كامرأةٍ تعرضتْ لصدماتٍ نفسية مثل كل النساءِ في مجتمعاتنا العربية أدركتُ أنّ الحبَّ لا يقاسُ بما يقالُ .. بل بما لا نُضطر لتفسيره.
تعلمتُ أن بعض الوجوه تتقن دور المنقذ .. لكنها لا تجيد سوى إشعال الحرائق داخلك .. ثم الوقوف مشفقين على رمادك .
الشخصية السامة لا تأتيك كعدو .. بل كظلٍ يشبهك ..
تلبس ثوب الحنان .. وتصوغ كلماتها من احتياجك العاطفي .
ثم تمضي تنهشكَ باسم القرب، وباسم “أنا أعرف مصلحتك”.
كنتُ أظن أن الإنصات حب .. وأن الصبر تضحية ..
لكنَّني اليومَ أعرفُ أن التجاهلَ المغلف باللطف .. إساءة.
وأن أي علاقة تلغيك لتستمر .. ليستْ علاقة .. بل استنزافٌ عاطفي مقنع.
أنا الآن أُصغي لحدسي .. أراقب الحدود النفسية كما أراقب نبضي .
وأعلم أن السلام ليس في حضن يُطفئ خوفي ..
بل في حضن لا يخيفني أصلاً .