هناك لغة مجاورة لواقع معاش تنقل الحدث بتفاصيله تخوض في التجربة وتعبر عن الواقع بسلاسة وعفوية لكنها مختزلة في نوته موسيقية ونغم بإيقاع محدد
هذه اللغة التي يدمنها أغلب شباب هذا الجيل و اخص الفئة العمرية من المراهقة إلى ما بعدها والمتمثلة في أغاني الراب
لسنا جميعا على ذائقة واحدة في تقبلنا للموسيقى والغناء وربما هناك من لا يجد لها ميلا بالأساس لأسباب يطول ويتشابك عرضها ولكن هناك اتفاق لفئة كبيرة من الشباب على أغاني الراب.
أغاني الراب القديمة لمن يذكرها فترة الثمانينات غيرها بعد 2011 اسماء وتجارب لشباب موهوب يجيد اللغة وكتابة الشعر باللهجة العامية او الإنجليزية ينقل صور لمعاناة المراهقين وخفايا مايتعرضون له ويناقش مسائل اجتماعية وقضايا سياسية بكل عفوية وصراحة.
استمعت اكثر من مرة لأغاني راب عبر راديو احدى المحطات وأنا في سيارتي
شدتني معالجة القضايا وطريقة عرضها ولامست وجع ما وضياعا عبرت عنه الكلمات بشكل مختلف عما ألفناه.
هذا الفن الذي يقبل علية شبابنا ويجدون فيه براحا للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم ويناقشون فيه قضاياهم وحتى انتكاساتهم وأمراضهم يعد مدونة حقيقية لمعرفة كيف يتعاطى الشاب الليبي مع واقعه.
اصلك ليبي وفوضى وغيرها من أغاني الراب التي تبث عاليوتيوب وفي الكاسيتات نموذج يستحق تسليط الضوء عليه لكل باحث عن هذه الشريحة
فن الراب في ليبيا طاغ وان لم يجد استحسان من الجميع يفرز مواهب ويسلط الضوء على زوايا تفكير الشباب في التعاطي مع قضاياهم ومجتمعهم
فهل سيأتي اليوم الذي يلقى هذا النوع من الفن اهتماما له أبعادا حقيقية بشريحة الشباب ؟
وماذا يمكن ان يقدم له؟
واين قنواته التي غابت مثل راديو زين وغيرها
التي كانت تشكل تفردا لتقديم مثل هذا النوع من الفن بإيقاعات المميزة وكلماته البسيطة الجادة؟