على الطريق
في غيابةِ الجُب
هناك حيث السّواد السّائد
وبعيدًا عن مرأى النّاس ومسمعهم
قاعٌ حجريٌّ قاس
ألوح فيه بيدي اليُمنى
ومن ثمّ اليسرى
لعلّ قافلة من هنا
أو هنا
تمرّ وترى تلويحتي
وأصيح بصوتٍ عالٍ
يكاد أن يخترق حبالي
وجدران البئر من حولي
ولكن لا أحد بسامع
إلا الله
حين انقشع الظّلام
وانبلجت الشّمس
وإذا به أتى بدلوه
عجوزٌ جائر على وجهه الزّمان
ليلتقطني ويكون أحد السّيّارة
فقال لي بإيجازٍ تام
خذها حكمة من عجوزٍ
قد أكل عليه الدّهر وشرب
من يُلقى في الجُبّ
سيُصبح عزيزًا لا محال.