الاولىالرئيسيةتقارير

صراع الورثة: اختلفوا في كل شيء .. ووحـدهم عرف الميراث

معمر سـلام

اتفقت‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الليبيين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مشاربهم‭ ‬من‭ ‬الصوفي‭ ‬إلى‭ ‬المتمسك‭ ‬بالمذهب‭ ‬المالكي‭ ‬إلى‭ ‬السلفي‭ ‬الذي‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬المذهب‭ ‬الحنبلي،‭ ‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬الدواخل،‭ ‬والمناطق‭ ‬القبلية،‭ ‬على‭ ‬ادخال‭ ‬العرف‭ ‬وهو‭ ‬أصل‭ ‬مختلف‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الفقهية،‭ ‬حيث‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬استخدامه‭ ‬وبالخص‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭ ‬والعنصر‭ ‬الهش‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الا‭ ‬وهي‭ ‬المرأة،‭ ‬والأطفال‭ ‬ففي‭ ‬الغالب‭ ‬يستحوذ‭ ‬العم‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬ابناء‭ ‬الاخ‭ ‬بحجة‭ ‬القيام‭ ‬بمصالحهم‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مالهم،‭ ‬أما‭ ‬المرأة‭ ‬فتمنع‭ ‬منحقها‭ ‬في‭ ‬الإرث‭ ‬بحجة‭ ‬عدم‭ ‬ذهاب‭ ‬الأرض‭ ‬أو‭ ‬المال‭ ‬لرجل‭ ‬غريب،‭ ‬ويضربون‭ ‬كلام‭ ‬الله‭ ‬وكلام‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬تفصيل‭ ‬مسائل‭ ‬الإرث‭ ‬في‭ ‬الشريعة‭ ‬الاسلامية‭ ‬تقسيما‭ ‬دقيقا‭ ‬بحيث‭ ‬لم،‭ ‬يترك‭ ‬مجالا‭ ‬لقائل،‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬وتعاملها‭ ‬مع‭ ‬الموضوع‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬الحساسة‭ ‬والمهمة‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للأفراد،‭ ‬وله‭ ‬ثر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬يتبع‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬نظاماً‭ ‬مزدوجاً‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والقوانين‭ ‬المدنية،‭ ‬حيث‭ ‬تنظم‭ ‬الشريعة‭ ‬معظم‭ ‬قوانين‭ ‬الإرث،‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬وضعت‭ ‬قوانين‭ ‬مدنية‭ ‬قد‭ ‬تتفاوت‭ ‬مع‭ ‬الأحكام‭ ‬الشرعية‭ ‬لأسباب‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬قانونية‭.‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬مسائل‭ ‬الإرث‭ ‬بهذه‭ ‬الحساسية‭ ‬فهي‭ ‬جديرة‭ ‬لأن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نزاعات‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬خاصةً‭ ‬عندما‭ ‬تتداخل‭ ‬القوانين‭ ‬الشرعية‭ ‬مع‭ ‬التشريعات‭ ‬المدنية‭ ‬أو‭ ‬تختلف‭ ‬التوقعات‭ ‬حول‭ ‬توزيع‭ ‬الحصص‭…‬.  

في‭ ‬جميع‭ ‬الحضارات‭ ‬كان‭ ‬الميراث‭ ‬موضوعا‭ ‬هاما‭ ‬وحساسا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬حضارة‭ ‬تتبنى‭ ‬قوانين‭ ‬وتقاليد‭ ‬خاصة‭ ‬لتنظيم‭ ‬مسألة‭ ‬الميراث‭ ‬وتوزيع‭ ‬الممتلكات‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الشخص‭ ‬وكذلك‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الجاهلية‭ ‬كان‭ ‬يخضع‭ ‬لأعراف‭ ‬وتقاليد‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الإسلام‭ ‬لاحقًا،‭ ‬ففيما‭ ‬يخص‭ ‬مهبط‭ ‬الوحي‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬سمات‭ ‬نظام‭ ‬الميراث‭ ‬في‭ ‬الجاهلية‭ ‬تفضيل‭ ‬للذكور‭ ‬الأقوياء‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬الميراث‭ ‬تُعطى‭ ‬للذكور،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أولئك‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬السلاح‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬القبيلة‭. ‬لذا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار‭ ‬أو‭ ‬النساء،‭ ‬مثل‭ ‬البنات‭ ‬والأرامل،‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬نصيب‭ ‬في‭ ‬الميراث،‭ ‬نظرًا‭ ‬لاعتقادهم‭ ‬بأن‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬لا‭ ‬يسهمون‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬القبيلة‭ ‬ولا‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬الحروب‭.‬

ولكن‭ ‬عندما‭ ‬جاء‭ ‬الإسلام،‭ ‬تغيّر‭ ‬نظام‭ ‬الميراث‭ ‬هذا‭ ‬جذريًا،‭ ‬إذ‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬عادلة‭ ‬تضمن‭ ‬حصول‭ ‬جميع‭ ‬الورثة،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬على‭ ‬نصيبهم‭ ‬وفق‭ ‬قواعد‭ ‬محددة‭ ‬تتوازن‭ ‬فيها‭ ‬الحقوق‭ ‬مع‭ ‬الواجبات‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭.‬

فقد‭ ‬تميزت‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬الميراث‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬وحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمع‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬نظام‭ ‬الإرث‭ ‬الإسلامي‭ ‬متوازنًا‭ ‬وشاملًا‭ ‬ليحقق‭ ‬مصلحة‭ ‬الفرد‭ ‬والأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬ككل‭. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬أبرز‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬تقسيم‭ ‬الميراث‭:‬

1‭. ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية

تقسيم‭ ‬الميراث‭ ‬في‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬العدالة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬التركة‭ ‬على‭ ‬الورثة‭ ‬وفقًا‭ ‬لقرابتهم‭ ‬من‭ ‬المتوفى‭ ‬واحتياجاتهم‭ ‬المالية‭. ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬الشريعة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬التوازن‭ ‬بحيث‭ ‬يحصل‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬على‭ ‬نصيبه‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬وضعه‭ ‬واحتياجه،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الورثة‭ ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭.‬

2‭. ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة

رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬حصة‭ ‬الذكر‭ ‬عن‭ ‬الأنثى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬خصصت‭ ‬للمرأة‭ ‬حقًا‭ ‬ثابتًا‭ ‬في‭ ‬الإرث،‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الثقافات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحرم‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬تمامًا‭. ‬فتخصيص‭ ‬نصيب‭ ‬محدد‭ ‬للمرأة‭ ‬يُظهر‭ ‬عناية‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بحقوقها‭ ‬المالية،‭ ‬ويدعم‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والأسرة‭.‬

‭. ‬تعزيز‭ ‬التكافل‭ ‬الأسري

من‭ ‬مقاصد‭ ‬تقسيم‭ ‬الميراث‭ ‬تعزيز‭ ‬روح‭ ‬التكافل‭ ‬والتعاون‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة،‭ ‬حيث‭ ‬يشمل‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬الأقارب‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬مختلفة‭. ‬هذا‭ ‬التوزيع‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تقوية‭ ‬الروابط‭ ‬الأسرية‭ ‬ويشجع‭ ‬على‭ ‬مراعاة‭ ‬الأرحام‭ ‬والعناية‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬أسر‭ ‬متماسكة‭.‬

4‭. ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬الأسرية

يوفر‭ ‬نظام‭ ‬الميراث‭ ‬الإسلامي‭ ‬قواعد‭ ‬واضحة‭ ‬للتوزيع،‭ ‬مما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬الورثة‭. ‬فاتباع‭ ‬الأحكام‭ ‬الشرعية‭ ‬يمنع‭ ‬التلاعب‭ ‬بالتقسيم‭ ‬أو‭ ‬حرمان‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬حقوقهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬ويحقق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري‭.‬

5‭. ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي

يهدف‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬مستقبل‭ ‬الورثة،‭ ‬حيث‭ ‬تحصل‭ ‬كل‭ ‬فئة‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حاجتها‭. ‬فمثلًا،‭ ‬يحصل‭ ‬الأبناء‭ ‬والأحفاد‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬أكبر،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬لهم‭ ‬الأمان‭ ‬المالي‭ ‬ويساعدهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬حياتهم‭ ‬واستمرارية‭ ‬الأسرة‭.‬

6‭. ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التكدس‭ ‬المالي‭ ‬عند‭ ‬الفرد‭ ‬الواحد

تسعى‭ ‬الشريعة‭ ‬إلى‭ ‬توزيع‭ ‬الثروة‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الورثة،‭ ‬مما‭ ‬يمنع‭ ‬تكدس‭ ‬المال‭ ‬بيد‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬فئة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الورثة‭. ‬فالتوزيع‭ ‬المتوازن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬الفوارق‭ ‬الاقتصادية‭.‬

7‭. ‬حماية‭ ‬مصالح‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة

يحقق‭ ‬تقسيم‭ ‬الإرث‭ ‬مصلحة‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬حيث‭ ‬يمنح‭ ‬الأبناء‭ ‬نصيبًا‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعدهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبلهم‭ ‬وتكوين‭ ‬أسر‭ ‬جديدة‭. ‬وبذلك‭ ‬تسهم‭ ‬الشريعة‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬الأجيال‭ ‬المتعاقبة‭ ‬دون‭ ‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بهم‭.‬

وبهذا‭ ‬العرض‭ ‬الموجز‭ ‬تتجلى‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬الميراث‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬والتكافل‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬تهدف‭ ‬الأحكام‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمع‭ ‬ككل‭. ‬وبهذا‭ ‬يُعد‭ ‬نظام‭ ‬الإرث‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬نموذجًا‭ ‬متكاملًا‭ ‬يحقق‭ ‬التوازن‭ ‬ويعزز‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والاحترام‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭.‬

لكن‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تعتمد‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬قوانين‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬يتم‭ ‬وفقاً‭ ‬للأحكام‭ ‬الشرعية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أدخلت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬تعديلات‭ ‬أو‭ ‬نصوص‭ ‬قانونية‭ ‬لمعالجة‭ ‬قضايا‭ ‬معينة‭ ‬مثل‭ ‬الإرث‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬المختلط،‭ ‬أو‭ ‬إعطاء‭ ‬الحق‭ ‬للأبناء‭ ‬بالتساوي‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجنس‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭:‬

1‭. ‬تونس‭: ‬أدخلت‭ ‬تونس‭ ‬قوانين‭ ‬مدنية‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الذكور‭ ‬والإناث‭ ‬في‭ ‬الإرث،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمنح‭ ‬العائلة‭ ‬الخيار‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

2‭. ‬لبنان‭: ‬يعتمد‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬على‭ ‬الانتماء‭ ‬الطائفي‭ ‬للفرد،‭ ‬حيث‭ ‬تخضع‭ ‬الطوائف‭ ‬المختلفة‭ ‬لقوانين‭ ‬إرثية‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭. ‬فالمسلمون‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬بينما‭ ‬تتبع‭ ‬الطوائف‭ ‬المسيحية‭ ‬قوانين‭ ‬كنسية‭ ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الحصص‭.‬

3‭. ‬مصر‭: ‬يطبق‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬نظام‭ ‬الإرث‭ ‬الشرعي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬وفقاً‭ ‬لأحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ولكن‭ ‬توجد‭ ‬قوانين‭ ‬مدنية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬خاصة‭ ‬كزواج‭ ‬الأجانب‭.‬

تقسيم‭ ‬الإرث‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الليبي

يعتمد‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬تقسيم‭ ‬الإرث‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وذلك‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬المذهب‭ ‬المالكي‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬ليبيا‭. ‬تتضمن‭ ‬القوانين‭ ‬الليبية‭ ‬تقسيم‭ ‬الميراث‭ ‬وفقًا‭ ‬للأصول‭ ‬الشرعية،‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬الحالات‭ ‬المدنية‭ ‬والإدارية‭. ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقسيم‭ ‬الإرث‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭:‬

1‭. ‬المرجع‭ ‬الشرعي‭ ‬والقانوني

يتم‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬حيث‭ ‬يُعتمد‭ ‬على‭ ‬النصوص‭ ‬الشرعية‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬والسنة‭ ‬النبوية‭ ‬والتي‭ ‬تنظم‭ ‬حصة‭ ‬كل‭ ‬وارث‭ ‬حسب‭ ‬درجة‭ ‬قرابته‭ ‬من‭ ‬المتوفى‭.‬

كما‭ ‬يستند‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬أحكام‭ ‬الفقه‭ ‬المالكي،‭ ‬ويتم‭ ‬تنظيم‭ ‬تقسيم‭ ‬الإرث‭ ‬عبر‭ ‬قوانين‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬الليبية،‭ ‬وخاصة‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬10‭ ‬لسنة‭ ‬1984‭ ‬الخاص‭ ‬بالأحوال‭ ‬الشخصية،‭ ‬الذي‭ ‬يتناول‭ ‬جميع‭ ‬قضايا‭ ‬الزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬والميراث‭.‬

2‭. ‬أسس‭ ‬تقسيم‭ ‬الإرث

الفروض‭: ‬تُقسم‭ ‬التركة‭ ‬أولاً‭ ‬بحسب‭ ‬الفروض‭ ‬الشرعية‭ ‬المحددة‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬مثل‭ ‬حصة‭ ‬الزوجة‭ ‬أو‭ ‬الزوج،‭ ‬والأم،‭ ‬والأب،‭ ‬والبنت،‭ ‬والأخت،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

التعصيب‭: ‬بعد‭ ‬توزيع‭ ‬الأنصبة‭ ‬أو‭ ‬الفروض‭ ‬الشرعية،‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬الباقي‭ ‬على‭ ‬الورثة‭ ‬العصبة‭ ‬الأقرب‭ ‬للمتوفى،‭ ‬كالأبناء‭ ‬والأعمام‭ ‬وأبناء‭ ‬الأعمام،‭ ‬حسب‭ ‬الأحقية‭ ‬والقرابة‭.‬

أولوية‭ ‬الأقرب‭: ‬يمنح‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬أولوية‭ ‬للورثة‭ ‬الأقرب‭ ‬درجةً‭ ‬في‭ ‬القرابة،‭ ‬حيث‭ ‬يرث‭ ‬الأقرب‭ ‬للمتوفى،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬وجوده‭ ‬ينتقل‭ ‬الميراث‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يليه‭ ‬من‭ ‬الأقارب‭.‬

3‭. ‬حصة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الإرث

يُطبق‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬أحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بخصوص‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى،‭ ‬حيث‭ ‬يُعطى‭ ‬الذكر‭ ‬ضعف‭ ‬نصيب‭ ‬الأنثى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بين‭ ‬الإخوة‭ ‬والأبناء‭.‬

كما‭ ‬تحظى‭ ‬المرأة‭ ‬بنصيب‭ ‬محدد‭ ‬بحسب‭ ‬درجة‭ ‬قرابتها‭ ‬للمتوفى،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬أمًا،‭ ‬أو‭ ‬زوجة،‭ ‬أو‭ ‬أختًا،‭ ‬أو‭ ‬بنتًا‭.‬

4‭. ‬تطبيق‭ ‬الوصية

يتيح‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬للمتوفى‭ ‬ترك‭ ‬وصية‭ ‬شرط‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬ثلث‭ ‬التركة،‭ ‬ويحق‭ ‬له‭ ‬التصرف‭ ‬بهذا‭ ‬الثلث‭ ‬حسب‭ ‬رغبته‭ ‬بعد‭ ‬الوفاة،‭ ‬سواء‭ ‬للأقارب‭ ‬أو‭ ‬غيرهم‭.‬

إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬وصية‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬الوصية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الثلث،‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وفقًا‭ ‬للأحكام‭ ‬الشرعية‭ ‬دون‭ ‬تجاوز‭ ‬الأنصبة‭ ‬المحددة‭.‬

5‭. ‬قضايا‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الليبي

الميراث‭ ‬بين‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭: ‬يمنع‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬التوارث‭ ‬بين‭ ‬المسلم‭ ‬وغير‭ ‬المسلم،‭ ‬ويطبق‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬زواج‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬وغير‭ ‬مسلم‭.‬

الميراث‭ ‬بين‭ ‬الجنسيات‭ ‬المختلفة‭: ‬يطبق‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬أحكام‭ ‬الميراث‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المواطنين‭ ‬الليبيين‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬بينما‭ ‬قد‭ ‬يتم‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الزواج‭ ‬المختلط‭ ‬مع‭ ‬الأجانب‭ ‬حسب‭ ‬القوانين‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭.‬

6‭. ‬تنظيم‭ ‬التركة‭ ‬وتصفيتها

يُلزم‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬بضرورة‭ ‬توثيق‭ ‬التركة‭ ‬وتصفيتها‭ ‬بترتيب‭ ‬معين‭ ‬لضمان‭ ‬تسديد‭ ‬الديون،‭ ‬ثم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الوصايا،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬توزيع‭ ‬التركة‭ ‬على‭ ‬الورثة‭.‬

كما‭ ‬يشدد‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالإرث‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬نشوب‭ ‬خلافات‭ ‬بين‭ ‬الورثة‭.‬

7‭. ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الإرث

يجري‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الذكور‭ ‬والإناث‭ ‬في‭ ‬الإرث،‭ ‬لكن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬يُطبق‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬الأحكام‭ ‬الشرعية‭ ‬التقليدية‭ ‬ولا‭ ‬يقر‭ ‬مبدأ‭ ‬التساوي‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬التركة،‭ ‬بل‭ ‬يتم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقاعدة‭ “‬للذكر‭ ‬مثل‭ ‬حظ‭ ‬الأنثيين‭” ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭.‬

خاتمة

يلتزم‭ ‬القانون‭ ‬الليبي‭ ‬بأحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الإرث‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬القانونية‭ ‬والمدنية،‭ ‬وبهذا‭ ‬يضمن‭ ‬حفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الورثة‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬التعاليم‭ ‬الإسلامية‭ ‬والقواعد‭ ‬الفقهية‭  .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى