على الطريق

حدود نفسية

غزلة ترف

كامرأةٍ‭ ‬تعرضتْ‭ ‬لصدماتٍ‭ ‬نفسية‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬النساءِ‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬أدركتُ‭ ‬أنّ‭ ‬الحبَّ‭ ‬لا‭ ‬يقاسُ‭ ‬بما‭ ‬يقالُ‭ .. ‬بل‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬نُضطر‭ ‬لتفسيره‭. ‬

تعلمتُ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الوجوه‭ ‬تتقن‭ ‬دور‭ ‬المنقذ‭ .. ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تجيد‭ ‬سوى‭ ‬إشعال‭ ‬الحرائق‭ ‬داخلك‭ .. ‬ثم‭ ‬الوقوف‭ ‬مشفقين‭ ‬على‭ ‬رمادك‭ . ‬

الشخصية‭ ‬السامة‭ ‬لا‭ ‬تأتيك‭ ‬كعدو‭ .. ‬بل‭ ‬كظلٍ‭ ‬يشبهك‭ ..‬

تلبس‭ ‬ثوب‭ ‬الحنان‭ .. ‬وتصوغ‭ ‬كلماتها‭ ‬من‭ ‬احتياجك‭ ‬العاطفي‭ .‬

ثم‭ ‬تمضي‭ ‬تنهشكَ‭ ‬باسم‭ ‬القرب،‭ ‬وباسم‭ “‬أنا‭ ‬أعرف‭ ‬مصلحتك‭”. ‬

كنتُ‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬الإنصات‭ ‬حب‭ .. ‬وأن‭ ‬الصبر‭ ‬تضحية‭ ..‬

لكنَّني‭ ‬اليومَ‭ ‬أعرفُ‭ ‬أن‭ ‬التجاهلَ‭ ‬المغلف‭ ‬باللطف‭ .. ‬إساءة‭.‬

وأن‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬تلغيك‭ ‬لتستمر‭ .. ‬ليستْ‭ ‬علاقة‭ .. ‬بل‭ ‬استنزافٌ‭ ‬عاطفي‭ ‬مقنع‭. ‬

أنا‭ ‬الآن‭ ‬أُصغي‭ ‬لحدسي‭ .. ‬أراقب‭ ‬الحدود‭ ‬النفسية‭ ‬كما‭ ‬أراقب‭ ‬نبضي‭ .‬

وأعلم‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬يُطفئ‭ ‬خوفي‭ ..‬

بل‭ ‬في‭ ‬حضن‭ ‬لا‭ ‬يخيفني‭ ‬أصلاً‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى