الوحدة قاسية ..لكنها تُهذِّب وجعكَ
تُعلّمكَ كيف تُصغي إلى الحنين كأغنية قديمة
كيف تقرأ هزائمك كدليل نجاة
لا هلاك..
وكيف تبكي بأريحية
دون أن تُزيف حزنكَ
تُعلّمكَ كما يفعل الشعراء
رغم رهبة البوح
كيف تنطفئ الرغبة في الإنكار..
كيف تبحث في آخر الليل عن ملاذٍ
في عيون الذين رحلوا دون التفات..
كيف تُمازح الأشباح التي تتقمّص ملامح الرفاق..
كيف تعبر حواف الذاكرة بخفّة الريح
ثم تسقط كظلٍّ ثقيلٍ في العتمة..
تُعلّمك كيف تخلط الغضب بالحب
والابتسامة بالحزن
والأعذار بالخيبة..
وكيف تنجو، كل مرة
من هذا التناقض
الوحدة قاسية كثيرًا..
لكنها تُهندم جراحك
تُعلّمك كيف تسبق الخذلان بخطوة..
كيف تصبح جهاز استشعارٍ
كيف تُلوّح من بعيد..
لبداياتٍ موسومة بالندم.