مدينٌ للأخطاء
التي ارتكبتها صغيرا
ها أنا اليوم
أتعكّزُ على
ألوانها الزاهية
في رتابة
هذا الزمن الرمادي ..
لفراغ العقل
من سطوة النواهي
وتحرره من زيف
القواعد الجامدة ..
مدين لرحى أمي
وهي تتلو كل ليلة
على مسامعي
ما تيسر من آيات التمرد
على سلطة العسف
لصوتها العذب
وهو يزرع
براعم الموسيقى
في حقول ذاكرتي ..
لوالدي الذي حصنني
من مغبة الامتثال
و أطلق سراح خطاي
في ضحى الخيارات ..
مدين لهذا التوجس
الذي لا يبقيني
على حال ..
للحروف التي
باحت لي بمعانيها
بعيدا عن سلطة المعاجم
وللمعاني التي تحررّتُ
من بيوتها الواهنة ..
مدين لهذا الغرور
الذي يسكنني
فأتكور على ذاتي
مكتفيا بالذي أكون ..
أمدُ أفرعَ الروح
صوب منابع الضوء
واتجسد وحيدا
لا ظل لي ..