رأي

بودكاست مؤتمر الإعلام العربي

محمد الرحومي

من‭ ‬ثقب‭ ‬الباب

هل‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬نصنع‭ ‬حدثًا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬أسبابه‭ ‬ونتائجه؟‭ .. ‬وهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المال‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وسمعته‭ ..‬؟‭.‬

دعونا‭ ‬نضع‭ ‬المؤتمر‭ ‬السنوي‭ ‬الأول‭ ‬للإعلام‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬ببنغازي‭ ‬ضمن‭ ‬إحدى‭ ‬حلقات‭ ‬‮«‬بودكاست‮»‬،‭ ‬ولنبدأ‭ ‬باحترافية‭ ‬التنظيم،‭ ‬وبقيمة‭ ‬الحدث،‭ ‬واستثماره‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الإعلام‭ ‬الليبي‭ .‬

أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مؤتمرٌ‭ ‬للإعلام‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬بنغازي،‭ ‬أو‭ ‬طرابلس‭ ‬أو‭ ‬سبها‭ .. ‬هذا‭ ‬شيء‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬محاطين‭ ‬باستحقاقات‭ ‬واحتياجات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ .. ‬

ولكن‭ ‬أن‭ ‬نشتري‭ ‬بهذا‭ ‬الحدث‭ ‬رصيدنا‭ ‬المالي‭ ‬دون‭ ‬رصيدنا‭ ‬الإعلامي‭ ‬فهذا‭ ‬شيء‭ ‬يدعو‭ ‬للأسف‭ .‬

نحن‭ ‬نمتلك‭ ‬المال‭ ‬السائب‭ ‬شيء‭ ‬واضح‭ ‬للجميع،‭ ‬ولكنّنا‭ ‬نمتلك‭ ‬الإعلامي‭ ‬الواعد‭ ‬والاحترافي‭ ‬أيضًا‭ ..‬

نمتلك‭ ‬قنوات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬وفنان‭ ‬له‭ ‬تاريخ‭ ‬ورصيد‭ ‬فوق‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وعلى‭ ‬شاشة‭ ‬التلفاز‭ ..‬

نمتلك‭ ‬القيمة،‭ ‬القيم،‭ ‬والتاريخ‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شعارًا‭ ‬لهذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬بدل‭ ‬الدولار‭ ‬المنهمر‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أفراح‭ ‬زواج‭ ‬المليشيات‭ ..‬

غريب‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬الفنان‭ ‬الليبي،‭ ‬والصحفي،‭ ‬والكاتب،‭ ‬الأديب‭ ‬مجرد‭ ‬كمبارس‭ ‬يختزل‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬في‭ ‬التقاط‭ ‬صورة‭ ‬مع‭ ‬نكرة‭ ‬صبغتْ‭ ‬شعرها‭ ‬بالأصفر‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تعي‭ ‬معنى‭ ‬ليبيا،‭ ‬وتاريخها‭ ‬المعرفي،‭ ‬والثقافي،‭ ‬والصحفي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬مفردة‭ ‬الإعلامي‭ ‬النَّور‭ ‬والظهور‭ ..‬

لقد‭ ‬حظى‭ ‬الفنان‭ ‬والإعلامي‭ ‬الليبي‭ ‬بشرف‭ ‬الدعوة‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث‭ ‬كما‭ ‬حظي‭ ‬بتخصيص‭ ‬غرفة‭ ‬مكتملة‭ ‬الوجبات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فكره‭ ‬مشغولًا‭ ‬بالقيمة‭ ‬السوقية‭ ‬لـ‭)‬جورج‭ ‬قرداحي،‭ ‬ورزان‭( ‬وبقية‭ ‬التشكيلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفِ‭ ‬في‭ ‬حضورها‭ ‬بما‭ ‬غتنمتْ‭ ‬من‭ ‬مكافأة‭ ..‬

في‭ ‬كل‭ ‬مواسمنا‭ ‬الثقافية،‭ ‬والصحفية،‭ ‬والفنية‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬حالاتنا‭ ‬نستثني‭ ‬جلد‭ ‬الذات‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الأساسُ‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬جسدنا‭ ‬المنهك‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬وتشويه‭ ‬قيمنا‭ ‬وحضورنا‭ ‬ورصيدنا‭ ..‬

نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬لفرض‭ ‬شخصيتنا‭ ‬بتاريخنا‭ ‬وليس‭ ‬بالدولار‭..!! ‬

كونوا‭ ‬بخير‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى