فنون

المسرح في الواجهة المهرجان الوطني للمسرح : هل بدأت أزمة الثقة قبل رفع الستار ؟!

هند التواتي

أعلنتْ‭ ‬لجنةُ‭ ‬المشاهدة‭ ‬والفرز‭ ‬بالمهرجان‭ ‬الوطني‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬عن‭ ‬الإنتهاء‭ ‬من‭ ‬مهامها‭ ‬بإعلان‭ ‬قبول‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬عرضًا‭ ‬مسرحيًا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬ثلاثين‭ ‬عرضًا‭ ‬مقدمًا‭ ‬للدخول‭ ‬ضمن‭ ‬عروض‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬للمهرجان‭ ‬الذي‭ ‬سينطلق‭ ‬يوم‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري‭.. ‬

وما‭ ‬أن‭ ‬أَعلن‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المهرجان‭ ‬‮«‬أنور‭ ‬التير‮»‬‭ ‬نتائج‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬قبولها‭ ‬وتسميتها‭ ‬عبر‭ ‬مقطع‭ ‬ڤيديو‭ ‬مسجل‭ ‬على‭ ‬صفحة‭ ‬المهرجان‭ ‬حتى‭ ‬تحوَّل‭ ‬الفضاء‭ ‬الأزرق‭ ‬لساحة‭ ‬هجوم‭ ‬عبر‭ ‬التعليقات‭ ‬والمناشير‭ ‬المندَّدة‭ ‬بنتائج‭ ‬لجنة‭ ‬المشاهدة‭ ‬والفرز‭ ‬والتي‭ ‬اعتبروها‭ ‬غير‭ ‬عادلة‭ ‬وغير‭ ‬منصفة‭ ‬وانها‭ ‬اتسمت‭ ‬بالمحاباة‭ ‬والتحيز‭ ‬للجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمهرجان‭ ‬ولجنة‭ ‬الفرز‭.. ‬

وسنستعرض‭ ‬معكم‭ ‬عينة‭ ‬مما‭ ‬كتبه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسرحيين‭ ‬حول‭ ‬الموضوع‭.. ‬

‭ ‬خالد‭ ‬القماطي‭ ‬وعبر‭ ‬حسابه‭ ‬‮«‬المسرحجي‮»‬‭ ‬كتب‭ ‬إدراجًا‭ ‬مطولاً‭ ‬موضحًا‭ ‬فيه‭ ‬سبب‭ ‬استياءه‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬استقطعنا‭ ‬منه‭ ‬بعض‭ ‬المقتطفات‭ ‬منها‭: ‬

‭)‬أنا‭ ‬نفرح‭ ‬لأي‭ ‬فرقة‭ ‬تشارك‭ ‬ونجي‭ ‬ندعمهم‭ ‬ونوقف‭ ‬معاهم‭ ‬باللي‭ ‬نقدر‭ ‬عليه‭ ‬وحتى‭ ‬إن‭ ‬رفضوا‭ ‬نصي‭ ‬نمشيلهم‭ ‬فرحان‭ ‬وكأني‭ ‬انقبلت،‭ ‬لكن‭ ‬امتا‭ ‬لما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬نزاهه‭ ‬ومصداقيه‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الواسطة‭ ‬والمحاباة‭ ‬ماتلوموناش‭ ‬على‭ ‬ردة‭ ‬فعلنا‭ ‬وتعليقاتنا‭ ‬في‭ ‬صفحة‭ ‬الهيئة‭ ‬أو‭ ‬المهرجان‭ ‬الوطني‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ..‬وحتى‭ ‬تعليقاتنا‭ ‬كانت‭ ‬باحترام‭ ‬ما‭ ‬اسأناش‭ ‬لحد‭ ‬عبرنا‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظرنا‭ ‬كل‭ ‬الفرق‭ ‬المرفوضه‭ .‬

تسربتلنا‭ ‬هلبه‭ ‬معلومات‭ ‬وهلبه‭ ‬كلام‭ ‬طلع‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أصدقاء‭ ‬وفي‭ ‬مكالمات‭ ‬مسجله‭ ‬ورسايل‭ ‬مسكرنه‭ ‬تثبت‭ ‬ان‭ ‬ماكانش‭ ‬في‭ ‬مصداقية‭ ‬في‭ ‬الفرز‭ ‬والمشاهدة‭(.‬

وأضاف‭: )‬أنا‭ ‬اعتراضي‭ ‬الأول،‭ ‬والأخير‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬الفرز‭ ‬والمشاهدة،‭ ‬وكيف‭ ‬أعمالهم‭ ‬تترشح‭ ‬هما‭ ‬شاهدو‭ ‬أعمالهم‭ ‬و‭ ‬وافقو‭ ‬عليها‭ ‬تشارك‭ ‬معناها‭ ‬المفروض‭ ‬مانسموشي‭ ‬المهرجان‭ ‬الوطني‭ ‬نسموه‭ ‬مهرجان‭ ‬لجنة‭ ‬المشاهدة‭(.‬

‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬كتب‭ ‬الممثل‭ ‬الشاب‭ ‬أحمد‭ ‬كابوكا‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬الرسمي‭ ‬يقول‭:  )‬لن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬مسرحٌ‭ ‬طالما‭ ‬مازالت‭ ‬العقول‭ ‬جهوية‭ ‬والمحاباة‭ ‬والوساطة‭ ‬والتلخبيط‭ ‬عايشن‭ ‬فيكم

احترموا‭ ‬مجهودات‭ ‬الفنان‭ ‬راهو‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مكشوف‭ .. ‬سبحان‭ ‬الله‭ ‬اغلب‭ ‬العروض‭ ‬أصحاب‭ ‬وأحباب‭ ‬وأعضاء‭ ‬لجان‭(.‬

