رأي

الراب وتوثيق الواقع الشبابي

نجاح مصدق

هناك‭ ‬لغة‭ ‬مجاورة‭ ‬لواقع‭ ‬معاش‭ ‬تنقل‭ ‬الحدث‭ ‬بتفاصيله‭ ‬تخوض‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬بسلاسة‭ ‬وعفوية‭ ‬لكنها‭ ‬مختزلة‭ ‬في‭ ‬نوته‭ ‬موسيقية‭ ‬ونغم‭ ‬بإيقاع‭ ‬محدد‭ ‬

هذه‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يدمنها‭ ‬أغلب‭ ‬شباب‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬و‭ ‬اخص‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬من‭ ‬المراهقة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬أغاني‭ ‬الراب

لسنا‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬ذائقة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬تقبلنا‭ ‬للموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬وربما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬لها‭ ‬ميلا‭ ‬بالأساس‭ ‬لأسباب‭ ‬يطول‭ ‬ويتشابك‭ ‬عرضها‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬لفئة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬أغاني‭ ‬الراب‭.‬

أغاني‭ ‬الراب‭ ‬القديمة‭ ‬لمن‭ ‬يذكرها‭ ‬فترة‭ ‬الثمانينات‭ ‬غيرها‭ ‬بعد‭ ‬2011‭ ‬اسماء‭ ‬وتجارب‭ ‬لشباب‭ ‬موهوب‭ ‬يجيد‭ ‬اللغة‭ ‬وكتابة‭ ‬الشعر‭ ‬باللهجة‭ ‬العامية‭ ‬او‭ ‬الإنجليزية‭ ‬ينقل‭ ‬صور‭ ‬لمعاناة‭ ‬المراهقين‭ ‬وخفايا‭ ‬مايتعرضون‭ ‬له‭ ‬ويناقش‭ ‬مسائل‭ ‬اجتماعية‭ ‬وقضايا‭ ‬سياسية‭ ‬بكل‭ ‬عفوية‭ ‬وصراحة‭. ‬

استمعت‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬لأغاني‭ ‬راب‭ ‬عبر‭ ‬راديو‭ ‬احدى‭ ‬المحطات‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬سيارتي‭ ‬

شدتني‭ ‬معالجة‭ ‬القضايا‭ ‬وطريقة‭ ‬عرضها‭ ‬ولامست‭ ‬وجع‭ ‬ما‭ ‬وضياعا‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬الكلمات‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬عما‭ ‬ألفناه‭.‬

هذا‭ ‬الفن‭ ‬الذي‭ ‬يقبل‭ ‬علية‭ ‬شبابنا‭ ‬ويجدون‭ ‬فيه‭ ‬براحا‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬غضبهم‭ ‬واحتجاجهم‭ ‬ويناقشون‭ ‬فيه‭  ‬قضاياهم‭ ‬وحتى‭ ‬انتكاساتهم‭ ‬وأمراضهم‭ ‬يعد‭ ‬مدونة‭ ‬حقيقية‭ ‬لمعرفة‭ ‬كيف‭ ‬يتعاطى‭ ‬الشاب‭ ‬الليبي‭ ‬مع‭ ‬واقعه‭.‬

اصلك‭ ‬ليبي‭ ‬وفوضى‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أغاني‭ ‬الراب‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬عاليوتيوب‭ ‬وفي‭ ‬الكاسيتات‭ ‬نموذج‭ ‬يستحق‭  ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليه‭ ‬لكل‭ ‬باحث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الشريحة

فن‭ ‬الراب‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬طاغ‭ ‬وان‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬استحسان‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬يفرز‭ ‬مواهب‭ ‬ويسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬زوايا‭ ‬تفكير‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬قضاياهم‭ ‬ومجتمعهم

فهل‭ ‬سيأتي‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يلقى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬اهتماما‭ ‬له‭ ‬أبعادا‭ ‬حقيقية‭ ‬بشريحة‭ ‬الشباب‭ ‬؟

وماذا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يقدم‭ ‬له؟

واين‭ ‬قنواته‭ ‬التي‭ ‬غابت‭ ‬مثل‭ ‬راديو‭ ‬زين‭ ‬وغيرها‭ ‬

التي‭ ‬كانت‭ ‬تشكل‭ ‬تفردا‭ ‬لتقديم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬بإيقاعات‭ ‬المميزة‭ ‬وكلماته‭ ‬البسيطة‭ ‬الجادة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى