في ليبيا، نعيش مع الوعود أكثر مما نعيش مع الإنجاز. ومن بين تلك الوعود، منحة الطلبة الجامعيين التي أعلنت عنها الحكومة، وصُرفت لمرة واحدة فقط، ثم اختفت وكأنها لم تكن الحكاية بدأت بقرار حكومي واضح: دعم الطالب الجامعي بمبلغ سنوي يُعينه على المصاريف.
قرار جميل على الورق، لكن عند التنفيذ تحولت المنحة إلى بطاقات مصرفية منتهية الصلاحية لم يستفد منها أغلب الطلبة أذكر يومها فرحة بعض الطلاب وهم يلتقطون صورًا مع بطاقاتهم الجديدة، قبل أن يكتشفوا أن البطاقة بلا رصيد، أو أن تاريخها انتهى! أي عبث هذا الطلبة محبطون «استلمنا بطاقات فارغة»، «فرحتنا ما كملتش، المنحة طلعت وهم»، كلمات يرددها الطلبة و أولياء الأمور بدورهم لم يخفوا استياءهم «أولادنا محتاجون الدعم، لكن الدولة قدمت وعودًا فقط» .. يقول ولي امر المسؤولون يرمون الكرة في ملعب بعضهم: الحكومة تتحدث عن ظروف اقتصادية، المصارف عن صلاحية البطاقات، والتعليم عن بيانات لم تُطابق. لكن النتيجة واحدة: الطالب خسر المنحة، وخسر معها ثقته في أي وعود قادمة. المنحة لم تكن مجرد مبلغ مالي، بل كانت رمزًا لاهتمام الدولة بطلبتها. عندما تتبخر بهذا الشكل، تتحول إلى رسالة سلبية: «أنت وحدك أيها الطالب» اليوم، نحتاج إلى إجابة صريحة: هل المنحة قائمة ومستقبلها واضح، أم أنها كانت مجرد دعاية عابرة؟ الصراحة أهون من الخداع، والشفافية أفضل من بطاقة بلا رصيد