أعتقد أننا بحاجة ماسة لإعادة النظر في منظومتنا الأخلاقية ومعرفة ما إذا كانت حقًا الطريق المعبد، والسليم الذي يجب أن نسلكه في أمن وإحترام لأنفسنا ولبلادنا كما للقيم التي نحتوي عليها ونسعى من أجلها ونحملها كأمانات لأبنائنا والأجيال القادمة .
نحتاج فعلاً لمعرفة الضرورة من كل تلك القيم والأخلاق وجدوى إتصافنا بها ومعناها وما الذي تحققه لنا؟، ولماذا لا نتخلى عنها ونستبدلها بعبث غير محدد الملامح؟، على أن نقرر ذلك بوعي ومعرفة .. علينا أن نتساءل عن جدواها وما الذي سيحدث لنا بدونها ماهو المخيف في الأمر .. عادي هي مجرد أخلاق وصفات نتصف بها لنتحصل على المديح ونلمع في أذهان الآخرين .. لاغير ..فلنركلها ولنضرب بقيودها عرض الحائط ماذا يعنى أن نكون صادقين
وماذا يعني أيضاً أن نكون كذابين ..
سيان .. الأمر ليس سوى صفة وكلام لايغني ولايسمن من جوع لايؤثر ..مامعنى أن يقال عنك أمين أو لص أو خائن أو عميل أو مبارك أو شيخ أو برميل عهر مامعنى كل ذلك ..
ونحن نعيش التخلي الحقيقي والحياة المواربة .. بالعكس أعتقد أننا سنكون شجعان وواقفين منتصبي القامة لانخشى من وصف أحد لنا بما لانحب أو نكره ..نحن مقيدون بالاخرين فلماذا لانتحرر من الزيف . وليكن الكذاب كذاباً وهو سعيد بذلك وفخور به أيضاً مع إبتسامة الفخر العتيد .. وليكن اللص لصاً ونسمي الأمور بمسمياتها ونرمي في مزبلة التاريخ مصطلح (عيب) و حرام ومايصيرش منه .. خصوصاً ونحن نستخدم في هذه المنظومة لا كدينامو محرك وأنا أعلى ضمير عقيدة سلوك فكر .. بل كما تستخدم الغانية المكياج الصارخ وليس المكياج الخفيف وإن كان كله مكياج يخفى العيوب ولايصلحها ولايتعامل معها بوعي وتقبل .. نحن نضيع حياتنا في مكب الآخرين ولانحياها لنا بل لكسب الاخرين وارضائهم والظهور بالمظهر الذي يحبونه لا الذي نحبه ونكونه .. نحن نموت ونحيا في حالة بائسة من التشظي والعبث بإراداتنا غير مؤمنين بأنفسنا ولابجدوى أن نكون حقيقيين صادقين سواء أكنا لصوصاً أو أمناءنحن نعيش في حالة من الوهم وسنصل لمعرفة ذلك بعد فوات الأوان .. أنا هنا لاأدعو لنبذ الأخلاق ولا لتبنيها بل أتطلع لحياة حقيقية أرى نفسى في مراياها كما أعرف نفسي لا كما يظن الآخرون .
وهنا دعوة واضحة للصدق والحقيقة . قف أمام مرآتك وأنظر ماذا ترى ؟
هل تحترم ماتراه أم أن تسخر من نفسك ؟
هنا قيمة ستبدو ومعان ستترجم وأهداف ستتضح أو أتون يومي سيسحق ذاتك ويرسلك الى الجحيم..نحتاج فعلا للتحقق ماإذا كنا نحتوي حقاً على أخلاق وقيم عالية المعاني والا فإننا سنفقد المعنى الحقيقي لوجودنا والشغف اللازم لإيقاعاتنا والمغزي من هذا المجتمع.. لماذا نحن هنا ؟
ومالذي نفعله في هذي الأرض ..سؤال الأخلاق بالرغم من قدمه لكنه يفرض نفسه مجددا وبقوة ..وعلينا ماإذا كنا مهتمين بكليات الأمور وجزئياتها بأنفسنا ببلادنا بأولادنا أن نجيب عليه بكل شجاعة .. هل نحن حقاً مجتمع بأخلاق .؟ وإن كنا كذلك هل نحن نؤمن في أرواحنا بها ؟ وبجدواها وأهميتها في صقل الشخصية الوطنية التي تجابه العالم ..ولنكن صادقين ..
لا … وبإمكان أي أحد أن يفسر مايحدث في بلادنا وفق أي منهج اخلاقي حتى في أخلاق الغاب ..نحن نعيش في بلاد اللي قاعد في فم الدار ..( يكذب ) على اللي قعرها .!!