رأي

الكَبى الذى أهلكنا !!!

منى الساحلي

جرة قلم 

الصناعات المُقلدة موضوع قديم وقائم فى عدة دول العالم حتى باتت هناك دول مختصة فى هذه الصناعات، ولكن بُعرف ومبادئ الإنسانية التى لا تمس آدمية الإنسان كصناعة الملابس والمواد المنزلية، وهذا شئ مألوف ومنطقي لأنه يُسهل عمليات الاقتناء لذوي الدخل المحدود على مستوى الشعوب ولكن أن تتعدى صناعات «الكُبي» هذه حدود المنطق والعقل والإنسانية، وتمس حياة وصحة الإنسان كالصناعات الغذائية، والدوائية فهنا تكون الكارثة بكل مُسمياتها وخاصة لو كانت هذه الكارثة داخل بلادنا التى نشئنا بها على الإسلام ومراعاة حدود الله وهو ما يثير استغراب العديد تجاه ما يحدث من مخالفات خطيرة تمس حياتنا وحياة أبنائنا هذا الخطر الذي باتت  اطلاله تلاحقنا يومياً بسبب غياب الضمير، وموت المروءة الذي اوصل بعض التجار ممن لا يخافون الله إلى أن يعبثو بأرواح النَّاس في سبيل الكسب المادي السريع ولو كان بطرق غير مشروعة، ولكن وللأسف هذا الواقع ترجمته جملة الأحداث المؤسفه خلال الاشهر المنصرمة التي وضحت مدى التهاون والاستهتار من قبل البعض بحياة الليبيين ليس باللعب في صلاحية المواد الغذائية فحسب بل وصل إلى العبث بالأدوية والمعدات الطبية داخل العيادات والمجمعات الصحية والمستشفيات العامة التي منها ما تشتغل اليوم بأدوية ومعدات طبية منتهية الصلاحية داخل غرف العمليات والقسطرة، وحجر التعقيم، واستخدام المعدات الطبية من مريض إلى آخر مع انها ذات استخدام واحد (وهو كلام موثق من مركز الرقابة على الأغذية والأدوية) يتم ذلك في عيادات لها اسمها لطالما وثق فيها العديد من الليبيين أما الطامة الكبرى هو ما حدث خلال اليومين الماضيين حيث ضبطتْ شحنة من المٌغلفات والكراتين لأدوية فارغة قادمة من تركية عبر ميناء مصراته، وبتتبع الموضوع من الجهات المختصة ضبط مصنع محلي في مدينة  الخمس لتصنيع الأدوية بطرق مخالفة يقوم بتصنيعها على انها أصلية وهي بعيدة كل البعد بل ليس لها اي علاقة بأي ضوابط واشتراطات صحية أو بيئية، ولكن والحمد الله لولا لطف الله بهذا الشعب تم اكتشاف هذا المصنع قبل الترويج لأدويته المغشوشة، وللعلم وقبل هذه الحادثة بشهور قليلة تم ضبط حاوية مماثلة قادمة من مصر. 

الموجعُ أن (أكلنا بات اليوم كُبي، ولباسنا كُبي، وادويتنا كٌبي حتى هوانا نكاد أن نتنفسه كُبي) !!! 

وهنا يحضرني المثل الشعبي الذي يقول (يلي يطيح في حارة اليهود يقول يا شفاع يارسول الله)، وهنا لن نقول أين دور الرقابة؟ لأن هذا سؤال مفروغ منه ويفرض نفسه من تلقاء نفسه؛ الشيء الوحيد الذي له إجابة في هذا المقام هو التساؤل المستمر وخاصة من دول العالم الذي يعالج فيها الليبيون عن تلك الأعداد الهائلة والمفجعة عن الحالات المرضية المختلفة وخاصة الأمراض السرطانية عافانا وعافاكم الله.. الحديث في هذا الصدَّد حتمًا موجعٌ ومخيفُ، ولكن كما هو بحاجة إلى وقفة جدية من الجهات الأمنية والرقابية يحتاج قبلها إلى  صحوة الضمائر والخوف من الله تعالى في هذا الشعب الطيب. 

* الكَبي = المقلَّد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى