
مع اقتراب انطلاق العام الدراسي الجديد 2025 – 2026، يعود الجدل القديم – الجديد حول المناهج التعليمية في بلادنا إلى الواجهة، بين مَنْ يرى أنها مجرد حشو معلومات لا يجد الطالبُ منها نفعًا في حياته المستقبلية، وبين مَنْ يطالب بضرورة تحديثها لتواكب متطلبات سوق العمل، والتطور العلمي المتسارع.
ويظل السؤال الذي يتردَّد على ألسنة الجميع: هل يستطيع الطالبُ من خلال هذه المناهج أن يبني مستقبله بثقة، أم أنه سيظل أسير أوراق، وكتب مثقلة بالمعلومات النظرية؟، ولم يتوقف النقاش عند مضمون المناهج فحسب، بل تعدّاه إلى طباعة الكتاب المدرسي، الذي أصبح هاجسًا لأولياء الأمور والطلاب، مع تكرار أزمة التأخير في السنوات الماضية. فهل سيتسلم الطلاب كتبهم منذ أول يوم دراسي، أم سيضطرون كالعادة إلى الاعتماد على الملازم والنسخ المصورة؟
ومن جهة أخرى ألغيتْ بعض المقرَّرات في المرحلتين الإعدادية، والثانوية بشكل مفاجئ، ما أثار تساؤلات واسعة: لماذا حُذفتْ هذه المواد؟ هل هي خطوة مدروسة ضمن خطة تطويرية؟، أم مجرد حلّ مؤقت لأخطاء سابقة؟.
العام الماضي المنهج كان مليئًا بالأخطاء في إعداد المناهج وتوزيعها، واليوم يتساءل الجميع: هل ستتفادى وزارة التربية والتعليم تلك العثرات؟ وهل سيشهد هذا العام الدراسي انطلاقة جديدة مختلفة، تُعيد الثقة في التعليم الليبي باعتباره الأساس لبناء الأجيال القادمة؟.
بين انتقادات أولياء الأمور، ومخاوف الطلاب، ورؤى المعلمين، وآراء الشارع العام، يظل ملف المناهج التعليمية أحد أكثر الملفات حساسية، وإثارةً للجدل، لكونه يمسّ مستقبل الوطن بأسره.
تظل وزارة التربية والتعليم أمام اختبار حقيقي: هل ستتمكن من تجاوز أخطاء العام الماضي، وتقديم منهج أكثر تماسكًا يخدم الواقع الليبي ويواكب التطور العالمي؟.
يقول الحاج موسى – ولي أمر :
ابني في الصف الثالث إعدادي، والمشكلة ليستْ في صعوبة المناهج بل في كثرة الحشو، الطالب يحفظ عشرات الصفحات دون أن يفهم، ثم ينسى كل شيء بعد الامتحان.
بينما ترى السيدة نجلاء
أن الأزمة ليستْ في المضمون فقط: نخاف أكثر من أزمة الكتب، العام الماضي اشترينا كتبًا بأسعار خيالية من السوق، وإذا لم تحل الوزارة هذه المشكلة فستستمر معاناتنا.
الطالبة هناء – ثانوية عامة تقول:
بعض المواد لا نشعر أنها تفيدنا في حياتنا، كلها معادلات وحفظ طويل.
نريد مواد تعلمنا التفكير، مهارات الكمبيوتر، واللغات الحديثة.
فيما يضيف الطالب علي من المرحلة الإعدادية:
نحن نخاف أن يتأخر توزيع الكتب من جديد، لا نريد الاعتماد على صور وملخصات، نريد كتابًا رسميًا من أول يوم دراسي.
الأستاذ سالم، معلم رياضيات، يوضح:
إلغاء بعض المقررات دون بدائل واضحة يربك الطالب والمعلم معًا، الإصلاح مطلوب لكنه يحتاج إلى خطة شاملة لا قرارات مفاجئة.
فيما ترى الأستاذة شريفة معلمة لغة عربية، أن المناهج بحاجة إلى إعادة صياغة تربوية المشكلة ليستْ في الكم، بل في الكيف. يجب أن يتعلم الطالب كيف يفكر ويحلّل، لا أن يحفظ ويكرر.
المواطن عبد الرحمن عبّر عن مخاوفه قائلاً: التعليم أساس أي دولة، وإذا كان المنهج ضعيفًا فسيخرج لنا جيل ضعيف. نريد رؤية واضحة من الوزارة، لا ترقيع للأخطاء.
بينما قال آخرون إن المشكلة لا تكمن فقط في المناهج:
حتى لو كان المنهج متطورًا، إذا لم تُوفّر البيئة الدراسية الجيدة، والمعلم المؤهل، فلن يتحقق أي تقدم.
الحاج ميلاد موظف حكومي :
المناهج اليوم لا تهيء أبناءنا لسوق العمل، الطالب يتخرج وهو لا يعرف أبسط المهارات العملية.
