في لحظة فرح. تحوّل صوت الضحك إلى صراخ، والموج الهادئ إلى فاجعة. رغم النداءات والتحذيرات، والإشارات الحمراء، لا تزال أرواح الأطفال والشباب تُزهق بين أمواج البحر، لتتحوّل الشواطئ من مساحات حياة، إلى مقابر مفتوحة على حزنٍ لا يجف.
في أقل من أسبوع سُجلت عدة حالات غرق لأطفال وشباب في مقتبل العمر. جميعهم خرجوا للسباحة رغم التحذيرات الواضحة من جهات الدفاع المدني، والأرصاد، والتي شددت مرارًا على خطورة التيارات البحرية، وتقلّبات الطقس، وعدم السباحة في المناطق غير الآمنة. لكن غياب الوعي الأسري، والاستهتار بالتنبيهات، كان أقوى من صوت التحذير.
أحد رجال الإنقاذ يروي بحرقة: نصل متأخرين دائمًا… لحظة واحدة من الغفلة، تنهي حياة إنسان. نحذر ونكرر، لكن البعض يعد البحر مجرد نزهة، وينسى أنه قاتل صامت.
أسماء تحوّلت إلى صور على مواقع التواصل، وقصص موجعة في مجالس العزاء.
خرجوا للبحر في يوم صيفي، وعادوا جثثًا هامدة، تاركين وراءهم أمهات مكسورات، وآباء لا يجف دمعهم.
أكبر مشكلة نواجهها هي أن بعض الأسر تترك أبناءها دون رقابة حقيقية، وتستهين بعوامل الخطر. البحر ليس حديقة، والموج لا يرحم من لا يعرفه.
في كل موجة، هناك قصة تنتظر أن تُروى، أو تُدفن.
وفي كل غريق، هناك لحظة كان من الممكن أن تُنقَذ، لو فقط سمعنا التحذير.
لا تجعلوا من البحر ساحة لحزن جديد، افهموا خطره، احترموا طبيعته، وأنقذوا ما تبقى من صيفٍ لا نريده أن يتحوَّل إلى موسم جنائز.