مرة أخرى يتجدَّد الخروج المخيب لآمال كل الليبيين؛ مرة أخرى يتذوق محبو كرة القدم الليبية مرارة الهزيمة، مرة أخرى نشاهد مَنْ كانوا خلفنا بمراحل هم اليوم في اقوى وافضل واجمل محفل أفريقي لكرة القدم.
من عام 1982 يوم وصل منتخبنا إلى النهائي الأفريقي، وعام 1986 يوم وصل منتخبنا إلى اللقاء الأخير من تصفيات افريقيا المؤهلة إلى كأس العالم عندما واجهنا المغرب إلى يومنا هذا والكرة الليبية تدور في حلقة مفرغة إذا استثنينا بطولة المحليين عام 2014 وهي بطولة لا تمثل أهمية كبيرة للافارقة والدليل هو انسحاب عديد الدول من المشاركة فيها آخرها انسحاب منتخبنا.
أجيالٌ وراء أجيال كانت تتمنى أن ترى منتخبنا يقارع كبار القارة في البطولات الافريقية إلا أن ذلك لم يحدث ولم نرَ إلا الاخفاق يعقبه الاخفاق والجميع وخاصة القنوات المرئية التى تفرد المساحات للحديث عن كرة القدم الليبية ونجومها، ومحترفي الكرة الليبية والدوري الممتاز للكرة الليبية واقطاب كرة القدم الليبية ما يجعل المشاهد يعتقد أن لدينا فرقًا وأندية ونجومًا ومنتخبات تقارع كبار القارة بفضل التحفيز الإعلامي إلا أن ذلك هو تضليل واضح لأن الحقيقة والواقع يقول إنّ الكرة الليبية تعيش محنة كبيرة، وإنّ لم يستيقظ كل مَنْ له علاقة بكرة القدم الليبية من أحلام اليقظة التى نعيشها جميعًا بأن لدينا كرة قدم ولدينا نجوم ولدينا أندية ولدينا منتخبات فأن أمر وجود منتخباتنا وأنديتنا في المحافل الافريقية والدولية سيتواصل لسنوات طويلة وعقود لان الكرة الليبية تحتاج إلى اعادة بناء شاملة وأول خطوة في تلك هي محو الاعتقاد بأن لدينا منتخبات والدليل ان كل منتجاتنا اخفقتْ في التأهل لامم افريقيا في الاسبوع الماضي كل الاندية الليبية غادرت البطولات الافريقية من الادوار التمهيدية اليوم.
نحن في حاجة للوقوف طويلا امام اخفاق متواصل لعقود طويلة والبحث عن الطريق الأصح والاصلح للعبور .. إما ان تبقى سياسة الهروب للامام من اخفاق إلى آخر فهو امر لن يحقق لكرة القدم الليبية إلا مزيدًا من التخلف.
الحل الآن حسب رأي المتواضع هو إما التوقف عن المشاركة في الاستحقاقات القادمة لفترة نعيد فيها بناء كرتنا المحلية بالصورة الصحيحة وفق معايير محددة تكون فيها الاستشارات العلمية من دول لها باع كبير وتجربة في مجال كرة القدم وإما المشاركة في بطولات الفئات السنية على مراحل ولا تكون بمثل ما نراها الآن تجميع منتخبات الفئات السنية للمشاركات فقط.