في مشهد فني يبعث على البهجة والتفاؤل، تستعد مدينتا درنة وطرابلس لتكون قبلة للمواهب المسرحية؛ حيث أُعلن عن انطلاق دورتين تدريبيتين مكثفتين في فن التمثيل، ستسهمان في إثراء المشهد الثقافي والفني المحلي، وتصقّلان المواهب الشابة.
الأولى برعاية المسرح الوطني بدرنة وبالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، والأخرى تُقدمها فرقة «ستارة للمسرح والفنون» في موسمها الرابع، مؤكدةً بذلك عودة الروح للحراك المسرحي…
المسرح الوطني بدرنة والهيئة العربية للمسرح: دعوة للعودة للشغف
يعلن المسرح الوطني بدرنة عن فتح أبوابه لاستقبال عشاق المسرح في دورة تدريبية استثنائية تُقام بالتعاون الوثيق مع الهيئة العربية للمسرح. ستنبض قاعات المسرح بالحياة بدءًا من الأول من أغسطس وحتى نهاية شهر سبتمبر 2025، حيث تُقدم ورش عمل وتدريبات مكثفة )بناء العرض المسرحي من الفكرة حتى العرض( وذلك على فترتين، صباحية ومسائية، لتوفير تجربة غنية وشاملة في فنون المسرح.
هذه الدورة ليستْ مجرد تدريب، بل هي رحلة اكتشاف وتعبير، تُعلي من قيمة الممثل وتُعمّق فهمه لكل تفاصيل العمل المسرحي.
فعلى كل فنان، وكل روح تواقة للوقوف تحت الأضواء، أو لنسج القصص من وراء الكواليس، أن يُسارع بالتواصل مع إدارة المسرح الوطني بدرنة التي بدورها تُرحب بكل الفنانين، لا سيما من درنة ومدنها ومناطقها المجاورة…
هذه المبادرة، التي تُشرف عليها الهيئة العربية للمسرح العربي ويقدمها كل من الفنان هارون الكيلاني/مؤلف، وممثل ومخرج ومدرب من الجزائر.
والفنان غنام غنام/ فنان أردني مدير التدريب والتأهيل والمسرح المدرسي بالهيئة العربية للمسرح ممثل ومخرج ومؤلف مسرحي.
هذه الدورة بمثابة نقطة ضوء جديدة في سماء المشهد الثقافي الليبي، تُبرهن على أن الفن قادر على النهوض من ركام الركود وبث الأمل، وأن المسرح سيبقى دائمًا مرآة للروح ونافذة على عوالم الإبداع..
في طرابلس فرقة ستارة للمسرح والفنون: الموسم الرابع لـ إعداد ممثل
في دفعة قوية أخرى للمشهد المسرحي، أعلنتْ فرقة «ستارة» للمسرح والفنون في طرابلس بفخر عن انطلاق الموسم الرابع لدورتها المتخصّصة في )إعداد ممثل(، وهو برنامج تدريبي مكثف مصمّم لتطوير وصقل مهارات الممثلين وتأهيلهم ببراعة للأداء المتميز على خشبة المسرح والشاشة.
تأتي هذه الدورة استكمالًا لسلسلة نجاحات بدأتْ في عام 2014، مرورًا بدورات 2017 و2020، لتُقدم هذا العام نسخة مُحسّنة ومُثرية في 2025.
تهدف الدورة إلى بناء ممثل متكامل عبر تطوير مهارات التمثيل الأساسية، وتحسين القدرة على تحليل النصوص المسرحية، وتعزيز القدرة على التفاعل مع الممثلين الآخرين، وتطوير القدرة على إدارة العواطف والمشاعر أثناء الأداء. صُممت محاور الدورة لتغطي جوانب متعدّدة من فن التمثيل، مع التركيز على الجانب العملي: تقنيات التمثيل «ستانيسلافسكي، الميتود»، تحليل النصوص المسرحية، تطوير الشخصيات، التمارين العملية، والعروض المسرحية التي تتوج التدريب. تمتد الدورة لمدة شهر كامل، مُقسمة بين الجانبين النظري والعملي.
تستهدف الدورة المبتدئين الذين لديهم شغف بالتمثيل، والمحترفين الذين يسعون إلى صقل مهاراتهم وتطويرها. وتستضيف كوكبة من الأسماء في عالم المسرح والفنون لتقديم خلاصة خبراتهم، منهم المحاضرون الأساسيون: الأساتذة إبراهيم عون، علي سعيد، عبد الله الأزهري، منيرة الغرياني، وخالد القماطي. بالإضافة إلى ضيوف الشرف البارزين مثل المخرجين عبد الله الزروق، محمد بلعم، عادل الحاسي، ومحمد المسماري، والفنانين حسن قرفال، وهدى عبد اللطيف، والصحفيين علي خويلد، وفوزي المصباحي.
لا تقتصر الدورة على التدريب فحسب، بل تمتد لتفتح آفاقًا مهنية واعدة للمتخرجين، حيث ستُنتج الفرقة مشروع تخرج مسرحي، ويحصل كل متدرب على شهادة تدريب معتمدة، وبطاقة عضوية كممثل. الأهم من ذلك، تم الاتفاق مع مجموعة من شركات الإنتاج والمخرجين المستقلين لدعوة المتدربين المتميزين للمشاركة في أعمال مسرحية ومرئية، مما يمهد لهم طريق الاحتراف.
هذه الدورات التدريبية المتزامنة في درنة وطرابلس دليل على العزيمة والإصرار على إحياء المسرح، وتُقديم فرص ذهبية لكل من يطمح إلى احتراف فن التمثيل والمساهمة في نهضته.
