيينا فيما يخص هذه القضية
الشاعر الكبير / مفتاح العماري
حسبًا لفهمي، أنَّ تواصل الأجيال يستمد تحققه من سياقه التاريخي الخاص به، أي عبر التراكم المؤثر والفاعل للثقافي كإرثٍ فكري وجمالي في عقل ومخيال المجتمع البشري، بكافة مظاهره وأنشطته؛ بينها النتاج الأدبي، سواء تعلق الأمر بالإبداع الكتابي أو الفني.
في الحالة الليبية )وبكل أسف( سيتعذر علينا استخدام توصيف «تواصل الأجيال» لأسباب عديدة، يكمن أهمها في تقطعات العنصر التاريخي الذي يكفل توفر السياق، ومن ثم التراكم. يمكن ملاحظة هذه الآفة بوضوح في الفنون الجماعية، كالمسرح، والسينما، والعمارة؛ ومدى مستويات هشاشتها التي تعكس درجة عالية من القبح والتخلف. وبالمقابل ثمة استثناء في ممارسة فنون الابداع الفردي، كالرواية والشعر والرسم، حيث تفوقت بعضها بالرغم من غياب الحد الأدنى من المحفزات الاجتماعية التي تكفل وجود بيئة حاضنة للجمال.
وهنا تتحمل الدولة الليبية بكل مؤسساتها المعنية بالشأن الثقافي جزءًا كبيرًا من المسؤولية العامة. لأنه في غياب المشروع الثقافي وخططه وبرامجه، فضلا عن مراحل الحكم السياسي المستبدة والجاهلة والفاسدة، إضافة الى عديد المثالب والمعوقات القاعدية في مكون الشخصية الليبية، التي لا تحفل بتنمية الوجدان. بحيث يتعذر علينا هنا الحديث عن تواصل الأجيال طالما أن القيم الجمالية في العمق، تعد شبه مفتقدة، كنسيج طبيعي في منظومة حياتنا الاجتماعية.
من زاوية نظر أخرى؛ ربما ينطبق مفهوم تواصل الأجيال على النشاط الحربي، بوصفه طابعا وجوديا انبنت عليه الشخصية الليبية، وذاكرتها الجمعية التي تحتفظ بإرث دموي كانت له الغلبة في تكوين أهم انعطافات تاريخنا الوطني. ولعل هذا ما يفسر بروز الزعامات الحربية في تاريخنا الليبي، عوضا عن زعامات الفكر والأدب والفن، كذلك انتشار السلاح عوض الكتاب والموسيقى.
أما فيما يتعلق بسيطرة: «صُنَّاع المحتوى» على الساحة، «حسبا لسؤالك»، ففي رأيي الشخصي، أن عبارة: «صناع المحتوى»، في حد ذاتها مجرد مصطلح فضفاض، طاما لا شيء يميزها سوى هذه «البروبقاندا» التي فرضتها آلية التعامل مع وسائط السوشيال ميديا، بمختلف مواقعها ومنصاتها. وهي ظاهرة ارتبطت بنمط السيولة، أو بنظام التفاهة العالمي الذي بدأ يهيمن على منظومة المعلومات، التي تحتكم الى المجانية والانفلات المعرفي، فضلا عن غياب الحد الأدنى من الاخلاقيات المهنية، طالما لا يوجد أي ضابط أو معيار عقدي ينظم علاقاتها.
