ثقافة

الفقراء

معمر الأمين الزائدي

الفقراء‭ …‬

دونما‭ ‬جدوى‭ ‬

لا‭ ‬بريق‭ ‬لصوتهم

يحجبون‭ ‬الشمس‭ ‬بأكفهم

ويمضغون‭ ‬التعب

تجاعيدهم‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬الأساطير

شعت‭ ‬الهامة‭ ‬غبر‭ ‬النظرات

يغزو‭ ‬الهم‭ ‬لحاهم‭ ‬

ويينع‭ ‬فيها‭ ‬الشيب

لا‭ ‬يتميزون‭ ‬بشيء‭ ‬مهم

ولا‭ ‬يثيرون‭ ‬الإعجاب‭ ‬غالبا‭ ‬

لايتأنقون‭ ‬

لايلبسون‭ ‬البدل‭ ‬الفاخرة‭ ‬

لا‭ ‬عطر‭ ‬فرنسي‭ ‬يغش‭ ‬الحضور،

ملوثون‭ ‬دائما‭ ‬بأحلامهم‭ ‬

يعيشون‭ ‬الفوضى‭ ‬

بقهقهات‭ ‬مذهلة

منتبهون‭ ‬للتفاصيل‭ ‬

وأسعار‭ ‬الخبز‭ ‬والخضروات

عابسين‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الشمس

سعداء‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬

طموحاتهم‭ ‬لاتحد‭ ‬كأنها‭ ‬المستحيل

مسكونون‭ ‬بالدهشة

يصنعون‭ ‬ايامهم‭ ‬من‭ ‬طمى

الضحكات‭ ‬والثرثرة‭ ‬

ويلونون‭ ‬الليل‭ ‬بالامنيات

يزفرون‭ ‬احلامهم‭ ‬

في‭ ‬وجه‭ ‬الابدية‮ ‬‭ ‬

ويفترشون‭ ‬الأرق‭ ‬

لايهمهم‭ ‬الماستر‭ ‬كارد‭ ‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬نزهة‭ ‬في‭ ‬البراري

صحبة‭ ‬الأصدقاء

أرباب‭ ‬التجاعيد

وسادة‭ ‬الشاي‭ ‬الثقيل

طهاة‭ ‬المكرونة‭ ‬على‭ ‬حطب‭ ‬

من‭ ‬بلاد‭ ‬الاهازيج‭ ‬

يركلون‭ ‬الهم‭ ‬بورق‭ ‬اللعب‭ ‬

وربما‭ ‬بنوبة‭ ‬من‭ ‬الزكرة‭ ‬

وأيقاع‭ ‬الحضرة‭ ‬

ليناموا‭ ‬كأطفال‭ ‬دونما‭ ‬خوف

وفي‭ ‬الصباح‭ ‬

ينتشرون‭ ‬كالضوء‭ ‬في‭ ‬البلاد

يجذبون‭ ‬ارزاقهم‭ ‬بالصياح‭ ‬والقهقهة‭ ‬

عبثيون‭ ‬بشكل‭ ‬ما‭ ‬

ورائعون‭ ‬في‭ ‬المساءات‭ ‬

حين‭ ‬يحدثون‭ ‬أطفالهم‭ ‬

عن‭ ‬معان‭ ‬يعانون‭ ‬لأجلها‭ ‬

أثرياء‭ ‬بأنوفهم‭ ‬

لايتسولون‭ ‬الحياة‭ ‬إذ‭ ‬يصنعونها‭ ‬

الفقراء‭ ‬المتمترسين‭ ‬في‭ ‬الضنك‭ ‬

ليسوا‭ ‬ذوي‭ ‬قيمة‭ ‬

في‭ ‬بلاد‭ ‬تخلع‭ ‬ثوبها‭ ‬للمارة‭ ‬

وتراود‭ ‬اللصوص‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬

تأكل‭ ‬لحمها‮ ‬‭ ‬كالزومبي

وتقض‭ ‬مضجعهم‭ ‬بصراخها‭ ‬

في‭ ‬الليل‭ ‬

الفقراء‭ ‬باعة‭ ‬التفاصيل‭ ..‬

العاطلين‭ ‬غالبا‭ ‬

العاملين‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬

مجاذيب‭ ‬المعرفة‭ ‬

وألوان‭ ‬التاريخ‭ ‬

أعداء‭ ‬الرماديون‭ ..‬

المطمئنون‭ ‬دائما‭ ‬

الصابرون‭ ..‬

الى‭ ‬آخره‭ …‬

يقرعون‭ ‬الآن‭ ‬باب‭ ‬الحقيقة‭ ‬

ويشربون‭ ‬الغصة‭ ‬

بتقبل‭ ‬أليم‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى