ثقافةمتابعات

الدار العربية للكتاب: من الصعوبات المالية.. إلى الازالة الكلية

متابعة.. عبدالسلام الفقهي

  ألقى الكاتب والصحفي محمد الهادي البوسيفي، الأربعاء، محاضرة بالمركز الليبي للمحفوظات  عن رحلة الدار العربية للكتاب في عالم النشر، متناولا فترة  ازدهارها والصعوبات التي تعرضت لها ومحاولات مجلس إدارتها لتفادي تلك العقبات ..   وتطرق البوسيفي إلى تاريخ انشاء الدار  كمؤسسة مشتركة للنشر والطبع والتوزيع، بين ليبيا وتونس، (بناء على البرنامج الثقافي والاعلامي الموقع في مدينة طرابلس بتاريخ 9 فبراير 1973م من طرف وزير الإعلام والثقافة بالجمهورية العربية الليبية آنذاك ، ووزير الشئون الثقافية والأخبار بالجمهورية التونسية) وعلى (القانون رقم (60) لسنة 73م الصادر عن مجلس الوزراء.

كتب : عبدالسلام الفقهي

وواصل : من  اجل أداء رسالتها الثقافية، خصصت الدولتان صرف ميزانية تأسيسية وبحصص متساوية بين الدولتين قيمتها ( 250) ألف دينار ليبي، ومن خلالها وضعت الإدارة خطة للنشر، حددت فيها نوعية وعدد الكتب المستهدف طباعتها، واستطاعت الدار منذ انطلاقها أن تنافس الكثير من المؤسسات العربية بقيمة منشوراتها، واستقطاب الكثير من الكتَّاب من شتى المجالات، كما تمكنت الدار من الحصول على جزء من طباعة الكتاب المدرسي و ايضا طباعة عدد من مطبوعات مصلحة الآثار. 

عناوين واصدارات 

وانتقل المحاضر في حديثه بسرد تاريخ النشر للدار الذي بدأت أولى شراراته  في ابريل 1975م تلته مجموعة من الكتب تمثل باكورة إنتاجها، وهـي: المشروع الصهيوني لتوطين اليهود في ليبيا، وهو كتاب تاريخي، للأستاذ مصطفى عبد الله بعيو، ومجموعة قصصية بعنوان (صخب الموتى) للأستاذ خليفة حسين مصطفى، ومجموعة، قصصية بعنوان (دم ودخان) للأستاذ مبارك ربيع، ورواية (عندما ينهال المطر) ، للأستاذ عبد الرحمن عمار،  ومجموعة قصصية (البعد الخامس) للكاتبة عروسيه النالوتي وهذه الأعمال الثلاثة الأخيرة لكتَّاب تونسيين، وقد بدأت الدار العربية للكتاب بداية متواضعة معتمدة في طباعة  الكثير من منشوراتها على المطابع المحلية في البلدين، وخلال هذه الإطلاقة حدث ارتفاع واضح في عدد اصداراتها، وخاصة في مجال القصة والرواية والشعر، وكان النصيب الأكبر من هذه الاصدارات للشباب الذين يخوضون تجربتهم الأولى في هذه المجالات الأدبية، وعملت الدار خلال هذه الأعوام على تحسين جودت منشوراتها من ناحية الشكل ونوعية الورق وتصميم الغلاف، والاستعانة بالمطابع الخارجية في كل من بيروت وايطاليا ومالطا وغيرها.  وفي مجال ادب الأطفال، وعلى الرغم من قلة وجود نصوص في مجال أدب الأطفال، إلاّ أن الدار العربية للكتاب حرصت على الاهتمام بهذا الجانب وإفراد سلسلة من الكتب التي تخاطب الطفل ووجدانه من خلال مجموعة مختارة من قصص الأطفال الهادفة، وبأقلام كبار بعض الكتاب الذين لهم تجربة في هذا المجال، مثل الأستاذ يوسف الشريف من ليبيا والأستاذ محمد عبدالله الزكرة والأستاذ علي سعدالله من تونس، وبدأت بسلسلة هَدايا التي ضمت أكثر من خمس مجموعات، إلى جانب ترجمة الكثير من قصص الأطفال العالمية التي من احداها سلسلة (العالم بين يديك) والتي احتوت على 55 عنواناً في شتى مجالات المعرفة

ولفت البوسيفي إلى أن الدار  بعد مشوار طويل، بدأت تواجه صعوبات مالية، مما اضطرها لتأجير الطابق العلوي لمقرها بطرابلس لمواجهة بعض المصروفات، وفي محاولة من الأستاذ التليسي لتنبيه المسؤولين إلى ما وصل إليه حال هذه المؤسسة من ظروف مالية، أتذكر أنني اطلعت على مذكرة وجهها إلى أمين اللجنة الشعبية العامة (مجلس الوزراء) شرح فيها ظروف الدار وما تعانيه من اختناقات مالية، طالبًا التدخل إذا كانت هناك النية في استمرارها، أو اتخاذ قرار سياسي لحلها وضم موظفيها إلى الثقافة، ولكن الظروف السياسية حينها كانت غير مواتية للالتفات لهذه الأمور مما جعل الدار تمر ببعض الركود اعتمدت على مواجهة أوضاعها الراهنة  بتصريف ما لديها من كتب في مخازنها.                                        

وأوضح ان الدار استطاعت تسهيل نشر الكتاب وتوزيعه متجاوزة  بعض القيود والعقبات المفروضة على توزيع الكتاب وانتشارها. 

كما توخَّت  منذ تأسيسها مشروعاً ثقافياً مشتركاً بين البلدين، يهدف إلى تشجيع المبدعين وخاصة الشباب واحتضان أعمالهم الأدبية وطباعتها ونشرها والِترويج لها وبيعها محلياً ودولياً. 

وأضاف انها ساهمت في التعريف بالكتاب الليبي والتونسي خارج الدولتين من خلال المشاركة في المعارض الدولية والمحلية وتقريب المسافة بين القاري والكتاب.

وختم حديثه بالاشارة إلى أن  الدار مارست نشاطها حتى منتصف عام 2015م، حيث تعرض مقرها بطرابلس للمداهمة والسيطرة عليه من قبل بعض الأفراد ونهب واتلاف ما في مخازنها من كتب ووثائق. ليتم هدمها ومسح آثارها أمام انظار ومسمع المسؤولين والنخبة المثقفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى