لــولا (فزعـــة الخـــوت) لكانت الكـارثة أكـــبر
في أوقاتِ الأزماتِ، تظهرُ جوانبٌ إيجابية في المجتمع، فبعد «كارثة درنة»، تكاتفتْ الجهود لتقديم الدعم للناجين، وكان لدور المجتمع المدني، والمنظمات الدولية في تقديم المساعدات وجهاز حقيقية وإنسانيًا عالٍ، وكيف أسهمتْ هذه الجهود في تخفيف معاناة السكان؟، وماذا واجهتْ هذه الجمعيات مع الأهالي من صعوبات، ووجع؟، كيف دثرتْ المهم، ورفدتْ ليالي البكاء، والفقد؟.. كل هذا يجيبنا عنه عبد الحميد الحصادي رئيس تجمع رابطة أهالي ونازحي درنة؛ في المنطقة الغربية ..
أين هي الرابطة اليوم ..؟!
الرابطة منذ اليوم الأول قدمتْ الدعم والغطاء الاجتماعي والإغاثي لكل الأسر التي تركت بيوتها واتت إلى طرابلس ومصراته، ومدن المنطقة الغربية.
أتتْ ولا تحمل معها لا مدخراتها ولا أملاكها، ولا ملابسها حاولنا تمكينهم من السكن وتسجيلهم في بعض المنظمات الدولية واستيعاب حجم الكارثة والتواصل مع الجهات المانحة من رجال أعمال، وأهل الخير ومنظمات مجتمع مدني وتقديم المساعدات العينية والمادية من أغطية وملابس وفرش ووسائد ومواد غذائية وكل ما يمكن أن يساعد الأسر النازحة
منذ متى بدأتْ الرابطة عملها ؟
منذ 18ديسمبر 2023 ووصلوا أول الأسر النازحة من درنة إلى طرابلس ومصراتة استقبلناهم، وقمنا بتسكينهم في قرية )المغرب العربي( «الريقاطة»، وقرية «القريعة»، وهناك أهالي الخير فتحوا بيوتهم لعام كامل بلا إيجار ومنهم لثلاثة اشهر أيضا هناك شركة «بيت الثلج» لاستيراد المواد الكهوبائية والمنزلية قدمت لعديد للأسر )الأثاث، والثلاجات وغاز طهي( إلى جانب الهلال الأحمر، والكشافة طرابلس.
هنا عليّ شكر أعضاء الهلال الأحمر طرابلس الذين قدموا الأغطية والمستلزمات للنازحين اضافة لمفوضية الكشافة طرابلس التي قامت بدور كبير وتواصلت معنا إلى اليوم وهي تقدم المساعدات والسلات الغذائية وهناك برنامج الغذاء العالمي كان حاضرًا من المنظمات الدولية والكل كان في الموعد )فزعة خوت(.
كم عدد العائلات التي استقبلتها الرابطة؟
قرابة 1200عائلة التي تم حصرها في المنطقة الغربية وقدمت لها المساعدة، والموجودون الآن قرابة 400عائلة أغلبهم غادر والبقية ظلت لانعدام سبل الحياة في درنه نتيجة الصيانات، والأعمال الجارية اغلب الأسر بيوتها هدمت وبحاجة لاعمار من جديد ومازالت جهود الدولة بطيئة وبحاجة لوقت لإعادة الإعمار لهذا ظل قرابة الثلث في طرابلس، ومصراته، والزاوية وبعض المدن والمناطق الغربية
ما أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها في مجال الإغاثة؟
لولا )فزعة خوت( لكانت الازمة كبيرة جدًا وعظيمة لكن الفزعة كانت صفعة للمحرضين ولمن هم فالمشهد السياسي ودعاة الفرقة، وإن الليبيين يدٌ واحدة وان درنه أطلقت مشروع حقيقي للمصالحة الوطنية، وأن الليبيين على قلب رجل واحد رغم كل الاختلافات.
واكدوا بانهم يشعرون بوجع بعضهم بعضًا سندًا وعونًا .. درنة مع وجعها قدمت صورة مشرفة وحقيقية عن حقيقة الشعب الليبي وموقفه وابعدت كل الاحتمالات لغير ذلك.
عن الإعمار في درنة هل نستطيع القول بإنها عادت للحياة؟
هناك مشاريع تحركات خصوصا فيما يخص الجسور والطرق وربط المدينة ببعضها بعض ولكن ان نقول إعمار حقيقي مكاتب هندسية ومكاتب تخطيط هندسية فلا.
نحن في درنة نفتقد لجانب من الشفافية والوضوح وجانب الإفصاح عن المخططات العمرانية خصوصًا في اوضاع السكان والأهالي التي هدمت بيوتهم وجرفها السيل؛ فالمواطن لازال في حيرة هل ينتظر الدولة أن تبني مسكنه أم يشرع بنفسه في ذلك أو من ناحية الصيانة وهل مواقع البيوت في مسار هدم ومنع ام لا ولكن بالمجمل لا توجد رؤية حقيقية متكاملة على درجة من الشفافية رغم ما حدث من محاولات صيانه وإنشاء للحدائق والجسور وتعبيد الطرق واحداث تغيير في واجهات الحدائق وبعض المقار كواجهات فقط ولكن ينقص إعمار درنة هذه الرؤية وهذا التخطيط
وتعد جميعها جهودًا في إطار التهيئة لعودة الحياة وليست إعمارًا بمعني ان المدينة أصبحت نموذجًا متكاملًا للإعمار الحقيقي ونشد على أيدي شباب المنطقة من داخلها وخارجها الساعين للإعمار وندعم اي مشاريع إعمار لدرنه ولكن نطمح أن تصبح درنة نموذجًا لعودة الحياة بعد أن فقدت المدينة ثلث سكانها.
وأن تصبح حديث العالم عن نهوضها من الطين والوحل والهدم إلى مدينة حقيقية تدب فيها الحياة بشكل يرضي أهالي وسكان المدينة وهل عادت هويتها التي أخذها السيل، وغيرت ملامحها مثل «حارة اليهود» وقريتهم، وبيت درنة الثقافي، والمسجد العتيق، والكنيسة وغيرها من المعالم التي أغرقها الماء، فهل عادت كقبلة للسياح وأن المسؤولين على درجة وعي بما هم مقدمون عليه في موضوع اعادة الإعمار لدرنة الحبيبة.
ماهي العراقيل التي تواجه الإعمار ومشاريعه وعودة السكان الأصليين إلىبيوتهم؟
العراقيل هي التخطيط الجيد، والحقيقي للمحافظة على هوية المدينة، وملامحها دون أن تفقد خصوصيتها هي مهمة ليست سهلة لكن هذه أهم أشكالية تواجه الأعمار في درنة الهندسة، والتخطيط بشكل معين يتماشى مع طبيعة وما كانت عليه المدينة؛ لأن الدرناويين يعشقون مدينتهم ويحبون شكلها وشلالها وسدودها وطابعها المعماري وهويتها المتفردة وطابعها الأندلسي وموقعها بين جبل، وبحر، ووادي موقع جغرافي مميز جعلها متفردها.
فهل عودة الأعمار، والصندوق يراعي كل هذا ولديك خطة للبناء على الجبل وقرب الوادي وهل ستكون هناك سدود مستقبلا وبأي طريقة ستصمم وهي ستكون فيه مصدات بكميات كبيرة وتأتي من مسافات طويلة وهل من الواقعي والعملي اعادة سدود وهل هناك تعميق لمجرى الوادي ومراعاة مكانها اسفل الجبال ومساعدة الناس على معرفة مصير بيوتهم المواجهة للوادي وهل سيسمح باعادة بإعادة بناء لمساكنهم من جديد
أيضًا هناك مشكلات؛ فالتعويضات إذا ما منع تعمير بيوت في مناطق الودي وقرب السدود إلى متى سيظل امرهم؟، ومتى سيعوضون؟.
كيف تعاملتم مع الحالة النفسية لأهالي النازحين وفاقدي بيوتهم ومدينتهم؟
المصاب جلل وكان كبيرًا والفقد موجع، أهالي درنة في حالة صدمة منذ ذلك الحين نحن عملنا على تأمين احتياجاتهم؛ فالنزوح ومحاولة تهدئتهم لاستيعاب مع حدث وهناك العديد من المختصين والمعالجين النفسيين من تطوع في )فزعة خوت( للنظر في حالات الأسر المكلومة والنازحة من فقدت ذويها وبيوتها.
حتى اليوم رغم التعايش مع الوجع ومصيرهم الذي لازال الوقت لم يحسمه أهالي درنة يعتبرون أقوياء لأنهم يحبون مدينتهم ويحاولون مساعدتها ومساعدة أنفسهم لتجاوز الرعب والوجع.