
إضافة إلى مكتبة التراث الشفاهي الليبي، صدر مؤخرًا كتاب )الأمثال الطرابلسية( بغلاف جميل للوحة )مدينة التسامح( المهداة من الفنان «بشير حمودة»لهذا المنجز وثقتْ فيه الكاتبتان «أسماء، ونزيهة الاسطى» أكثر من أربعة آلاف مثلٍ من المتداول على ألسنة النَّاس في المدينة، التي يتوافد إليها الجميع من كل مكان، محملين بتجاربهم، وصياغاتهم لأقوال مأثورة، وأمثال شعبية تغدو بمثابة الحكمة، فيستشهد بها في المواقف المشابهة، أو بها يختتم النقاش حول أمر ما، فإذا ما لاقت القبول، شاعتْ بين الأهالي، وذاعتْ.
للمدينة خصوصيتها؛ كما للبادية، والصحراء، والجبل، حيث تحضر التضاريس، والجغرافيا، والكائنات وتسميات الاماكن والمقتنيات، تأخذ طرابلس خصوصيتها كمدينة تعيش على البحر ومنه تستمد وجودها بوصفه مصدر الخير والمخاوف أيضًا، لذلك اختير العنوان ليؤكد عن تأثير المكان بما ينعكس في أمثالها.
الأمثال عابرة للتاريخ والبلدان، حيث تستعرض المقدمة هذا التراث، وتشابهه مع غيره من الدول المجاورة، وعن اللهجة واختلافها، والتنوع الثقافي للمكونات المحلية من )أمازيغ، وطوارق، وتبو(، ولا تغفل الطائفة اليهودية كمكون عاش ضمن النسيج البشري في المدينة.
العناية التي أولاها هذا المؤلف الجهود الاستشراق في ليبيا مهمة جدًا، حيث يركز على توثيق عديد المصادر من مؤلفاتهن حول اللهجة، والأمثال الطرابلسية، إلى جانب العادات والتقاليد، والأعياد وغيره.
الكتابُ يعد إضافة إلى رصيد المكتبة الليبية، فهو قد استعرض كل الجهود السابقة تسهيلاً للباحثين في هذا المجال، وتوثيقًا لها مع مستخلص في سطور.
سيقام حفل توقيع للكتاب يوم الثلاثاء 24 الجاري في القبة الفلكية بطريق الشط عند الساعة 5 علمًا بأن عائد مبيعات الكتاب متبرع بها لصالح جمعية )رعاية الأسرة ومنظمة حياة لدعم مرضى الأورام(.