بائع السمك الوحيد الذي أعرفه، مات البارحه،
كان فقيرًا
مصاب بالسكري
بَترتْ «الغرغرينا» قدمه
وواجه العالم بكلية واحدة.
أشاهده الآن وهو يقف أمام البحر
يشم عبر النوافذ المغلقة
رائحة الأثداء الهزيلة التي تطفو فوق المياه الراكدة،
يقشر «الروبيان» الزهري،
يغسل نعاس المرأة التي تبحث عن وجه زوجها بين السمك الميت،
المرأة التي أعتقد أنها تشبه بحيرة جافة ممتلئة بريش طيور النعام،
قالتْ له في المرة الوحيدة التي قابلها فيها :
أنا دائمًا حزينة قليلًا، مثل البحر.
القلوب الرقيقة المحطمة تحب أن ترى انعكاس صورتها على سطح الماء،
كان يملك موهبة تأمل الموج وهو يتكسر على الشاطئ الصخري،
القلوب الرقيقة المحطمة تحب أن ترى انعكاس صورتها على سطح الماء،
آخر كلماته كانت:
أنا دائمًا حزين قليلاً، مثل البحر،
نصب صنارته فوق الجلد المتلألأ تحت الماء
وضع شمسه تحت الوسادة
واختفى في ضباب ابتسامة المرأة التي لن تتذكره أبدًا..
***********
اتأمل وجه الماء
الذي يصلح لأن يكون ظلكِ في الخريف
ظلكِ الذي صار يسرح كثيرًا
لدرجة أنه يسير أحيانًا وحيدًا
وينساكِ معلقة على السياج
كوردة في يومها الثالث ..
***********
حين تخرج المدرعات من ثكناتها
ويبدأ التكبير واطلاق القذائف
أرغب بشدة في تقبيلكِ
فمن غيرنا سيُغمض عيني الفزع
بعد أن ينتهي كل شيء.