نريد مناهج تعلم أبناءنا التفكير النقدي والاعتماد على النفس.
أم أسلام ربة بيت أكبر همّ عندنا هو الكتاب المدرسي، العام الماضي كنتُ أبحث في السوق عن كتب مفقودة ودفعتُ أسعارًا باهظة.
نتمنى أن تصل الكتب مع بداية العام بلا تأخير.
سلامة خريج جامعي عاطل عن العمل:
أنا خريج منذ سنوات، ولم أستفد من المنهج الدراسي في حياتي العملية. التعليم عندنا بعيد عن الواقع، يخرج أجيالًا للحفظ لا للإبداع.
الطالبة الجامعية أماني :
لو كانت المناهج أقوى في الثانوية، لكنا مستعدون أفضل للدراسة الجامعية. الآن نجد أنفسنا نعيد المعلومات نفسها بطريقة مختلفة.
المواطن عبدالرؤوف صاحب مكتبة :
كل سنة نسمع أن الكتب ستوزع في وقتها، ثم نفاجأ بالتأخير. النتيجة أن الطلبة يلجؤون إلى المكتبات للتصوير. المشكلة ليستْ في الطباعة فقط بل في التخطيط المسبق.
مجدي ولي أمر لثلاثة طلاب :
المناهج مليئة بمعلومات قديمة، والوزارة تلغي وتضيف دون أن تشرح السبب أبناؤنا أصبحوا حقل تجارب.
المواطنة فدوى مهندسة:
التعليم هو العمود الفقري لأي نهضة، إذا لم نصلح المناهج سنظل نكرر الأخطاء نفسها نريد رؤية وطنية واضحة لا حلولًا مؤقتة.
محمود يقول : كنتُ أتمنى أن نتعلم أشياء عملية في الثانوية مثل : إدارة المشاريع الصغيرة، أو البرمجة. بدلًا من ذلك ضيّعنا وقتًا في حفظ مواد لن نستفيد منها أبدًا.
أسبوعان للتعارف
علي محمد / ولي أمر :
يعود سبب تأجيل الدراسة والذي أستحدث بمنح التلاميذ والطلاب أسبوعين أطلق عليهما للتعارف بين الطالب وبيئته التعليمية .
وفي الحقيقة أن معظم المؤسسات التعليمية لم تستلم الكتاب المدرسي، ودخول أغلب المدارس في صيانة داخلية من )طلاء، وصيانة الحمامات(، وكذلك جدول الحصص لم يتفاهم عليه معلمو الحصة وهم في صراع بين يأخذ الحصة الأولى وبعد الاستراحة والحصة الأخيرة .
والله يعين أبناءنا في هذا العام الدراسي المتعثر منذ بدايته .
المنهج نفسه
أحمد سليمان / ولي أمر :
قال أنا ضد إضافة أسبوعين لبداية العام الدراسي الذي مفروض يبدأ قبل أسبوعبن مع أول أسبوع من شهر سبتمبر .
وسؤالي لماذا طباعة الكتاب المدرسي كل سنة دراسية وهو نفس المنهج ونحن نشاهد ونسمع أن العالم تغير وأصبح الكتاب المدرسي عبر تطبيقات خاصة في التواصل الاجتماعي الفيس بوك .
وبصراحة هذه تكاليف مبالغ فيه، وأصبحت عملية عطاءات تعطي لشركة دون غيرها، وهذا بعينه فساد إداري ومالي وأخلاقي لا بد من سن قانون بأشد العقوبات على فاعليه والسبب الرئيس لتأخر العام الدراسي .
بحجة التعارف
إيناس / ولية أمر :
بصراحة إضافة أسبوعين آخرين على انطلاق العام الدراسة بحجة للتعارف بين الطلاب والتلاميذ وأرى السبب هو عدم جاهزية الكتاب المدرسي في موعده المطلوب والكل يوجه التقصير على جهة معينة، والآخر يرد بعدم توفر كذا وكذا، وأبناؤنا التلاميذ أوقفوا فرحتهم ببداية العام الدراسي خصوصًا الصف الأول الابتدائي والله المستعان .
حسرة الماضي
أشرف / ولي أمر قال :
ما قامتْ به وزارة التعليم من حلول غيرتْ خطط أولياء الأمور التي تحسرتْ بكل أسف على السنوات الدراسة الماضية وبصراحة أسبوعين التعارف سبب فوضى تواجدهم هو لم يتوافر الكتاب المدرسي في موعده المحدد وأقول رسالة موجهة إلى مسؤولي التعليم أن حجتكم ضعيفة ونسأل الله التوفيق للجميع.
الى حين وصول الكتاب ..
الحصص نشاط وتعارف !!
المناهج
طالب يحفظ بلا فهم .. وبعد الامتحان ينسى كل شيء !!