
رمية تماس
شكّل الموسم الرياضي المنصرم لفريق الأهلي طرابلس الأول لكرة القدم موسمًا استثنائيًا، خاصة بعد حصول الفريق على الثلاثية الثالثة له، بعد الأولى في موسم 99-2000، وثلاثية 2014-2015.
كما كان موسمًا استثنائيًا أيضًا لأن الفريق أنهى الموسم دون خسارة على صعيد الدوري والكأس، ما يجعل ما حققه الأهلي أمرًا صعب التكرار.
وبالعودة إلى الموسم الاستثنائي الذي قدمه رفاق أفضل لاعب في الموسم «حمدو الهوني»، نجد أن المبررات لما قدمه الأهلي كثيرة، خاصة على صعيد الزاد البشري للفريق، الذي شكّل أحد أهم أسباب هيمنة الأهلي على الموسم الكروي، خصوصًا من حيث نوعية اللاعبين، والتناغم بينهم، وكيفية تدويرهم خلال مراحل الدوري وحتى مسابقة الكأس.
اختيارات اللاعبين قبل انطلاق الموسم كان لها الأثر الكبير في إراحة الجهاز الفني، بقيادة الكابتن حسام البدري، الذي كان في الموعد، خاصة من حيث الاعتماد على المجموعة وليس على لاعب أو أسماء معينة. كان الفريق هو النجم الأول، وكم من مرة شاهدنا التشكيل في غياب أبرز اللاعبين، وفي مباريات مهمة ومصيرية في الدوري والكأس، خاصة أن ذلك لم يكن في مباراة بعينها، أو عندما يكون أحد اللاعبين قد تعرض لإصابة، بل تغيب أهم اللاعبين وهم على أتم الاستعداد، وفي أهم المباريات، وفق رؤية المدرب.
ولم يحدث ذلك في مباراة أو اثنتين، بل كان في مختلف مراحل الدوري، ما أعطى المدرب أريحية في تدوير اللاعبين. ولا ننسى الدور الكبير للطاقم الإداري والطبي، الذي كان على الخطوات نفسها التي كان عليها الطاقم الفني، ما جعل الفريق يسير من مباراة إلى أخرى، ومن دور إلى آخر، ورغم التقلبات الكبيرة والموسم الصعب، يجد الطريق إلى الثلاثية الثالثة بكل جدارة واستحقاق.
ثلاثية ما كان لها أن تتحقق إلا بفضل جهود الإدارة الحالية، التي أكملت جهود الإدارة السابقة، التي كانت وراء الاختيارات في الطاقم الفني الأول الذي أشرف على الفريق، بقيادة الفرنسي، ومن بعده طاقم الكابتن حسام البدري. وما قدمته الإدارة الحالية كان له الأثر الكبير في حصول الفريق على الثلاثية الثالثة.
كل ما تم سرده فيما سبق عن الأهلي طرابلس وحصوله على ألقاب الموسم كاملة يكمن، خاصة، في الجماعية: الجماعية في التفكير، الجماعية في الهدف، الجماعية في الأداء. كل ذلك شكّل الفريق الذي عرف كيف يحصد كل شيء، ولم يُبقِ للآخرين شيئًا، في موسم أقل ما يقال فيه إنه موسم استثنائي لفريق استثنائي.
فريق استطاع أن يحقق نقلة نوعية في كرتنا، هي في حاجة إلى المواصلة والتفكير فيما هو أبعد، لأن الدوري المحلي يجب أن يكون خطوة تتبعها خطوات نحو لقب طال انتظاره لكرتنا الليبية، والكل يعلم كم هي جماهير الكرة الليبية مشتاقة إلى لقب أفريقي يزين خزائن الأندية الليبية.

