
كتبت / هند التواتي
في قلب الفضاءات الشاهدة على حكايات الزمن تقارب الآن تحفة فنية تشكيلية تخطف الأبصار وتلامس الوجدان من الإعلان عن نفسها.
جدارية فسيفسائية عملاقة لإبداع مشترك ليبي تونسي، )بحر دار الفردوس( أيقونة جديدة في عالم التجريدية الانطباعية هذه اللوحة نسجتْ بأنامل الفنان الليبي عماد السنوسي، و الفنان التونسي غازي حسني خيوطها الملونة، ليستْ مجرد جدارية، بل هي قصة فنية تروى على مساحة تقارب 30 مترًا مربعًا، بمقاسات تبلغ 6.75 مترًا طولًا و4.5 مترًا عرضًا. و قد تطلبتْ هذه الجدارية الفنية ما يقارب 300 ألف قطعة من السيراميك، رُصتْ بعناية فائقة لتشكل لوحةً فنية نابضة بالحياة والمثير هنا أن هذا الإنجاز الضخم قد تم في زمن قياسي لم يتجاوز الثلاثة أشهر، مستغرقًا حوالي 1200 ساعة عمل ليُبرهن على شغف وتفاني فنانين تخطتْ رؤاهم الحدود.
تُعد هذه الجدارية، بحجمها الهائل وتقنيتها المعاصرة من الأعمال الفنية التي تندرج ضمن مصاف الجداريات العملاقة والفريدة من نوعها عالميًا ..ويعلق الفنان عماد السنوسي على هذا العمل الطموح بأمل كبير، متمنيًا أن تكون هذه الجدارية بداية لحركة فنية أوسع نطاقًا في ليبيا، تنشر فن الفسيفساء المعاصر وتزين به جدران المدن، لتكون مرآةً تعكس الروح الفنية للبلاد.
وفي سياق آخر يستعد الفنان عماد السنوسي لحمل فنه إلى الأردن للمشاركة في الملتقى العاشر للفن والجمال في أغسطس الحالي،.
هذه المشاركة ليستّ الأولى له في هذا الملتقى فقد حلّق فنه في سموات ملتقيات ومعارض متعدَّدة في بلدان شتى، وبعد عودته من الأردن سوف يبدأ رحلة جديدة من التحضيرات لمعرض فني مشترك يجمع الإبداع الليبي والتونسي، من المقرَّر أن يقام في أكتوبر القادم ليحتضنه عبق التاريخ في المدينة القديمة بطرابلس ليختتم عامًا حافلًا بالإنجازات الفنية.