وغيرها‭ ‬العديد‭ ‬عبر‭ ‬التعليقات‭ ‬والمنشورات‭ ‬المنفصلة‭ ‬ولنكون‭ ‬على‭ ‬الحياد‭ ‬وعلى‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬حاولنا‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للمهرجان‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المهرجان‭ ‬أنور‭ ‬التير‭ ‬لنستوضح‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬هذا‭ ‬اللبس‭ ‬ولتتضح‭ ‬الصورة‭ ‬الضبابية‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تابع‭ ‬وشاهد‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬وللأسف‭ ‬وبعد‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬إبداء‭ ‬التصريح‭ ‬لم‭ ‬يصلنا‭ ‬منه‭ ‬شيء‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬كتابتنا‭ ‬لهذا‭ ‬التقرير‭.. ‬

ويعد‭ ‬ما‭ ‬نشر‭ ‬على‭ ‬صفحة‭ ‬المهرجان‭ ‬بتوقيع‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الاعلامية‭ ‬الأستاذ‭ ‬سمير‭ ‬جرناز‭ ‬هو‭ ‬الرد‭ ‬الرسمي‭ ‬الوحيد‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أثير‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬لجنة‭ ‬المشاهدة‭ ‬و‭ ‬الفرز‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭: ‬

‭)‬الحذف‭ ‬والحظر‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬المسيئين‭ ‬لأنفسهم‭ ..‬

نلفت‭ ‬انتباه‭ ‬متابعي،‭ ‬وزوار،‭ ‬صفحة‭ ‬المهرجان،‭ ‬من‭ ‬قراء‭ ‬‮«‬أصدقاء‮»‬‭ ‬و«عابرين‮»‬‭.. ‬أنَّ‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬وإبداء‭ ‬الآراء،‭ ‬ونقد‭ ‬المهرجان،‭ ‬والمنظمين،‭ ‬والمشاركين‭ .. ‬بكل‭ ‬احترام‭ .. ‬مكفولة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصفحة،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬تهجم،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬تجريح،‭ ‬أو‭ ‬كيل‭ ‬أي‭ ‬اتهامات،‭ ‬أو‭ ‬توجيه‭ ‬أي‭ ‬إساءات‭.. ‬وبأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬أحد،‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المهرجان،‭ ‬والأسرة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.. ‬ولهذا‭ ‬فأن‭ ‬تعليقات‭ ‬السب،‭ ‬والشتم‭.. ‬ستُقابل‭ ‬دون‭ ‬تردد،‭ ‬بالحذف،‭ ‬وسيتم‭ ‬فوراً،‭ ‬حظر‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬صفحة‭ ‬المهرجان‭.‬

ونقولها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تردد،‭ ‬وبكل‭ ‬وضوح‭.. ‬نعم‭ ‬اضطررنا،‭ ‬لحذف‭ ‬تعليقات،‭ ‬وحظر‭ ‬أصحابها،‭ ‬لأنهم‭ ‬أساءوا‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬بتعليقات‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬توصف‭ ‬به‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬لائقة،‭ ‬وغير‭ ‬مسؤولة،‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أسماء‭ ‬فنية،‭ ‬مشهود‭ ‬لها،‭ ‬بالعطاء‭ ‬الجاد،‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬والتميز‭.‬

ومن‭ ‬يتطاول،‭ ‬ويسيء،‭ ‬ويقلل‭ ‬أدبه‭ ‬مع‭ ‬الفنانين،‭ ‬أو‭ ‬قراء‭ ‬الصفحة‭.. ‬فهو‭ ‬أولاً،‭ ‬وأخيراً،‭ ‬يسيء‭ ‬لنفسه،‭ ‬وأسمه،‭ ‬ويعكس‭ ‬تربيته،‭ ‬وأخلاقه‭.. ‬ونعتذر‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬لحق‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬أذى‭ ‬لفظي،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البراح‭ ‬الراقي،‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬صفحة‭ ‬المهرجان‭(.‬

ومع‭ ‬إصرار‭ ‬المسرحيين‭ ‬الغاضبين‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬مهرجان‭ ‬لجنة‭ ‬المشاهدة‭ ‬واستخدام‭ ‬اللجنة‭ ‬الإعلامية‭ ‬للحذف‭ ‬والحظر‭ ‬كسلاح‭ ‬وحيد‭ ‬للرَّد‭ ‬على‭ ‬الاتهامات‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬إيضاح‭ ‬رسمي،‭ ‬تظل‭ ‬الصورة‭ ‬ضبابية‭ ‬والشكوك‭ ‬قائمة‭ ‬فبين‭ ‬اتهامات‭ ‬بالـمحاباة‭ ‬والتلخبيط‭ ‬ورفض‭ ‬قاطع‭ ‬لاستقبال‭ ‬النقد‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬عدم‭ ‬اللباقة‭ ‬يبدأ‭ ‬المهرجان‭ ‬الوطني‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬محملًا‭ ‬بعبء‭ ‬ثقيل‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬نزاهة‭ ‬عروضه‭..‬

هل‭ ‬ستتمكن‭ ‬الأعمال‭ ‬المقبولة‭ ‬من‭ ‬إقناع‭ ‬الجمهور‭ ‬والمسرحيين‭ ‬بأنها‭ ‬الأجدر،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النسخة‭ ‬ستبقى‭ ‬مجرد‭ ‬محطة‭ ‬أخرى‭ ‬لتعميق‭ ‬أزمة‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬صُنّاع‭ ‬القرار‭ ‬والمسرحيين‭ ‬؟‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى