مهرجان بنغازي للفنون المسرحية في دورته الثانية ..
تحت ضغط الظروف الاستثنائية التي تمر بها ليبيا، وتذبذب الحالة الفنية، والثقافية صعودًا، وهبوطًا يبقى الفن بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة، ملاذًا للروح، ومتنفسًا للإبداع، رغم الصعوبات، والتحديات تمكن مهرجان بنغازي للفنون المسرحية من تجاوز عقبة التأجيلات المتتالية، وإثبات أن الفن قادرٌ على التحدي والصمود. ولكن وراء هذا النجاح، تكمن جهود كبيرة بذلتها اللجنة العليا للمهرجان ولجانها التحضيرية لتتجاوز العديد من العقبات.
غياب النقد والدعم من أسباب تقوقع التجربة الليبية
لمهرجان ناجح اللجنة التحضيرية
اهتمت بالتدريب أكثر من العروض
في هذه المساحة حاولنا التواصل مع رئيس الدورة الثانية لمهرجان بنغازي للفنون المسرحية الفنان رافع نجم لنتحاور معه لكن وضعه الصحي كان المانع لإتمام هذا الحوار؛ فتوجهنا بأسئلتنا للفنان والمخرج المسرحي محمد الصادق عضو اللجنة العليا للمهرجان، ورئيس اللجنة الثقافية فيه ليتحدث لنا عن أهمية هذا الحدث، والتحديات التي واجهت اللجنة، وأبرز ما يميز هذه الدورة، وكيف يمكن للمهرجان أن يُسهم في تطوير الحركة المسرحية في ليبيا.
• ما هي الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تأجيل المهرجان مرتين؟ وكيف تم التعامل مع المشاركين والمدعوين بعد الإعلان الثاني عن التأجيل؟
التأجيل الأول تم من التاريخ الرئيس للمهرجان 6/8 إلى 10/9 كان بسبب تزامن موعد المهرجان مع فاعليات صيف بنغازي ونظرًا للعدد الكبير لضيوف الاحتفالية كانت أغلب الفنادق والإقامات مكتملة العدد وهو ما سبب إشكالية في التوفيق بين ضيوف الاحتفالية وضيوف المهرجان لذلك تم تأجيل المهرجان.
التأجيل الثاني جاء من 10/9 إلى 14/9 نظرًا للحداد الذي أعلن على ضحايا وشهداء إعصار «دانيال» الذي ضرب درنة، والمدن المجاورة لها الذي يصادف الذكرى السنوية الأولى له يوم 11 سبتمبر فكان من غير اللائق إقامة المهرجان والبلد في حالة حداد عام..
الحقيقة كل الفرق المشاركة والضيوف تفهموا الوضع، وتقبلوا فكرة التأجيل بكل رحابة ودعم لنا.
• ما الذي دفعكم إلى تأسيس مهرجان المسرح في بنغازي؟، وما هي أهميته في المشهد الثقافي المحلي والعربي؟
فكرة تأسيس المهرجان جاءتْ برغبة من إدارة فرقة المسرح الشعبي ببنغازي لتكون احتفالًا كل عام بذكرى تأسيسها التي يوافق يوم 6 أغسطس حيث اجتمعت الإدارة بجل فناني بنغازي تم من خلال الاجتماع تكوين لجنة تحضيرية للمهرجان والتي بدورها حاولت ومازالت تحاول إيجاد هدف ورؤية للمهرجان ليكون مؤثرًا في تنمية وتطوير الحراك المسرحي في بنغازي وعموم ليبيا فكان الإهتمام بالجانب التدريبي أكثر من اهتمامنا بالعروض..
• ما هي التحديات التي واجهتْ المهرجان منذ بدايته، وكيف تم التغلب عليها؟
المهرجان أهلي، أكبر وأهم التحديات التي تواجهه عند التنظيم إشكالية الدعم الدورة الأولى تم دعمها من وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح بتوفيرها مكتبة متكاملة من الكتب الخاصة بالمسرح العربي إضافة لدورات و ورش في النواقص من الفنون المسرحية كـ)السينوغرافيا والدراما ترك(…
كما تلقينا دعمًا من بعض الجهات الخاصة ..
والدورة الثانية تبنتها فعالية بنغازي عاصمة الثقافة الإسلامية، وتولتْ رعايتها بالكامل.
• ما المعايير التي تعتمدون عليها في اختيار العروض المشاركة في المهرجان؟
توجد لجنة مشاهدة تم تشكليها خصيصًا لإختيار الأفضل من العروض المقدمة للمشاركة لأن المسرح في السنوات الأخيرة تدهور مستواه بشكل ملحوظ وكبير؛ فأصبح من الصعب الحصول على أربعة عروض تحمل المواصفات المطلوبة للعرض الجيد، ضمن خطط المهرجان الانفتاح على العروض العربية وإعطاؤها المجال للمشاركة ليأخذ المهرجان الصبغة العربية في قادم دوراته؛ ففي الدورة الأولى شهدنا عرضًا مسرحيًا واحدًا وفي هذه الدورة سيكون عرضان عربيان وفي كل عام تتسع المساحة المتاحة للعروض العربية حتى يتم التعريف بها وتعريفها على التجربة الليبية التي ظلت سجينة المحلية رغم وجود تجارب مهمة تستحق الخروج من إطار المحلية للعربية لكن نظرًا لغياب دور الإعلام وعدم وجود الناقد الحقيقي تقوقعت التجربة الليبية.
• كيف تواجهون تحدي جذب الجمهور وخاصة الشباب، إلى المسرح؟
بنغازي لم تفقد جمهور المسرح لأن العروض المسرحية لم تتوقف طيلة السنوات الماضية وتحت كل الظروف والصعوبات كانت العروض موجودة والجمهور حاضرًا بالتالي هو موجود ومتواصل لدرجة اننا نبحث عن أماكن تستوعب المشاركين والضيوف والجمهور معًا.
•ما هي أهمية دعم القطاع العام، والخاص للحركة المسرحية؟
مهم جدًا لكن للأسف الدعم من القطاع العام قليل جدًا والخاص يكاد لا يكون وقلة عدد الدورات في المهرجانات الليبية مقارنة بعمر المسرح في ليبيا وعدم انتظامها دليل على قلة الدعم؛ فالمسرح في دول العالم ثقافة أساسية ومقياس لتقدم الشعوب وتحضرها.
• ما دور المهرجان في تعزيز التعاون الفني و الثقافي بين المسرحيين الليبيين والعرب؟
التعاون موجود وكبير بين الفنانين الليبيين والعرب لتعزيز الفن والثقافة بين مختلف البلدان.
•كيف ترى مستقبل الحركة المسرحية في بنغازي وليبيا؟
متفائل بعودة الحراك المسرحي وبالتالي عودة عدد من الكتَّاب والمخرجين المسرحيين بعد توقف وفترة ركود ليست بالقصيرة، و بعد إحياء المهرجانات المتوقفة سيزدهر المسرح ويكون في مكانته التي تليق به وبتاريخه، ومن منبركم هذا نطالب الدولة بالإهتمام أكثر بالمسرح خاصة والفن عامة..
ختامًا .. لو تطلعنا على البرنامج الثقافي المصاحب لفاعليات المهرجان؟
يصاحب العروض المسرحية برنامجٌ ثقافي موازي يضم الندوات الفكرية، ورش تدريبية، وندوات تطبيقية بعد كل عرض مسرحي منها:
ورشتان للمخرج التونسي الكبير علي اليحياوي والأستاذة هناء، أربع ندوات فكرية ندوة عن أهم محاولات التجربة الليبية في التجريد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي للناقد الأستاذ أحمد عزيز، ندوة عن مخالطة الموسيقى، والسينوغرافيا للعرض المسرحي للفنان الأستاذ زلي عصمان.