الرئيسيةملف

برستيج الشحاته: عندما يتحـول الـتسول إلى وظيفـة

ليلى الغول

مؤشر‮ ‬‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‮ ‬‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بليبيا‭ ‬مرتفع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أثبتته‭ ‬الدراسات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬فالمسببات‭ ‬ازدادت،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬والغلاء‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬أسعار‮ ‬‭ ‬السلع‭ ‬الضرورية‭ ‬أمر‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬استفحال‭ ‬الأمر‭ ‬وتفاقم‭ ‬المشكلة،‭ ‬وقد‭ ‬اعتبرت‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬والدراسات‭ ‬التي‭ ‬أجريتْ‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أن‭ ‬ظروف‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬والحروب‭ ‬والتناحرات‭ ‬الداخلية‭ ‬سبب‭ ‬ومؤشر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬ازدياد‭ ‬حالات‭ ‬التسول؛‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬احصائيات‭ ‬دخول‭ ‬الأجانب‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬ومنافذ‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬المتسولين‭ ‬عبر‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬لسهولة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المال‭ .‬

إنّ‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال،‭ ‬والنساء‭ ‬للتسول‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬بين‮ ‬‭ ‬المحال‭ ‬التجارية،‭ ‬والطرقات‭ ‬أصبح‭ ‬نهجًا‭ ‬للبعض‭ ‬يستخدمه‭ ‬ليس‭ ‬للحاجة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬لسهولة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ضروريات‭ ‬الحياة‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬المجهود‭ ‬الكبير،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬المتسولين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬عائلات‭ ‬بعضهم‭ ‬يستغل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشبكات‭ ‬الإجرامية‭ ‬كمصدر‭ ‬دخل‭ ‬يومي،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬دورنا‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومعرفة‭ ‬أسباب‭ ‬الانتشار‭ ‬وطرق‭ ‬المعالجة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ .‬

من‭ ‬خلال‭ ‬طرحنا‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬مكتب‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬د‭. ‬تهاني‮ ‬‭ ‬إدريس‭ ‬أجابت‭ :‬

على‭ ‬أن‭ ‬التسول‭ ‬أصبح‭ ‬ظاهرة‭ ‬تفشتْ‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم‭ ‬وبالتالي‭ ‬أصبحت‭ ‬مهنة‭ ‬يقتات‭ ‬منها‭ ‬البعض‭ ‬وخصوصًا‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬كما‭ ‬أصبح‭ ‬التسول‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شركات‭ ‬يوظفون‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬مقابل‭ ‬حمايتهم‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الاكل‭ ‬والمبيت‭ ‬وبعض‭ ‬المال‭.‬

واستشهدتْ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭  ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ :‬

نرى‭ ‬أطفالًا‭ ‬ونساءً‭ ‬ورجالًا‭ ‬يمارسون‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة‭ ‬ولكن‮ ‬‭ ‬الجنسيات‭ ‬الأفريقية‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‮ ‬‭ ‬خصوصًا‭ ‬فئة‭ ‬الأطفال‭ ‬فهم‭ ‬الأكثر‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ .‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالليبيين؛‭ ‬فأصبح‭ ‬البعض‭ ‬يمارس‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ولكن‭ ‬الأكثر‭ ‬يمارسها‭ ‬بغرض‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬وليس‭ ‬للحاجة‭.‬

ونوهتْ‭ ‬على‭ ‬ضرورة‮ ‬‭ ‬تكثيف‮ ‬‭ ‬الحملات‭ ‬الأمنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬وباءً‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭.‬

وعن‭ ‬المسببات‭ ‬ذكرتْ‭ ‬أنها‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬فالمتسولون‭ ‬من‭ ‬الجنسية‭ ‬الإفريقية‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬استغلال‭ ‬وضعهم‭ ‬المادي‭ ‬والمعيشي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬والأساسي‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالليبيين‭ ‬يختلف‭ ‬الفئة‭ ‬الأولى‭ ‬فبعضهم‭ ‬يراها‭ ‬مهنه‭ ‬يقتات‭ ‬منها‭ ‬فيعتبر‭ ‬حالة‭ ‬نفسية،‭ ‬أو‭ ‬بالأصح‭ ‬مرض‭ ‬نفسي‭ .‬

أما‭ ‬الفئة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬الليبيين‮ ‬‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الحاجة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمعيشيه‭ ‬الصعبة‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بخصوص‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬أجابتْ‭ ‬انه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬الليبيين‭ ‬المحاضرات‭ ‬التوعوية‭ ‬والإرشاد‭ ‬وكذلك‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والعام‭ ‬لخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬الأجنبي‭ ‬فيجب‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬جانبًا‭ ‬سلبيًا‭ ‬على‭ ‬المدينة‭.‬

وأفادت‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعاونٌ‭ ‬بين‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬لأن‭ ‬كلاهما‭ ‬يحقق‭ ‬الفائدة‭ ‬نفسها‭.‬

وذكرت‭ ‬أنّ‭ ‬المسؤولية‭ ‬تكون‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‮ ‬‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬الأجنبي‭ ‬فأغلب‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬هم‭ ‬أجانب‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬رسمي‭ ‬لدخول‭ ‬الأراضي‭ ‬الليبية‮ ‬‭ ‬هنا‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الدولة‮ ‬‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬رادعة‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وترحيل‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يعد‭ ‬وجودهم‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭ .‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬الليبي‭ ‬فيجب‭ ‬على‮ ‬‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‮ ‬‭ ‬حصر‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬ومعالجة‭ ‬أوضاعهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التعاون‭ ‬بين‮ ‬‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬خصوصًا‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬كما‭ ‬ذكرتُ‭ ‬سابقًا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬وهي‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬رادعة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬المحتاجة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ .‬

ويبقى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬نهائيًا‭ ‬على‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬خاصة‭ ‬التسول‭ ‬مرهون‭ ‬أيضا‭ ‬بالثقافة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وثقافة‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الداعمة‭ ‬للطفل‭ ‬والمرأة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬التي‮ ‬‭ ‬تساند‭ ‬الأسر‭ ‬والعوائل‭ ‬المحتاجة‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬والتجار‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬لتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬التوزيع‭ ‬العادل‭ ‬وحصر‭ ‬العائلات‭ ‬لأن‭ ‬المعروف‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬عدم‭ ‬تقبل‭ ‬المساعدات‭ ‬العلنية‭ ‬ويعتبرونها‭ ‬دعاية‭ ‬مجانية‭ ‬لآلام‭ ‬وأوجاع‭ ‬المحتاجين‭.‬

وفي‭ ‬طرح‭ ‬للموضوع‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬السيكولوجية‭ ‬استضفنا‭ ‬المستشارة‭ ‬النفسيةوالناشطة‭ ‬المدنية‮ ‬‭ ‬المهتمة‭ ‬بالشؤون‭ ‬التربوية‭ ‬والاسرية‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬السيدة‭/ ‬آمنة‭ ‬زيدان‮ ‬‭ ‬التي‭ ‬سألناها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاسئلة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إجابات‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النفسي،والاجتماعية‭:‬

ما‭ ‬أنواع‭ ‬التسول‭ ‬؟‭ ‬

‭* ‬التسول‭ ‬الفردى‭ ‬المباشر‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬اقتراب‭ ‬المتسول‭ ‬من‭ ‬الاشخاص‭ ‬وطلب‭ ‬المال‭ ‬او‭ ‬الطعام‭ ‬من‭ ‬الاشخاص‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭.‬

‭* ‬التسول‭ ‬العائلي‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬يقوم‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬بأكملها‭ ‬بالتسول‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬المارة‭ ‬وأستعطافهم‭.‬

‭* ‬التسول‭ ‬المنظم‭ ‬هو‭ ‬طريقة‭ ‬استخدام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتسولين‭ ‬لكنهم‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬شبكة‭ ‬معينة‭ ‬تستخدمهم‭ ‬لجمع‭ ‬المال‭ ‬وأحيانًا‭ ‬للسرقة‭ ‬والحرابة‭. ‬

‭* ‬التسول‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬هو‭ ‬أخطر‭ ‬الأنواع‭ ‬وأكثرها‭ ‬انتشارًا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬‮«‬السوشال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬الهائل‭ ‬وهو‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬خاصة‭.‬

أهم‮ ‬‭ ‬أسباب‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة؟

أجابت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الاخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬اوسع‭ ‬إلا‭ ‬انها‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬العام‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬قديم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬لانها‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مشكلات‭ ‬عميقة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أسبابًا‭ ‬أساسية‭ ‬وهي‭ ‬الفقر‭ ‬وانتشار‭ ‬البطالة،‭ ‬والأدمان،‮ ‬‭ ‬والركود‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وكل‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭ ‬كفيل‭ ‬بخلق‭ ‬جيل‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬المتسولين‭ .‬

ما‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول؟

تقسم‭ ‬العوامل‭ ‬الى‭ ‬ثلاث‭ ‬أجزاء‭ ‬مهمة‭ :‬

أولاً‭ :‬العوامل‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتمثلة‭ ‬فى‭ ‬التفكك‭ ‬الاسرى‭ ‬نتيجة‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬والتهجير‭ ‬والنزوح‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬نفسية‭ ‬الإنسان‭ ‬ويجعله‭ ‬يعيش‭ ‬أبعادًا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬عيشها‭.‬

ثانيًا‭ : ‬العوامل‭ ‬النفسية‭ :‬‭ ‬المتمثلة‭ ‬فى‭ ‬الاحباط‭ ‬النفسى‭ ‬واضطرابات‭ ‬فى‭ ‬نمو‭ ‬الشخصية‭ ‬والحرمان‭ ‬كلها‭ ‬عوامل‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬لبعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬لممارسة‭ ‬سلوكيات‭ ‬منافية‭ ‬للبيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كظاهرة‭ ‬التسول‭. ‬

ثالثًا‭ : ‬العوامل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كالبطالة‭ ‬والفقر‭ ‬والحروب‭ ‬والتهجير‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الظاهرة‭ ‬تتفاقم‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬للغاية‭ .‬

ما‭ ‬الحلول‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬حسب‭ ‬وصفك‭ ‬كمستشارة‭ ‬نفسية‭ ‬؟

يمكن‭ ‬تلخيص‭ ‬الحلول‭ ‬حسب‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬إلى‭ ‬ست‭ ‬حلول‭ ‬متتابعة‭ ‬وكل‭ ‬خطوة‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬اساسي‭ ‬في‭ ‬تصحيح‭ ‬كافة‭ ‬الآثار‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

اولا‭ :‬تكثيف‭ ‬الندوات‭ ‬وتعليم‭ ‬الاطفال‭.‬

ثانيا‭ :‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للشباب‭ .‬

ثالثًا‭ : ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬المتسولين‭ ‬والمستغلين‭ ‬

رابعًا‭ : ‬تنظيم‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‮ ‬‭ ‬والإعلام‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وتوعية‭ ‬المجتمع‭ ‬بأضرارها‭ .‬

خامسًا‭ : ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬للفئات‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمحتاجة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارتي‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ووزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتأهيل‭. ‬

سادسًا‭: ‬تنظيم‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭. ‬

متى‭ ‬يكون‭ ‬الوضع‭ ‬متفاقمًا‭ ‬ويجب‭ ‬ضبطه؟‭ ‬

عند‭ ‬تزايد‭ ‬العدد‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬والانتشار‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الطرقات‭ ‬العامة‭ ‬وأمام‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمساجد‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للمتسولين‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‮ ‬‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬يجب‭ ‬ضبطهم‭ ‬وإيواءهم‭ ‬فى‭ ‬أماكن‭ ‬خاصة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬سفاراتهم‭ ‬لاتمام‭ ‬عملية‭ ‬العودة‭ ‬لدولهم