تتمثل اشكالية الاختلافات بين الأجيال التي أصبحت في العصر الحاضر أكثر اتساعا في مساحتها وأكثر عمقا في تأثيرها نتيجة الطفرة الكبيرة في المتغيرات العالمية المعرفية والمعلوماتية والثقافية. فضلا عن قولهم ان التهميش وسلوكيات التسلط التي يمارسها الجيل الاول وما ينتج عنها في كثير من الأحيان من صراعات وتمرد جيل الشباب. اشكالية صراع الأجيال عبارة تطلق على العلاقات المتناقضة بين جيل متمسك بالتقاليد الموروثة وفنه وثقافته واصالته وجيل جديد متمرد على العادات والتقاليد ومؤمن بالتجديد والحداثة وعلى الرغم من الآراء والتصورات المختلفة في العلاقة بين جيل وآخر إلا أن حدة الحديث حول تلك العلاقة قد تزايدت في الآونة الأخيرة لاسيما في ظل ما أفرزته ثورات الربيع العربي من شباب جدد اعتمدوا على وسائل التقنية الحديثة التي ربما لا يجيدها بعضا من الجيل الاكبر سنا في إعلانهم عن أنفسهم وإصرارهم على المشاركة المجتمعية وتواجدهم في ساحة الادب والثقافة وصنع القرار .ففي فترة متأخرة من ثمانينيات القرن الماضي لم تكن هناك فجوة واسعة بين جيل الاول وجيل الذي يليه من الشباب فقد كان التواصل الحي قائما بين الأجيال في كل المجالات المعرفة الابداعية حيث كان دفء العلاقة بين الجيلين سواء تم ذلك التواصل بصيغة حوار أو نقد أو توجيه أو تصحيح ولذلك لم يكن جيل الشباب يشعر بأي عزلة أو فجوة بينه وبين الجيل الذي سبقه لكن عندما غزت ثقافة العولمة بفضائها المفتوح في كل مجالات ساحتنا الاجتماعية سببت لنا خلخل في الكثير من قيم مجتمعنا الليبي الى ان بدأت ظاهرة الانفصام بين الأجيال تبرز بشكل واضح إلى الوجود وتتسع الفجوة بينهما باستمرار فصار الجيل الجديد لا يعترف بالجيل الذي سبقه وتتجلى هذه الفجوة في كل مجال من مجالات الحياة من الفن والثقافة والأدب وإلى العلوم ومن السياسة والاقتصاد إلى العلاقات الاجتماعية والأخلاق. اضافة الى ذلك الثقافة الغربية الوافدة إلينا عبر القنوات التلفزيونية والإنترنت التي رسخت في شبابنا العديد من المظاهر والسلوكيات الدخيلة والشاذّة عن مجتمعاتنا وثقافتنا وتقاليدنا الاصيلة والتي هبطت بمستوى الذوق العام لدى شبابنا وأطفالنا على حد سواء مما انعكس على لباسهم ومظهرهم العام وحتى كلامهم ومصطلحاتهم التي يستخدمونها في مفرداتهم اليومية وما ينشرونه على صفحات التواصل الاجتماعي ..أن تكون أديبا شاعرا كاتبا مثقفا فنانا في هذا العصر عصر الحضارة والتطور الإليكتروني والتكنولوجي يعني ذلك انك ستصارع الطوفان وتحارب تشويه الذائقة الأدبية وتقتلع الجهل من براثن مدعي الفن والثقافة الجدد من اصحاب صناع المحتوى على السوشيال ميديا الا من رحم ربي ..ففي هذا العصر والزمان الذي نعيشه اليوم لابد أن تجتهد أضعاف ما اجتهد أدباء وفنانين وشعراء وكتاب الزمن الجميل، قد يعتقد البعض أنَّ هذا الرأي مبالغ فيه لا سيما أننا نعيش في زمن التطور الذي أتاح للجميع أن ينشروا على منصات «السوشيال ميديا» ما يحلو لهم دون مراعاة للقيم والاخلاق وهنا تقع الكارثة التي لا يشعر بها المجتمع فصناعة المحتوى أو إنشاء المحتوى هو المساهمة في نشر معلومات في سياقات محددة عن طريق وسائط الإعلام الرقمي وذلك لفائدة ما معني بها الجمهور المستهدف. ولأن مساحة حرية الطرح في مواقع التواصل الاجتماعي واسعة فبتنا نرى الآلاف من صناع التفاهة قد تصدروا تلك المواقع ويحصدون يوميا ملايين من المشاهدات على ما ينشرونه وهم يتصارعون بين طامح بالشهرة وراغب بالمال وآخر يريد إفادة المجتمع.. لم يمر المثقف الليبي بأزمة تجاهل وعجز عن التأثير ومن ثم التغيير كما يمر بها اليوم في خضم انحدار اخلاقي وإفلاس إنساني تسببت به وسائل التواصل الاجتماعي التي سطحت العلاقات الاجتماعية وكرست لقيم بديلة حطمت الموروث الأخلاقي والثقافي للمجتمع وعزلت المثقف الحقيقي الذي وقف متفرجا يندب انحسار دوره وانصراف العامة عنه الى نخب افتراضية جديدة مجهولة تروج للرداءة والاستهلاك المادي العبثي إنه زمن الرداءة وسقوط النخب الثقافية والأخلاقية الذين استبدلوا بكائنات صنعتها وأشهرتها الشركات التجارية التي وجدت ضالتها بعد انحسار الصحف الورقية في وسائل التواصل الاجتماعي فكل يوم يمر تزداد عزلة المثقف في مقابل زيادة وهج نجوم التفاهة وعدم اقتناعهم بتواصل الاجيال والاستفادة منهم فنجد كل من صناع المحتوي ينشر ما يحلو له من تفاهات سواء ادبية او فنية او اجتماعية بحجة انه مثقف او شاعر وانه لا يشق له غبار في ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وانه يعلم مالا يعلمه من اجيال سبقته في مجالات مختلفة.. اليوم نحن بحاجة لمشروع الثقافي مشروع يضم النخب وصناع الإعلام والمؤسسات الحكومية في غياب الدور الثقافي الفاعل لوسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية بالرغم من وجود القنوات الفضائية العامة والخاصة المنتشرة كالنار في الهشيم إلا أنه لا يوجد أية فاعلية ثقافية ولا تأثير إيجابي يذكر في نشر ثقافة التقدم والتنوير والتثوير ولغة الحوار بين الاجيال.
وهنا لا بد القول إنّ انعدام العلاقة بين الجيل الحاضر والجيل السابق ستعرقل انتشار الثقافة وتقلل من دورها في تشكيل وجدان الناس وتسهم في انفلات الاخلاق والقيم في مجتمعنا الليبي..
الكاتب والشاعر / يوسف الهمالي
اولا .يجب تحديد معنى تواصل الاجيال ..للاسف هناك قطيعة ثقافية بين الاجيال .لان الانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعل هناك هوة ثقافية بين الشباب ..ووحدة التفكير التى ينفرد بها كل جيل لم تعد موجودة .لان عموميات الثقافة طغت على خصوصياتها .هذا جانب ومن جانب آخر .الكتاب لم يعد له وجود في هذه المرحلة بالذات .الجميع بدأ يتخذ الطريق السهل والسهل جدا هو صناعة المحتوى الذي لم نجد له جذور ثقافية واضحة .
ابن خلدون يقول :
أثر الهواء في أخلاق البشر ..لذلك الجو العام صارت له خطوط يتفق عليها جيل دون الاخر وفي النهاية نجد أنفسنا جميعا نلهث وراء المحتوى الفضفاض لأن المتلقى هكذا يريد .حتى على صعيد الصحافة الورقية .أين هو القارئء الذين ينتظر كل صباح صحيفة الصباح على أقل تقدير..وهذا ينسحب أيضا على الملتقيات الادبية والحوارية التى ربما تساهم بطريقة او بأخرب في تقريب وجهات النظر .نحن يا صديقي لم تعد لنا ذائقة ادبية يمكن ان تصنع منا قراء لدينا وجهات نظر مختلفة ..فهذا الجيل المعلب على مقاس شاشات الكمبيوتر هو الذي يقرر نيابة عن المثقف المخضرم وإن كانت كلمة المخضرم نفسها لا أحد يلتفت لها من حيث الاسم والمعنى .
الصحفي/ نادر السباعي
لا يوجد تواصل بين الاجيال منذ اكثر من 50 عام، وفيما يخص الابناء فقد انتهى تعليم الحرف في العطلات ،و اصبح الدفع بالابناء للكشافة و المرشدات هي الحالة المتداولة او الاندية الرياضية والاجتماعية منذ ظهور القنوات الفضائية بدات عمليات التفكك الاجتماعي وبعد الفضائيات دخل الانترنت زاد عمق الفجوة ..
الان هناك منظمات صليبية تقوم بتوجيه الابناء وعلى الامهات والابناء ان لايحرموا ابناءهم من الانترنت و التطور بل يعلموهم بانها ادات فيها الشر اكثر من الخير وعليهم اختياره كادات تعليمية و معرفية فقط وعدم الانجرار وراء الشر ..
لا توجد رقابة من الدولةوبإمكان شركة الانترنت مراقبة المحتوى و إلغاءه.
الصحفي/ فوزي المصباحي
تتمثل اشكالية الاختلافات بين الأجيال التي أصبحت في العصر الحاضر أكثر اتساعًا في مساحتها وأكثر عمقا في تأثيرها نتيجة الطفرة الكبيرة في المتغيرات العالمية المعرفية والمعلوماتية والثقافية. فضلا عن قولهم ان التهميش وسلوكيات التسلط التي يمارسها الجيل الاول وما ينتج عنها في كثير من الأحيان من صراعات وتمرد جيل الشباب. اشكالية صراع الأجيال عبارة تطلق على العلاقات المتناقضة بين جيل متمسك بالتقاليد الموروثة وفنه وثقافته واصالته وجيل جديد متمرد على العادات والتقاليد ومؤمن بالتجديد والحداثة وعلى الرغم من الآراء والتصورات المختلفة في العلاقة بين جيل وآخر إلا أن حدة الحديث حول تلك العلاقة قد تزايدت في الآونة الأخيرة لاسيما في ظل ما أفرزته ثورات الربيع العربي من شباب جدد اعتمدوا على وسائل التقنية الحديثة التي ربما لا يجيدها بعضا من الجيل الاكبر سنا في إعلانهم عن أنفسهم وإصرارهم على المشاركة المجتمعية وتواجدهم في ساحة الادب والثقافة وصنع القرار .ففي فترة متأخرة من ثمانينيات القرن الماضي لم تكن هناك فجوة واسعة بين جيل الاول وجيل الذي يليه من الشباب فقد كان التواصل الحي قائما بين الأجيال في كل المجالات المعرفة الابداعية حيث كان دفء العلاقة بين الجيلين سواء تم ذلك التواصل بصيغة حوار أو نقد أو توجيه أو تصحيح ولذلك لم يكن جيل الشباب يشعر بأي عزلة أو فجوة بينه وبين الجيل الذي سبقه لكن عندما غزت ثقافة العولمة بفضائها المفتوح في كل مجالات ساحتنا الاجتماعية سببت لنا خلخل في الكثير من قيم مجتمعنا الليبي الى ان بدأت ظاهرة الانفصام بين الأجيال تبرز بشكل واضح إلى الوجود وتتسع الفجوة بينهما باستمرار فصار الجيل الجديد لا يعترف بالجيل الذي سبقه وتتجلى هذه الفجوة في كل مجال من مجالات الحياة من الفن والثقافة والأدب وإلى العلوم ومن السياسة والاقتصاد إلى العلاقات الاجتماعية والأخلاق. اضافة الى ذلك الثقافة الغربية الوافدة إلينا عبر القنوات التلفزيونية والإنترنت التي رسخت في شبابنا العديد من المظاهر والسلوكيات الدخيلة والشاذّة عن مجتمعاتنا وثقافتنا وتقاليدنا الاصيلة والتي هبطت بمستوى الذوق العام لدى شبابنا وأطفالنا على حد سواء مما انعكس على لباسهم ومظهرهم العام وحتى كلامهم ومصطلحاتهم التي يستخدمونها في مفرداتهم اليومية وما ينشرونه على صفحات التواصل الاجتماعي..أن تكون أديبا شاعرا كاتبا مثقفا فنانا في هذا العصر عصر الحضارة والتطور الإليكتروني والتكنولوجي يعني ذلك انك ستصارع الطوفان وتحارب تشويه الذائقة الأدبية وتقتلع الجهل من براثن مدعي الفن والثقافة الجدد من اصحاب صناع المحتوى على السوشيال ميديا الا من رحم ربي ..ففي هذا العصر والزمان الذي نعيشه اليوم لابد أن تجتهد أضعاف ما اجتهد أدباء وفنانين وشعراء وكتاب الزمن الجميل . قد يعتقد البعض أن هذا الرأي مبالغ فيه لا سيما أننا نعيش في زمن التطور الذي أتاح للجميع ان ينشروا على منصات السوشيال ميديا ما يحلو لهم دون مراعاة للقيم والاخلاق وهنا تقع الكارثة التي لا يشعر بها المجتمع فصناعة المحتوى أو إنشاء المحتوى هو المساهمة في نشر معلومات في سياقات محددة عن طريق وسائط الإعلام الرقمي وذلك لفائدة ما معني بها الجمهور المستهدف. ولأن مساحة حرية الطرح في مواقع التواصل الاجتماعي واسعة فبتنا نرى الآلاف من صناع التفاهة قد تصدروا تلك المواقع ويحصدون يوميا ملايين من المشاهدات على ما ينشرونه وهم يتصارعون بين طامح بالشهرة وراغب بالمال وآخر يريد إفادة المجتمع.. لم يمر المثقف الليبي بأزمة تجاهل وعجز عن التأثير ومن ثم التغيير كما يمر بها اليوم في خضم انحدار اخلاقي وإفلاس إنساني تسببت به وسائل التواصل الاجتماعي التي سطحت العلاقات الاجتماعية وكرست لقيم بديلة حطمت الموروث الأخلاقي والثقافي للمجتمع وعزلت المثقف الحقيقي الذي وقف متفرجا يندب انحسار دوره وانصراف العامة عنه الى نخب افتراضية جديدة مجهولة تروج للرداءة والاستهلاك المادي العبثي إنه زمن الرداءة وسقوط النخب الثقافية والأخلاقية الذين استبدلوا بكائنات صنعتها وأشهرتها الشركات التجارية التي وجدت ضالتها بعد انحسار الصحف الورقية في وسائل التواصل الاجتماعي فكل يوم يمر تزداد عزلة المثقف في مقابل زيادة وهج نجوم التفاهة وعدم اقتناعهم بتواصل الاجيال والاستفادة منهم فنجد كل من صناع المحتوي ينشر ما يحلو له من تفاهات سواء ادبية او فنية او اجتماعية بحجة انه مثقف او شاعر وانه لا يشق له غبار في ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وانه يعلم مالا يعلمه من اجيال سبقته في مجالات مختلفة .. اليوم نحن بحاجة لمشروع الثقافي مشروع يضم النخب وصناع الإعلام والمؤسسات الحكومية في غياب الدور الثقافي الفاعل لوسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية بالرغم من وجود القنوات الفضائية العامة والخاصة المنتشرة كالنار في الهشيم إلا أنه لا يوجد أية فاعلية ثقافية ولا تأثير إيجابي يذكر في نشر ثقافة التقدم والتنوير والتثوير ولغة الحوار بين الاجيال. وهنا لابد القول أن انعدام العلاقة بين الجيل الحاضر والجيل السابق ستعرقل انتشار الثقافة وتقلل من دورها في تشكيل وجدان الناس وتسهم في انفلات الاخلاق والقيم في مجتمعنا الليبي..
نصرالدين علي
لانستطيع ان نوجه اللوم اجيل محدد ولكن ماحدث وما زال يحدث هو فعلا انقطاع التواصل الفكري وهذا الاهم ومن ثم التواصل الادبي وااثقافي .. عندما تتامل في المشهد ستجد ان كل جيل صنع له مفتاح وقفل وباب خاص به ثم اقغل على نفسه البتب وترك المفتاح معلقا بالباب اعتقد هكذا وكان كل جيل يقول للجيل الذي يليه فمن يريدني يجب عليه ادارة المفتاح وفتح الباب وثم يدخل ليحدني جالس لوحدي اراقب واكرر ماصنعته سابقا .. الحقيقة الكل ملام وتحديدا الاجيال التي ظهرت في زمن كانت فيه تلسلطة تتحذ موقف خاص لها …وهناك امر مهم جدا ليس كل من في ااساحة يعتبر كاتبا او روائيا او شاعؤا مثلا .. ففي اعتقادي ان البوصلة تاهت وماعدنا نكترث بمن هو حقيقي ومن هو مزيف صار الامر المهم ان ننجز لايهم كيف ولكن المهم هو الكم … فاعداد تلكتاب والصحافيين والروائين والشعراء في ازدياد وهذا شيء نتمناه ولكن الضوابط والمعايير مفقودة تماما … كل هذه من الممكن جدا ساهم في انقطاع سلسلة التواصل بل وربما عدم وجودها اصلا ..اما عن الاجيال المتقدمة والحديثة فلا اعتقد ان داخل هذه الدائرة فالظروف المحاطة والتقدم الهائل ساهم في خلق جيل مختلف تماما فكريا وعقائديا وادبيا عن من سبقه .
فهذا الضياع الذي نعيشه قد احدث شرخا وفجوة مخيفة بين الاجيال وانا لاقصد الان فقط بل حدث هذا منذ زمن ..بدايته تحديدا منذ ان صرنا نحدد من الافضل ومن الاسوأ .. فانا اؤكد مما لايدعو مجالا للشك ان هناك قدرات هائلة لم تظهر ولم تسنح لها الفرص ولم يحالفها الحظ . وهذا ايضا ساهم وبشكل كبير .. اضافة الى طريقة التفكير التي نتميز بها داخل هذه الاوساط والتي لاتخلو من الانانية والنرجسية والتوحد.
الشاعرة والصحفية / سميرة البوزيدي
جغرافيات غبية في كل وقت ببلادنا تحدث هذه الربكة والغلبة على حساب الثقافة والأدب، ويحدث هذا في عموم المجتمعات المتخلفة والتي ليس اُسس وقواعد حضارية تقافية ذات جذور راسخة، ففي الأمم المتقدمة للكاتب مكانة وإحترام كبيرين ،لأن أسم الكاتب او المخترع اوالعالم هو من يرفع شأن البلاد، خصوصا عندما يتحصلون على جوائز عالمية كنوبل مثلا في كل فروعها العلمية والأدبية والإنسانية والفنية، فلهذا للكاتب مكانة خاصة في للبلدان المتقدمة التي تعرف قيمة الكاتب الحقيقي، أما في بلد مثل ليبيا يعامل الكاتب ككم مهمل لايتم تقديره في مجتمعه وحتى وفي عمله، فعليه مثلا أن يوقع حضور وانصراف كتلاميذ المدارس، وعليه ان ينصاع للأوامر والا سيتم تسجيله غياب ومعاقبته ، أيضا هو يعاني الفاقة وينتظر راتبه البائس، وعند التقاعد لايتم تكريمه والنظر في تسوياته الوظيفية فيتقاعد على درجات وضيعة، وفي المقابل نرى أصحاب المواهب في التسلق والتملق ولامواهب غيرها لديهم هم من تكون لهم الحضوة، فأي تقدير للكاتب الذي ينزوي في النهاية تاركا الساحة لصناع المحتوى تقام لهم المهرجانات ويتم الاحتفاء بهم ، لأنه عصر التفاهة بامتياز في كل شيء، هذه التي تتربى عليها الأجيال القادمة ويتم ترويجهاوتكريسها وبالتالي لن يكون هناك تواصل للأجيال الاعبر هذا التوجه الذي سينتج لاحقا تشوهات ، وليستمر المجتمع في نسقه الذي يؤدي به الى الزوال.
ولهذا خلق الله الاعاصير والسيول لتنظيف الجغرافيات الغبية.