
ثمة فارق كبير جداً بين ملفات فساد وقضايا الدول والمجتمعات ..
الرفق بالحيوان مثلاً قضية كبيرة وملف ساخن عند أغلب المجتمعات الأوروبية ..
القطط والكلاب لها حقوق وقوانين تحميها من العنف وتؤمن وجودها ومتطلباتها من علاج وسلع حيوانية لها صاحيات السلعة وأيضاً صلاحية التصنيع ..
ربما يكون هذه الامور بمثابة سخرية لدينا خاصة وأننا نعاني أصلاً من جودة وصلاحية منتجات البشر التي تسببت فيد كثير من الاحيان بتسميات وكوارث صحية ..
الفساد في ليبيا تحديداً يقاس بأحجامه المهولة التي فاقت حد الوصف في حين أنه في دول ومجتمعات أخرى وحتى عربية يقاس بمدي وجوده وفي جوانب ضيقة ولا يمكن أن يكون قطاع الصحة جزء منها الفساد لدينا ظاهرة منتشرة في كافة القطاعات ولا يكاد يكون هناك قطاع مهما بلغ من الانسانية أن ينأي بنفسه عن هذه الظاهر الخبرة ..
الاجساد المنهكة لدينا والتي تعاني من وباء العصر وهي الاورام تم استغلالها أيضاً لتكون مادة ساخنة من مواد ملف الفساد مريض الاورام يحتاج لاستقرار حالته النفسية كي تنعكس على حالته الصحية وهو جزء مهم من العلاج لكن ما يحدث لمرضانا هو إضعافاً للحالة النفسية بسبب الغش في عينات الدواء والاتجار بالأمصال والجرعات وأدوية الاورام بشكل عام ..
لم تبالي زمرة الفساد في ليبيا بأي جانب إنساني ولم تهتم بأي واعز ديني او كرنكاطي يحرك فيها خلايا البشر التي ربما كانت نائمة بداخلهم كي يمنحوا لمرضي الاورام جانباً مهما من الاستقرار النفسي الذي يساهم في منحهم إمكانية العلاج المتكامل.
لقد تم الاتجار بأدوية الاورام بشل لا يصدقه العقل كما تم التعامل مع البشر بمستويات أٍل بكثير مما تتعامل به المجتمعات الخارجة عن ملتنا مع القطط والكلاب وكافة الحيوانات .
نعم الحيوانات لها حقوق وضمانات للعيش مع البشر مع كفالة سوء المعاملة لو وجدت من الدولة..
أما نحن لم نتمكن ان نتعايش مع عنف الفساد الذي جعلنا نطالب باقامة محمية للبشر من عبث التجار والمرابين حتى في ادوية الاورام نحن نحتاج أن نكون بشراً كما قطط وكلاب المجتمعات لفاجعة .
كونوا بخير