ما‭ ‬النتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬؟

تُسهم‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬الجريمةبشكل‭ ‬مرعب‭ ‬نظرًا‭ ‬لعدم‭ ‬رضوخ‭ ‬المتسولين‭ ‬إلى‭ ‬رقابة‭ ‬أمنية،‭ ‬أيضًا‭ ‬تعمل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬المجتمع‮ ‬‭ ‬وزيادة‭ ‬الشعور‭ ‬بعدم‭ ‬الأمان بين‭ ‬السكان،‭ ‬كما‭ ‬تؤدي‭ ‬هذة‭ ‬الظاهرة‭ ‬إلى‭ ‬الاجهاد‭ ‬الاقتصادي‮ ‬للدولة‭ ‬لأنها‮ ‬‭ ‬ستكون‭ ‬عبء‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلى‭ ‬وذلك‭ ‬بعدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬عل‭ ‬التبرعات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬العمل‭.‬

ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يتفاقم‭ ‬تأثيرها‭ ‬لتشمل‭ ‬جوانب‭ ‬أمنية‭ ‬خطيرة‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ .‬

وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬التسول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الفقر‭ ‬وصعوبة‭ ‬المعيشة‭ ‬داخلها‭ ‬؟

يختلف‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬لأن‭ ‬اغلب‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬دخلوا‭ ‬للبلاد‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬أغلبهم‭ ‬أو‭ ‬جلهم‭ .. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالليبيين؛‭ ‬فالوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعيشي‭ ‬أصبح‭ ‬صعبًا‭ ‬للغاية‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فيمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مؤشرًا‭ ‬يختلف‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ .‬

ما‭ ‬هي‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول؟

‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬مشترك‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬استعانه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بفريق‭ ‬البحث‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والدعم‭ ‬النفسي‭ ‬للوزارة‭ ‬لدورهم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬السلوكيات‭ ‬النفسيه‭ ‬والواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لمن‭ ‬يمارس‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬إخطار‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بحالات‭ ‬التسول‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬ضبطها‭ ‬من‭ ‬الليبيين‭.‬

ما‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬الوزارة‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬المتسول‭ ‬ليبياً؟

بعد‭ ‬الأخطار‭ ‬الوارد‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬يتوجه‭ ‬فريق‭ ‬البحث‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والدعم‭ ‬النفسي‭ ‬لإجراء‭ ‬مقابلات‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬ضبطهم‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقديم‭ ‬بعض‭ ‬الاعانة‭ ‬لهم‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بدء‭ ‬برنامج‭ ‬التوجيه‭ ‬والارشاد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المحاضرات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬المحاولة‭ ‬لخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬والمتابعة‭ ‬المستمرة‭ ‬لهم‭ ‬هذا‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجانب‭ ‬الليبي

هل‭ ‬هناك‭ ‬دراسات‭ ‬وإحصائيات‭ ‬خاصة‭ ‬بأعداد‭ ‬المتسولين‭ ‬من‭ ‬الليبيين؟،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬يوجد‭ ‬بها؟

حاليًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬يوجد

هل‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬وصندوق‭ ‬الزكاة‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للأوقاف،‭ ‬بشأن‭ ‬توفير‭ ‬مورد‭ ‬دخل‭ ‬للمتسولين‭ ‬الليبيين‭ ‬المعوزين؟

يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬الوضع‭ ‬المعيشي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لهم‭ ‬كذلك‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬سابقًا‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك

ما‭ ‬هي‭ ‬الدراسات‭ ‬والخطط‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬اىوزارة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول؟

اعداد‭ ‬فريق‭ ‬خاص‭ ‬لدراسة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كيفية‭ ‬إعطاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬التوعوية‭ ‬والإرشاديه‭ ‬وأخيرًا‭ ‬سبل‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬لهم‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى