قرأتُ الكثير من المنشورات التي تطالب بالخلوق «جهاد المنتصر» بتولي منصب رئيس اتحاد الكرة أو أحد أبناء جيله.
لا يجب أن يسرح بنا الخيال بعيدًا لكي نحدد المعايير الفكرية، والرياضية لاختيار الربان الجديد لقيادة اتحاد الكرة..ويمكن الاستفادة من المنتصر في جوانب أخرى.
قبل كل شيء يجب أن نستفيق من خدعة ووهم الاستعانة أو الدفع بلاعب دولي سابق لتولي منصب الرئيس
هذه التجربة تنجح في أوروبا؛ فمثلاً كرواتيا يقود اتحادها الهداف السابق للمنتخب الكرواتي «دافور شوكر».
لكن الوضع يختلف جملة وتفصيلا في القارة السمراء التي ننتمي اليها
فقارتنا مختلفة عن باقي القارات كرويًا وثقافيًا واجتماعياً .
ولعل تجارب دول الجوار والدولة القوية الأخرى التي سيطرت على مقاليد الحكم كرويًا وإدارياً ووضعت ومنحت الثقة في رجال تتوفر لديهم المواصفات والمتطلبات اللازمة لمقارعة صناع القرار في البيت الافريقي فالمؤتمرات والاجتماعات على مستوى المسؤولين ورؤساء الاتحادات يتطلب الكاريزما والحنكة والخبرة والثقة أكثر من الوسامة التى هي لإمكان لها داخل اروقة الكاف.
الرجل المناسب في هذا المنصب هو الرجل العصي على الانكسار والقادر على التوغل في خصوصيات ودهاليز وكواليس الكونغرس الافريقي الكروي
منصب يتطلب رجل دولة او رجل صاحب دم ازرق قادر على توفير كل الإمكانات.
منصب يتطلب رجلًا ذا شخصية قوية وعلاقات متينة داخل قارتنا وهذه المقومات لا يمتلك لاعبًا عاش حياته بالكامل في أجواء أوروبا الباردة التي تختلف عن حرارة وسخونة القارة الافريقية الكورة الليبية تحتاج لشخص يمنحها القدرة على المزيد من الصعود سلم القارة، وعلى المزيد من التمييز في محيطها ليكسبها الشخصية التى لا تنهار أمام ابسط العواصف وعوارض كرة القدم.
وأن يكون على معرفة دقيقة بكرة القدم الافريقية وعلى اطلاع جيد بخصوصيات الكرة المحلية لمساعدتها على تبني نموذج كروي متقدم وقابل للتطوير أكثر.
لنتعلم ونستفيد من تجارب الآخرين
نحن كليبيين لا نتعلم ولا نريد ان نتعلم نصر على تكرار الهفوات والسير في الطريق الخاطىء لانه ببساطة تغلب علينا العاطفة وننسى أو نتناسى بسرعة كبيرة، ويسهل علينا التأثير بالوعود والكلمات والصور عبر )الفيس( فالشخص الذي سيقود المرحلة القادمة تتوفر عنده شروط القيادة فمرحبًا به من اجل ان يأتي بمشروع وأدوات عمل وصرامة ونهم للاشتغال بلاهوادة، وهذا من المؤكد سيضمن النجاح…