رأي

معمر الزايدي

أعتقد‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬منظومتنا‭ ‬الأخلاقية‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬حقًا‭ ‬الطريق‭ ‬المعبد،‭ ‬والسليم‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نسلكه‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وإحترام‭ ‬لأنفسنا‭ ‬ولبلادنا‭ ‬كما‭ ‬للقيم‭ ‬التي‭ ‬نحتوي‭ ‬عليها‭ ‬ونسعى‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬ونحملها‭ ‬كأمانات‭ ‬لأبنائنا‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة‭ . ‬

نحتاج‭ ‬فعلاً‭ ‬لمعرفة‭ ‬الضرورة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬وجدوى‭ ‬إتصافنا‭ ‬بها‭ ‬ومعناها‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬لنا؟،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬نتخلى‭ ‬عنها‭ ‬ونستبدلها‭ ‬بعبث‭ ‬غير‭ ‬محدد‭ ‬الملامح؟،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نقرر‭ ‬ذلك‭ ‬بوعي‭ ‬ومعرفة‭ .. ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬عن‭ ‬جدواها‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬سيحدث‭ ‬لنا‭ ‬بدونها‭ ‬ماهو‭ ‬المخيف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ .. ‬عادي‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬أخلاق‭ ‬وصفات‭ ‬نتصف‭ ‬بها‭ ‬لنتحصل‭ ‬على‭ ‬المديح‭ ‬ونلمع‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الآخرين‭ .. ‬لاغير‭ ..‬فلنركلها‭ ‬ولنضرب‭ ‬بقيودها‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬ماذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬صادقين‭ ‬

وماذا‭ ‬يعني‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬كذابين‭ ..‬

سيان‭ .. ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬صفة‭ ‬وكلام‭ ‬لايغني‭ ‬ولايسمن‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬لايؤثر‭ ..‬مامعنى‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عنك‭ ‬أمين‭ ‬أو‭ ‬لص‭ ‬أو‭ ‬خائن‭ ‬أو‭ ‬عميل‭ ‬أو‭ ‬مبارك‭ ‬أو‭ ‬شيخ‭ ‬أو‭ ‬برميل‭ ‬عهر‭ ‬مامعنى‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ..‬

ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬التخلي‭ ‬الحقيقي‭ ‬والحياة‭ ‬المواربة‭ .. ‬بالعكس‭ ‬أعتقد‭ ‬أننا‭ ‬سنكون‭ ‬شجعان‭ ‬وواقفين‭ ‬منتصبي‭ ‬القامة‭ ‬لانخشى‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬أحد‭ ‬لنا‭ ‬بما‭ ‬لانحب‭ ‬أو‭ ‬نكره‭ ..‬نحن‭ ‬مقيدون‭ ‬بالاخرين‭ ‬فلماذا‭ ‬لانتحرر‭ ‬من‭ ‬الزيف‭ . ‬وليكن‭ ‬الكذاب‭ ‬كذاباً‭ ‬وهو‭ ‬سعيد‭ ‬بذلك‭ ‬وفخور‭ ‬به‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬إبتسامة‭ ‬الفخر‭ ‬العتيد‭ .. ‬وليكن‭ ‬اللص‭ ‬لصاً‭ ‬ونسمي‭ ‬الأمور‭ ‬بمسمياتها‭ ‬ونرمي‭ ‬في‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ‭ ‬مصطلح‭ (‬عيب‭) ‬و‭ ‬حرام‭ ‬ومايصيرش‭ ‬منه‭ .. ‬خصوصاً‭ ‬ونحن‭ ‬نستخدم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬لا‭ ‬كدينامو‭ ‬محرك‭ ‬وأنا‭ ‬أعلى‭ ‬ضمير‭ ‬عقيدة‭ ‬سلوك‭ ‬فكر‭ .. ‬بل‭ ‬كما‭ ‬تستخدم‭ ‬الغانية‭ ‬المكياج‭ ‬الصارخ‭ ‬وليس‭ ‬المكياج‭ ‬الخفيف‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬كله‭ ‬مكياج‭ ‬يخفى‭ ‬العيوب‭ ‬ولايصلحها‭ ‬ولايتعامل‭ ‬معها‭ ‬بوعي‭ ‬وتقبل‭ .. ‬نحن‭ ‬نضيع‭ ‬حياتنا‭ ‬في‭ ‬مكب‭ ‬الآخرين‭ ‬ولانحياها‭ ‬لنا‭ ‬بل‭ ‬لكسب‭ ‬الاخرين‭ ‬وارضائهم‭ ‬والظهور‭ ‬بالمظهر‭ ‬الذي‭ ‬يحبونه‭ ‬لا‭ ‬الذي‭ ‬نحبه‭ ‬ونكونه‭ .. ‬نحن‭ ‬نموت‭ ‬ونحيا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بائسة‭ ‬من‭ ‬التشظي‭ ‬والعبث‭ ‬بإراداتنا‭ ‬غير‭ ‬مؤمنين‭ ‬بأنفسنا‭ ‬ولابجدوى‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬حقيقيين‭ ‬صادقين‭ ‬سواء‭ ‬أكنا‭ ‬لصوصاً‭ ‬أو‭ ‬أمناءنحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الوهم‭ ‬وسنصل‭ ‬لمعرفة‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ .. ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬لاأدعو‭ ‬لنبذ‭ ‬الأخلاق‭ ‬ولا‭ ‬لتبنيها‭ ‬بل‭ ‬أتطلع‭ ‬لحياة‭ ‬حقيقية‭ ‬أرى‭ ‬نفسى‭ ‬في‭ ‬مراياها‭ ‬كما‭ ‬أعرف‭ ‬نفسي‭ ‬لا‭ ‬كما‭ ‬يظن‭ ‬الآخرون‭ .‬

وهنا‭ ‬دعوة‭ ‬واضحة‭ ‬للصدق‭ ‬والحقيقة‭ . ‬قف‭ ‬أمام‭ ‬مرآتك‭ ‬وأنظر‭ ‬ماذا‭ ‬ترى‭ ‬؟

هل‭ ‬تحترم‭ ‬ماتراه‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬تسخر‭ ‬من‭ ‬نفسك‭ ‬؟‭ ‬

هنا‭ ‬قيمة‭ ‬ستبدو‮ ‬‭ ‬ومعان‭ ‬ستترجم‭ ‬وأهداف‭ ‬ستتضح‭ ‬أو‭ ‬أتون‭ ‬يومي‭ ‬سيسحق‭ ‬ذاتك‭ ‬ويرسلك‭ ‬الى‭ ‬الجحيم‭..‬نحتاج‭ ‬فعلا‭ ‬للتحقق‭ ‬ماإذا‭ ‬كنا‭ ‬نحتوي‭ ‬حقاً‭ ‬على‭ ‬أخلاق‭ ‬وقيم‭ ‬عالية‭ ‬المعاني‭ ‬والا‭ ‬فإننا‭ ‬سنفقد‭ ‬المعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬لوجودنا‭ ‬والشغف‭ ‬اللازم‭ ‬لإيقاعاتنا‭ ‬والمغزي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭.. ‬لماذا‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬؟‭ ‬

ومالذي‭ ‬نفعله‭ ‬في‭ ‬هذي‭ ‬الأرض‭ ..‬سؤال‭ ‬الأخلاق‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قدمه‭ ‬لكنه‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬مجددا‭ ‬وبقوة‭ ..‬وعلينا‭ ‬ماإذا‭ ‬كنا‭ ‬مهتمين‭ ‬بكليات‭ ‬الأمور‭ ‬وجزئياتها‭ ‬بأنفسنا‭ ‬ببلادنا‭ ‬بأولادنا‭ ‬أن‭ ‬نجيب‭ ‬عليه‭ ‬بكل‭ ‬شجاعة‭ .. ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬حقاً‭ ‬مجتمع‭ ‬بأخلاق‭ .‬؟‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬كذلك‭ ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬نؤمن‭ ‬في‭ ‬أرواحنا‭ ‬بها‭ ‬؟‭ ‬وبجدواها‭ ‬وأهميتها‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬الشخصية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تجابه‭ ‬العالم‭ ..‬ولنكن‭ ‬صادقين‭ .. ‬

لا‭ … ‬وبإمكان‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬مايحدث‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وفق‭ ‬أي‭ ‬منهج‭ ‬اخلاقي‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أخلاق‭ ‬الغاب‭ ..‬نحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬اللي‭ ‬قاعد‭ ‬في‭ ‬فم‭ ‬الدار‭ ..( ‬يكذب‭ ) ‬على‭ ‬اللي‭ ‬قعرها‭ .!!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى