ثقافة

المشواشي‭ ‬مغادراً

‭ ‬سميرة‭ ‬البوزيدي

هو‭ ‬ظل‭ ‬فاجأه‭ ‬النداءُ‭ ‬

تركه‭ ‬معلقًا‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬الزقاق‭ ‬

وهي‭ ‬عاصفة‭ ‬هودجها‭ ‬الغبش‭ ‬

غناؤها‭ ‬خيط‭ ‬من‭ ‬الرمل‭ ‬

وسعال‭ .. ‬قديم‭ ‬

فاقتربي‭ ‬أيتها‭ ‬العاصفة

كانت‭ ‬فكرة‭ ‬الملحق‭ ‬أن‭ ‬نحتفي‭ ‬بالمبدعين‭ ‬وهم‭ ‬أحياءٌ،‭ ‬يقرؤون‭ ‬ما‭ ‬يُكتبُ‭ ‬عنهم،‭ ‬يقرؤون‭ ‬قبل‭ ‬المغيب‭ ‬الحبَ‭ ‬والاهتمامَ،‭ ‬لهذا‭ ‬تم‭ ‬تجهيز‭ ‬هذا‭ ‬الملحق‭ ‬لنحتفي‭ ‬بقامة‭ ‬تشكيلية‭ ‬كبيرة‭ ‬هو‭ ‬الأستاذ‭ ‬‮«‬علي‭ ‬العباني‮»‬،‭ ‬وليتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الملحق‭ ‬كاملًا،‭ ‬ثم‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬الخبرُ‭ ‬المحزن‭ ‬رحيل‭ ‬الشاعر‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬العجيلي‮»‬،‭ ‬لنقع‭ ‬في‭ ‬ربكة‭ ‬هل‭ ‬نؤجل‭ ‬العدد؟،‭ ‬هل‭ ‬يكفي‭ ‬الوقت‭ ‬لعمل‭ ‬شيء‭ ‬يليق‭ ‬بالشاعر‭ ‬الجميل؟،‭ ‬كترث‭ ‬الأسئلة،‭ ‬وتوالتْ‭ ‬المقترحات،‭ ‬فالفقد‭ ‬كبير‭ ‬وموجع،‭ ‬لم‭ ‬يجف‭ ‬تراب‭ ‬‮«‬نجيب‮»‬‭ ‬ليلحق‭ ‬به‭ ‬صديقه،‭ ‬كلنا‭ ‬نعرف‭ ‬العجيلي‭ ‬شاعراً‭ ‬مهمًا،‭ ‬وروحًا‭ ‬نقية‭ ‬وسامية،‭ ‬وأصابه‭ ‬ما‭ ‬يصيب‭ ‬الشعراء‭ ‬من‭ ‬كمد‭ ‬وحرقة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬أحوال‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬درنة‭ ‬مدينته‭ ‬المنكوبة،‭ ‬من‭ ‬رحيل‭ ‬الأحبة‭ ‬تباعًا،‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬إلا‭ ‬الإنزواء،‭ ‬إعتزل‭ ‬الظهور‭ ‬وتوقف‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر،‭ ‬اختفى‭ ‬تمامًا‭ ‬حتى‭ ‬كدنا‭ ‬ننساه‭ ‬وهو‭ ‬حيّ،‭ ‬وعندما‭ ‬رحل‭ ‬انتبهنا،‭ ‬كأنَّ‭ ‬الموتَ‭ ‬جرسٌ

كأنَّ‭ ‬الموتَ‭ ‬إشارةٌ‭.‬

وداعًا‭ ‬أيها‭ ‬المشواشي‭ ‬النبيل‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى